أخبار الإنترنتبرامج وتطبيقاتمنوعات تقنية

الإمارات تطلق أول أكاديمية عربية للذكاء الاصطناعي

أطلقت الإمارات العربية المتحدة مطلع مايو/ أيار الجاري أكاديمية الذكاء الاصطناعي، الأولى من نوعها في البلاد وعموم العالم العربي، في إطار إستراتيجية الدولة الرامية إلى تعزيز دور الأتمتة، وتقنيات الذكاء في الاقتصاد المحلي، واحتلال مركز متقدم عالميًا، والريادة في هذا المجال في المنطقة.

ويأتي إطلاق الأكاديمية ثمرة شراكة بين كليات التقنية العليا والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي؛ وقالت كليات التقنية العليا، في تغريدة نشرتها في حسابها الرسمي على تويتر: إن الأكاديمية تهدف إلى “توفير برامج تعليمية وتدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي، تسهم بتطوير معارف وخبرات الكوادر الوطنية، وتعزيز قدرتها؛ للتعامل مع المتغيرات الوظيفية المستقبلية”.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي (عمر بن سلطان العلماء): أن “إطلاق الأكاديمية يأتي في إطار دعم جهود الإمارات لتحقيق الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، والإسهام في توفير منصة جديدة، يمكن للشباب من خلالها الحصول على مهارات جديدة، تتيح لهم تطوير قدرات وإمكانيات إضافية، تساعدهم على تحقيق طموحاتهم المستقبلية”.

وقال عمر بن سلطان: إن الأكاديمية تسهم “في تبني جميع أدوات تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يوفر حياة أفضل لأفراد المجتمع، ويطور منظومة متكاملة توظف التقنيات المتقدمة في المجالات الحيوية؛ على المستويين الحكومي والخاص”.

وقال مدير مجمع كليات التقنية العليا في دولة الإمارات (الدكتور عبد اللطيف الشامسي): إن “أكاديمية الذكاء الاصطناعي بكليات التقنية العليا ستعمل شريكًا للجهات الحكومية والخاصة في الإمارات؛ لتمكين الكفاءات العاملة لديها من الإسهام في مسيرة التحول الرقمي”.

مناهج للذكاء الاصطناعي في المدارس.

وتعتزم الإمارات أيضًا اعتماد مناهج لتعليم تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي في مدارسها، في ظل مساعي الإمارات لاتخاذ خطوات عملية في إستراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، التي أطلقتها عام 2007، والرامية إلى الوصول إلى المركز الأول عالميًا في استثمار الذكاء الاصطناعي، في مختلف قطاعات الدولة الحيوية، وإيجاد سوق جديدة واعدة في المنطقة، ذات قيمة اقتصادية عالية، بالإضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، مع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات، وتحليل البيانات، بحلول العام 2031، إذ يتعين على جميع الجهات الحكومية في الدولة اعتماد الذكاء الاصطناعي.

وتعزز مبادرات تدريس مناهج الذكاء الاصطناعي توجُّه معاهد التعليم المهني والتقني؛ الرامي لتقديم مناهج تعليمية تركز على العلوم الأساسية في مجال التقنية، وتطبيقاتها الداخلة في شتى مناحي الحياة العصرية، وفقًا لمواصفات عالمية تتضمن محتوياتها جميع مستجدات العلوم والمعارف، والتطبيقات الحديثة.

إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي.

أطلقت دولة الإمارات في العام 2017 إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي؛ ويؤكد المسؤولون في دولة الإمارات على أهمية دور الشباب العربي في هذا التوجه، وضرورة إعادة تأهيلهم وتدريبهم؛ لتزداد خبرتهم ويصبحوا قادة للفكر.

وتُطوِّر حكومة دبي ضمن هذا الإطار نظامًا متكاملًا لإدخال الذكاء الاصطناعي في مفاصل قطاع الشرطة، إذ تسعى الإمارة للوصول بنسبة رجال الشرطة الآليين إلى 25% من قوى الشرطة، بحلول العام 2030، وتستخدم شرطة دبي حاليًا الشرطي الروبوت لتقديم عدد من الخدمات الشرطية، ولديه كذلك القدرة على القيام بدور المرشد السياحي، ويقدم معلومات مفيدة بلغات عدة، اعتمادًا على برمجيات خاصة، ويعمد إلى إرشاد الأشخاص إلى الخدمات التي يطلبونها، وبإمكان أي شخص استخدام الشرطي الآلي كأداة للتفاعل مع شرطة دبي لطلب المساعدة، أو الإبلاغ عن الجرائم، أو تقديم الشكاوى، أو الإدلاء بالأقوال عن بُعد.

وأدخلت دبي أول شرطي روبوت إلى الخدمة منتصف العام 2017، كموظف جديد يبلغ طوله 165.1سم، ووزنه حوالي 100 كلغ، ويتمتع بالقدرة على التعرف على الوجوه، ويستطيع إرسال مقاطع الفيديو مباشرةً. وبدأ الشرطي الروبوت عمله في دوريات الشوارع، ليقتصر عمله على ما سبق، دون الوصول إلى مهمات متعلقة باعتقال المتهمين.

وأطلقت الإمارات في فبراير/ شباط الماضي مشروع الباحث القانوني الذكي؛ لتسيير المعاملات عن بعد، كخطوة للتحول الكامل إلى نموذج ذكي لتقديم الخدمات الحكومية، وتسيير معاملات المراجعين آليًا، وإلغاء المعاملات الورقية بالتدريج.

وفي هذا الإطار، أطلقت مدينة دبي الطبية مطلع العام الحالي، أول نظام ذكي لتقديم الشكاوى الطبية، يقدم خدمات ذكية متنوعة، ويفصل في المنازعات الطبية للمرضى والمرافق الطبية في المدينة الطبية، وهو يتميز بسهولة الاستخدام، دون الحاجة للأوراق والملفات لأرشفة الشكاوى، لتسهيل الوصول إليها في أي وقت، ويقوم على إخطار المتقدم بالشكوى من خلال رسالة نصية قصيرة بالبريد الإلكتروني، والحصول على الرسالة، أو التقرير النهائي من النظام، عن طريق بوابة “مسار” الذكية.

ومن أبرز التطبيقات العملية للتوجه الرسمي؛ مبادرة مليون مبرمج عربي، التي أطلقتها الإمارات لتعليم مليون شاب عربي علوم البرمجة، وكذلك تعليمها للأطفال في المدارس، وتعمد إلى تشجيع الخبراء من جميع أنحاء العالم على المساعدة في تسريع تطوير التقنيات في الدولة.

وأطلقت الإمارات في فبراير/ شباط الماضي مركز التميز الروبوتي؛ لتقديم حلول آلية رقمية مبتكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال 70 روبوتًا يعملون على تسيير آلاف المعاملات في قطاع الاتصالات؛ لتحسين الأداء، وتوفير الوقت والجهد، والاستغناء عن المعاملات الورقية. ودشنت شركة اتصالات من مقرها في العاصمة الإماراتية أبوظبي المركز، بتفعيل عمل ستة روبوتات كمرحلة أولى، لتضاعف العدد، حتى وصل الآن إلى 76 روبوتًا متطورًا يُسيِّرون ذاتيًا 745 ألف معاملة لخدمة المتعاملين في مراكز الشركة.

ودخلت مدينة دبي منتصف مارس/ آذار الماضي ضمن قائمة أفضل مدن العالم التي تقدم تجربة إيجابية لقاطنيها من خلال التقنيات الذكية، إلى جانب مدن سنغافورة، ولندن، ونيويورك، وسيؤول، وبرشلونة؛ وفق أحدث تقرير للمؤشر العالمي للمدن الذكية. وتشير تقارير محلية إلى أن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة سجل نموًا، وصلت نسبته 70% منذ العام 2015.

زر الذهاب إلى الأعلى