أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالمنوعات تقنية

الطباعة الثلاثية الأبعاد تحدث تحولا جذريًا في تجارة التجزئة

شهد قطاع التجزئة تغيرًا هائلاً في ظل التطور السريع لتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد منذ طرحها في الأسواق، وتتيح الطباعة الثلاثية الأبعاد، من خلال تحقيق اللامركزية في عملية تصنيع المنتجات، وإمكانية تصنيعها بالقرب من المستهلك، إنتاج السلع المصممة حسب الطلب، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إعادة الابتكار في كثير من القطاعات، بما في ذلك تجارة التجزئة.

وسيشهد العقد القادم ثورة في هذا القطاع، مما ينتج عنه إعادة توزيع ما بين 4 إلى 6 تريليونات دولار أمريكي من الاقتصاد العالمي على جوانب مختلفة، بحسب دراسة صادرة عن إتش بي أجرتها A.T. Kearney.

وتتحرك هذه التكنولوجيا الجديدة بخطىً راسخة وفعالة، في إعادة ابتكار سوق الأحذية المصنعة حسب الطلب.

وعملت Superfeet، الشركة الرائدة في مجال النعال الداخلية المبتكرة، التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، على تجربة منصة FitStation، والتي تقوم بالتصوير الثلاثي الأبعاد، والطباعة الثلاثية الأبعاد، للصور الملتقطة للقدم، وقياسات الضغط، وتحليل طريقة المشي، من أجل إنشاء نمط رقمي فريد يمكن استخدامه بعد ذلك لتصنيع النعال أو الأحذية المخصصة.

ويعد هذا مجرد غيض من فيض، حيث تعمل الطباعة الثلاثية الأبعاد على إحداث ثورة في قطاع تجارة التجزئة من خلال تقديم المنتجات المخصصة حسب الطلب، وتفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الإيرادات لتجار التجزئة، وتمكن من تصميم وإنتاج سلع جديدة كليًا.

وتحدث الطباعة الثلاثية الأبعاد ثورة في قطاع التجزئة من خلال ثلاثة طرق:

تجربة حية قريبة من المستهلك:

عندما تصبح الطباعة الثلاثية الأبعاد أكثر شيوعًا، ستتحول المتاجر من كونها صالات لعرض المنتجات إلى وجهات مبنية بشكل أكبر على الخبرة والتجربة، ولن يضطر العملاء بعد الآن إلى الاختيار من المخزون المتاح فقط، حيث سيتم تصميم وتنفيذ المنتجات حسب رغباتهم.

ويحتاج تجار التجزئة، نتيجة لذلك، إلى تحويل تركيزهم من تسويق المنتجات وعرضها، إلى أساليب تحديد القياسات وابتكار التصميمات التفاعلية في المتاجر.

ومن المتوقع أن تصبح أجهزة، مثل Zivelo kiosks، أكثر انتشارًا، مما يتيح للمتسوقين تخصيص أجواء غرف القياس، واستكشاف توصيات المنتجات، وتعديلها، وطلب المساعدة من الموظفين رقميًا.

مواعيد إغلاق المتاجر:

تعمل الطباعة الثلاثية الأبعاد على تخفيض الفترة الزمنية بين التصميم، والتصنيع، وتسرع من وقت التسويق، حيث إن القدرة على رؤية كيفية ظهور المنتج الذي صمِّم حديثًا، وتجربته، ستمنح العلامات التجارية مزيدًا من الحرية لتجربة المنتجات الجديدة، والتأكد من أن ما تقدمه يتماشى مع احتياجات السوق.

وتسمح التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد بإنتاج النماذج الأولية بشكل أسرع من أي وقت مضى، مما يمكن تجار التجزئة، والمصنعين من أن يكونوا أكثر استجابة لاحتياجات السوق، وينتقلوا بسلاسة من النماذج الأولية إلى الإنتاج الكامل، بفضل الطابعات الثلاثية الأبعاد.

مصادر جديدة للإيرادات:

تأتي مع تبني الطباعة الثلاثية الأبعاد مجموعة من الميزات: من بينها نفايات أقل، واستهلاك طاقة أقل، ومنظومة توريد قصيرة وأقرب إلى العميل النهائي من ذي قبل، بالإضافة إلى قدرات الابتكار الرائعة.

ويقلل كل هذا من أعباء إدارة المخزون، والنفقات بشكل عام، مما ينتج عنه هوامش ربح عالية، وارتفاع في الأداء المالي، ورضا العملاء في الوقت نفسه.

وتعيد الطباعة الثلاثية الأبعاد صياغة البيع بالتجزئة من خلال تقديم تجارب جديدة داخل المتجر، وإمكانية تخصيص شاملة، وتقليل الوقت اللازم للطرح في الأسواق، وتحسين كفاءة منظومة التوريد، بالإضافة إلى اختلاف تجربة التسوق كليًا.

بقلم: طوني بساط، رئيس قسم الطابعات لدى شركة إتش بي.

زر الذهاب إلى الأعلى