تحت الضوءمنوعات تقنيةنصائح تكنولوجية

4 طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إستراتجيات التسويق

يساعد الذكاء الاصطناعي في جعل إستراتيجيات التسويق أكثر ذكاءً وتأثيرًا وملائمةً للمستهلك، ولذلك من المتوقع خلال الفترة القادمة أن يتحول الذكاء الاصطناعي من ميزة “من المستحسن الحصول عليها” إلى ميزة “من الضروري الحصول عليها”؛ وذلك من أجل تعزيز الوجود والمنافسة في السوق.

بدأت العديد من الشركات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد من أجل تحسين تجربة المستهلكين، فوفقًا لشركة جارتنر يتوقع المحللون أنه بحلول عام 2020 ستكون تقنيات الذكاء الاصطناعي منتشرة فعليًا في كل منتج وخدمة برمجية جديدة، كما تشير تقديرات الأبحاث الأولية إلى أن إيرادات الأعمال التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ستصل إلى 2.9 تريليون دولار بحلول عام 2022. وبطبيعة الحال لن يكون قطاع التسويق استثناءً من ذلك.

يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة ضرورية للمساعدة في أن تكون مختلف أنواع البيانات، التي يتم تجميعها من مختلف نقاط البيع الرقمية مفهومة ومنطقية في سياقها – سواء كانت هذه البيانات مرتبة، أو غير مرتبة – وذلك من أجل استخراج رؤى تجارية قابلة للتنفيذ بسرعة، وتقديم خدمة عملاء مخصصة، وتبسيط جهودك التسويقية، وبذلك يكون لديك ميزة تجعلك تتفوق على منافسيك.

فيما يلي 4 طرق يساعدك بها الذكاء الاصطناعي في تحسين إستراتجيات التسويق، وعائد الاستثمار RIO:

1- تعميق فهم المستهلك:

يعتبر تحليل شرائح العملاء واحدًا من أكثر الجوانب الجوهرية التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين الاستفادة منها في حملاتك التسويقية. حيث يمكن أن تساعدك أدوات أتمتة تحليل بيانات العملاء في الوصول إلى المستهلكين المهتمين بسهولة.

توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتسويق معلومات مفصلة عن المستهلك، من خلال معالجة كميات هائلة من البيانات، واستخلاص رؤى دقيقة للتنبؤ بأنماط سلوك العملاء.

يمكنك بسهولة تقسيم العملاء؛ لتحدد بدقة من الذي تريده، وما المنصات التي يستخدمونها، وما يفضلونه، حيث كشفت دراسة – قامت بها شركة Salesforce – أن 76% من المستهلكين يتوقعون من الشركات فهم توقعاتهم.

مع توافر البيانات لحظيًا؛ فإن تحديد ما يحفز الجمهور تجاه علامتك التجارية لا يتطلب سوى نقرة واحدة، ويمكن بعد ذلك تركيز جهودك التسويقية على تحديد رسائلك، من خلال تنبؤات أكثر دقة لما يريده العملاء حقًا.

تكمن إحدى مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في أنه يستطيع اكتشاف أنماط تصفح العملاء لموقعك على الويب، وسلوك الشراء لديهم، باستخدام عدد كبير من المعاملات التي تم تخزينها في السحابة Cloud، وتحليلها، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم عروض دقيقة للغاية لكل عميل حسب اهتماماته وميوله.

2- تحسين إنشاء المحتوى:

يتوقع المستهلكون اليوم تجارب شخصية مع المحتوى ذي الصلة فقط. وتتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي  بالقدرة على مساعدتك في تحقيق ذلك، وبكفاءة عالية أيضًا. في استطلاع رأي حول تبني عمليات التخصيص في التسويق – أجرته شركة Evergage: أفاد 61% من المسوقين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي في التسويق لتقديم تجارب شخصية على الويب، أنهم: توصلوا لتجارب عملاء محسنة، وأشار 63% منهم أنهم: وصلوا إلى معدلات تحويل أعلى.

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أتمتة جهود إنشاء المحتوى المخصص على أساس لحظي، وهذا ببساطة شيء لا يمكن أن يقوم به الأشخاص، حيث تتيح الرؤى المستخرجة من بيانات البحث للمسوقين المحترفين التركيز بشكل خاص على أهم طرق جذب جمهورهم المستهدف، سواء برسائل البريد الإلكتروني، والإشعارات المباشرة، أو المقالات على المدونات، أو محتوى المواقع الإلكترونية، وحسابات التواصل الاجتماعي، وذلك لأن الخوارزميات الذكية تستطيع تحليل البيانات المهمة حول المستخدمين؛ للمساعدة في إنتاج محتوى، وعروض مخصصة.

أظهر استطلاع رأي قامت به شركة Demand Metric على المسوقين أن المحتوى المخصص يعتبر أكثر فعالية بنسبة 80% من المحتوى غير المخصص.

3- توفير خدمة عملاء أكثر كفاءةً:

ظهرت مؤخرًا روبوتات الدردشة التفاعلية Chatbots التي يتم استخدامها كقناة اتصال جديدة بين العلامات التجارية والمستهلكين، حيث تُساعد على تحسين تجربة العميل من خلال الدعم الفوري.

يمكن لهذه التقنيات الوصول إلى الكثير من البيانات، وتحليل الطلبات الخاصة بموقع العميل، ولذلك فهم بمثابة مساعدين افتراضيين يوفرون فرصة لبناء علاقات أقوى مع جمهورك.

تعمل هذه التقنيات أيضًا على تبسيط تحديد المشكلات، والأنماط المتكررة، والتنبؤ بأسباب مشكلات المستخدم، ويقومون بذلك على مدار الساعة، مما يساعد في توفير الوقت والموارد، بحيث يمكن استغلالها بشكل أفضل في أي مكان آخر.

إذا كنت تستخدم بالفعل روبوتات الدردشة التفاعلية في نشاطك، فقد تفكر في توسيع خيارات الدردشة الخاصة بالعميل، بحيث تتجاوز تفاعلات الخدمة. يمكن أيضًا استخدام ربوتات الدردشة التفاعلية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي AI Chatbots، والتي يمكنها التواصل مع عدد لانهائي من العملاء في الوقت نفسه – على عكس البشر تمامًا – ويمكنها التفاعل، والبدء في الاتصال، بغض النظر عما إذا كانت مُثبتة على موقع أو تطبيق.

كما يمكن استخدامها في تقديم نصائح للعملاء، وإشراك زوار الموقع في استطلاعات مباشرة، وتقديم التوصيات ذات الصلة بالمحتوى، وهذا يساعد على توفير منصة ممتازة للتواصل على مستوى “شخصي” مع كل عميل، وبالتالي زيادة الرضا والولاء.

4- تحسين أداء الإعلانات:

يمكن للحلول التسويقية المستندة إلى الحساب Account-based marketing أن تؤدي إلى إنشاء إعلانات أكثر ذكاءً، لكن الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز أداء الإعلانات أضعافًا مضاعفة، وذلك باستخدام بيانات استهداف العملاء المحتملين، وهي: التركيبة السكانية، وسلوك الشراء، والأهداف، والاهتمامات، وعمليات البحث، وغير ذلك من البيانات، مما يساعد في توفير تحليلات عميقة كان  الحصول عليها صعبًا قبل ذلك.

قد تُفاجأ بمدى تأثير الذكاء الاصطناعي على أداء حملات التسويق، فعلى سبيل المثال: قامت شركة هارلي ديفيدسون Harley Davidson للدراجات النارية باستخدام أحد المنصات التسويقية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لجذب العملاء المحتملين يوميًا، وقد ساعد ذلك الشركة على تحسين معدل اكتساب العملاء المحتملين بنسبة 2,930%، على مدى ثلاثة أشهر فقط من بداية التنفيذ، مع زيادة الربحية.

كما كشف تحليل البيانات المؤتمت الخاص بهم أن الإعلانات التي كانت تحتوي على كلمة “اتصل” مثل: “لا تفوت فرصة الحصول على دراجة هارلي المملوكة مسبقًا بسعر رائع.. اتصل الآن”  قد حققت أداءً أفضل بنسبة 447% من الإعلانات التي تحتوي على كلمة “اشترِ” مثل: “اشترِ دراجة هارلي مملوكة مسبقًا من متجرنا الآن”، حيث استبدلت منصة الذكاء الاصطناعي كلمة “اشترِ” بكلمة “اتصل” في جميع إعلاناتهم، وحققت نتائج مبهرة.

فوائد الذكاء الاصطناعي في الإعلانات لا تتوقف عند هذا الحد، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تتوصل إلى قنوات الإعلان التي لا يستخدمها منافسوك؛ لتتمكن من استغلالها.

الآن أصبح لدى المسوقين الفرصة لفهم العملاء، والتعامل معهم على أساس فردي بما يتجاوز مجرد التركيبة السكانية، وهي درجة من التخصيص لم يكن من الممكن تصورها سابقًا.

زر الذهاب إلى الأعلى