أخبار الإنترنتدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

الجيل الخامس يغير كيفية العمل واللعب والتعاون

لقد وصل عصر شبكات الجيل الخامس 5G، وبدأنا للتو في رؤية الإمكانات الحقيقية للجيل القادم من التقنية اللاسلكية التي أحدثت ثورة في كيفية التواصل، والتعاون، والعمل، واللعب، وبشكل أساسي كيف نعيش في العصر الرقمي، عبر توفيرها سرعات تحميل غير مسبوقة ووقت استجابة منخفض للغاية.

وبحسب الخبراء، فإن شبكات الجيل الخامس مصممة خصيصًا لجعل عمليات تأخر التحميل، والبث المتقطع، وتجمد الملامح أثناء الاجتماع الفيديوي أشياء من الماضي.

ومن أجل شرح الإمكانات الجديدة لشبكات الجيل الخامس ولماذا هي مثيرة، فقد لجأنا إلى خبراء في شركة كوالكوم، مخترع التقنيات الأساسية لشبكات الجيل الخامس 5G.

وقد حان الوقت الآن للتنبه إلى بعض التجارب المذهلة التي يتوقعها خبراء 5G، والتأمل في السيناريوهات المستقبلية المثيرة التي سندين بها لشبكات 5G.

التعاون في الوقت الفعلي

يعد زمن التأخر المنخفض، أو الوقت بين طلب البيانات والتسليم، أحد ميزات شبكات الجيل الخامس، وهذا يعني وصول سحابي فوري تقريبًا مصمم لإطلاق موجة جديدة من التجارب في الوقت الفعلي، والتي تتيح لنا التعاون كما لم يحدث من قبل.

وحصل العالم خلال فعاليات مؤتمر كوالكوم للتكنولوجيا في ماوي على أول لمحة عن التطبيب عن بعد المباشر عبر الواقع الافتراضي، وذلك من خلال عرض تجريبي بين شركة فيريزون وجامعة كولومبيا.

وأظهر العرض التوضيحي شخصين شاركا عن بعد في إجراءات في الوقت الفعلي، مع محاكاة كيف يمكن للطبيب والمريض المشاركة في تمارين إعادة التأهيل في الوقت الفعلي باستخدام شبكات الجيل الخامس لنقل فيديو مباشر بدقة 4K.

ومن المتوقع أن يتم إطلاق نقاط 5G الساخنة من فيريزون في وقت ما من عام 2019، في جهاز صنعته Inseego، والذي يستخدم منصة Snapdragon 855 المحمولة ومودم Snapdragon X50 5G.

ويعد التطبيب عن بعد من خلال الواقع الافتراضي أحد التطبيقات الثورية في العالم الحقيقي، والتي يمكن أن تنقذ الحياة، لشبكات الجيل الخامس.

وتوفر شبكات الجيل الخامس إمكانية التعاون ليس فقط في مجال الطب، بل أيضًا في مكان العمل للعديد من الصناعات.

وفي حين أن معظمنا اعتادوا بالفعل على الاتصال على الفور من خلال التطبيقات المستندة إلى السحاب، لكن شبكات الجيل الخامس تسمح لنا بإنشاء مشاريع مشتركة معًا في الوقت الفعلي بفضل وقت الاستجابة المنخفض.

يذكر أن مثل هذا النوع من التعاون في الوقت الفعلي غير ممكن مع تقنية 4G، وذلك بسبب الوقت المستغرق لتنزيل وتحميل ملفات الصور والفيديوهات عالية الدقة ذات الأحجام الهائلة، إلى جانب حقيقة أن التعاون في الوقت الفعلي يتطلب زمن تأخر مقارب للصفر.

نمو الواقع المعزز

يعتبر معظم المستهلكين على دراية الآن بتقنية الواقع المعزز AR، لكن مع سرعة شبكات الجيل الخامس، فإن الخبراء يعتقدون أن تفاعلات الواقع المعزز سوف تصبح أكثر وضوحًا وتناغمًا مع التفاصيل المتغيرة باستمرار للعالم من حولنا.

وتضمنت قمة كوالكوم للتكنولوجيا إثبات لقدرات الواقع المعزز الجديدة، حيث عملت كوالكوم مع AT&T لعرض AR Voyager، والتي يمكن أن يحول الفصول الدراسية عن طريق السماح بزيارة البيئات ثلاثية الأبعاد 3D البعيدة.

ويمكن للمستخدم بعد ذلك الدخول إلى البيئة للحصول على تجربة في الوقت الفعلي تتكيف مع تحركاته.

وعرضت كوالكوم بالتعاون مع AT&T كيفية معالجة شبكات الجيل الخامس للفيديوهات الحجمية، واستيعاب المساحة ثلاثية الأبعاد بالكامل، والتي تستلزم كمية هائلة من البيانات، من أجل إنشاء مقاطع فيديو واقع معزز بدون أي تأخير في الوقت الفعلي.

ومن الممتع أيضًا تخيل كيف يمكن للواقع المعزز الأكثر تطورًا لعب دور في الإعدادات الاجتماعية، إذ لنفترض أنك تحاول مع مجموعة من الأصدقاء معرفة أماكن مشاهدة المباريات، وسألت Yelp، لكنه لا يخبرك بأي معلومات حول العناصر في الوقت الفعلي مثل حجم الحشود ومستوى الضوضاء.

وهنا يأتي دور شبكات الجيل الخامس، حيث يمكنك إدخال بيانات محددة عبر تطبيق والحصول على توصيات حول أفضل أماكن مشاهدة المباريات، وذلك استنادًا إلى ما يحدث بداخل هذه الأماكن في هذه اللحظة بالذات، ويمكن للتطبيق الحصول على البيانات من النشاط التجاري نفسه، ومن قرارات المستخدم السابقة.

ويعد الواقع المعزز في ظل تقنية شبكات الجيل الخامس أن يكون بمثابة شاشة افتراضية ذات معنى تتفاعل مع العالم الحقيقي المتغير باستمرار.

منصة لعالم الغد الأكثر ارتباطًا

يتجاوز المستقبل القريب لحالات استخدام شبكات الجيل الخامس بشكل كبير النطاق الحالي الذي توفره تقنية النطاق العريض المحمول المحسن، حيث يقوم معيار 5G NR ببناء بنية تحتية جديدة لعالم أصبح متصلًا بشكل متزايد، من الأتمتة الصناعية إلى الرعاية الصحية عن بعد وصولًا إلى بناء مدن مستدامة وفعالة من حيث الطاقة.

وتهدف شبكات 5G إلى تحويل النظام الإيكولوجي المحمول إلى صناعات جديدة، مع نتائج هائلة، بحيث يمكن للسيارات الذكية في المستقبل القريب التواصل مباشرة مع الناس والبنية التحتية والمركبات الأخرى بفضل تقنية الاتصالات.

كما يمكن تحسين سلامة النقل بفضل المركبات التي تشارك المعلومات في الوقت الحقيقي مع السيارات الأخرى على الطريق، ومثال على ذلك عندما تكون سيارتك على وشك الانتقال إلى المسار التالي، فإن السيارات الأخرى على الطريق سوف تعرف.

وفي حال أردت الغوص أكثر، فإن بإمكانك تخيل طريق سريع مليء بالسيارات التي تسير بطريقة منسقة للغاية، وتشارك خرائط ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي

ولا تقوم شركة كوالكوم ببناء التكنولوجيا التي نحتاجها لمستقبل ذكي ومبسط فقط، بل إنها تجلب بعضًا من حالات الاستخدام المذهلة التي لديها لشبكات الجيل الخامس.

زر الذهاب إلى الأعلى