أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

تقرير: أمازون توظف مسؤولين سابقين للفوز بالعقود الحكومية

تعمد شركة أمازون إلى توظيف المسؤولين الحكوميين السابقين من أجل الفوز بالعقود الحكومية المربحة، حيث نصح أحد كبار المسؤولين في أمازون إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق بوابة إنترنت جديدة من المتوقع أن تولد مليارات الدولارات لشركة التكنولوجيا، إلى جانب منحها دوراً مهيمناً في كيفية شراء الحكومة الأمريكية لكل شيء من مشابك الورق إلى الكراسي المكتبية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

واستندت الصحيفة في تقريرها على رسائل بريد إلكتروني متبادلة بين آنا رونغ Anne Rung، المسؤولة التنفيذية في أمازون والمسؤولة السابقة في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع مسؤولة كبيرة في هيئة الخدمات الحكومية GSA حول الأسلوب الذي سوف تتبعه الحكومة لإنشاء البوابة الجديدة، وذلك قبل أن يتم توقيع القانون الذي أنشأ البوابة في أواخر العام الماضي، والمعروف بين منتقديه باسم “تعديل أمازون”.

وتوضح المراسلات التي تمت خلال عام 2017 بين المسؤولة في أمازون والمسؤولة في وكالة GSA، ماري ديفي Mary Davie، الدور الذي لعبته آنا في تحويل سياسات مشتريات الحكومة الفيدرالية الأمريكية، كما تقدم رؤية جديدة حول كيفية استخدام أمازون للمسؤولين الحكوميين السابقين الذين توظفهم الآن كمسؤولين تنفيذيين ومستشارين لكسب النفوذ وصياغة العقود الحكومية المربحة.

وشغلت آنا رونغ منصب رئيسة موظفي الاستحواذ في الولايات المتحدة في عهد إدارة أوباما قبل أن تبدأ العمل في أمازون في الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، كما عملت سابقًا كمديرة لمكتب سياسة المشتريات الفيدرالية التابع لمكتب الإدارة العامة، بينما عملت قبل ذلك كمديرة مشاركة في إدارة الخدمات العامة في مكتب السياسة العامة للحكومة والمدير الأعلى للإدارة في وزارة التجارة.

وتربط علاقة متناقضة بين أمازون وإدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب هجمات الرئيس المتكررة عبر حسابه الرسمي على تويتر ضد جيف بيزوس Jeff Bezos مؤسس أمازون، والذي يمتلك أيضًا صحيفة الواشنطن بوست، لكن الضغط من وراء الكواليس من قبل المسؤولين في أمازون يؤكد على أن الشركة قد جمعت بهدوء عدد من مراكز القوة التي لا مثيل له مع الحكومة الفيدرالية.

ولم يجري بعد تحديد الشركات التي سوف تقوم ببناء بوابة التجارة الإلكترونية الجديدة للحكومة الأمريكية، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن تحصل شركة أمازون على دور مهيمن، مما يمنحها موطئ قدم رئيسي في السوق الذي تبلغ تكلفته 53 مليار دولار لشراء المنتجات التجارية الفيدرالية.

كما أن أمازون المرشح الأوفر حظاً للفوز بعقد منفصل للحوسبة السحابية يعروف باسم Jedi بقيمة 10 مليارات دولار مع وزارة الدفاع، والذي ينقل بيانات وزارة الدفاع إلى نظام الحوسبة السحابية التجاري، وتدير أمازون الخدمات السحابة لمجتمع الاستخبارات الأمريكي، بما في ذلك عقد مع وكالة المخابرات المركزية، وقالت إنها تستطيع حماية حتى أكثر البيانات سرية على سحابة يتم عزلها عن شبكة الإنترنت العامة.

ويعود سبب قوة الشركة في أعمالها الدفاعية والاستخباراتية بسبب توظيفها في عام 2011 لستيفن سبانو Steven Spano، وهو عميد سابق في القوات الجوية، وفازت أمازون في العام الماضي بعقد تصل قيمته إلى 5.5 مليار دولار، مما جعلها المورد الرئيسي للسلع، بما في ذلك القرطاسية والكتب لعشرات الآلاف من الحكومات المحلية والبلديات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وتقول ستيسي ميتشل Stacy Mitchell، المديرة المشاركة لمعهد الاعتماد على الذات المحلية، وهي مجموعة تدعم الشركات المحلية، إن سلسلة العقود تعكس طموحات أمازون فيما يتعلق بالحكومة الفيدرالية، فضلاً عن حكومة الولاية والحكومة المحلية.

ويعكس قرار الشركة في وقت سابق من هذا العام باختيار مدينة أرلينغتون بولاية فرجينيا المجاورة لواشنطن باعتبارها أحد مقارها الجديدة في الولايات المتحدة تركيزها على واشنطن بصفتها العميل الأكثر ربحًا لديها، وقالت ميتشل: “تريد أمازون أن تكون الواجهة بين جميع المشترين الحكوميين وجميع الشركات التي تريد أن تبيع للحكومة، وهذا مركز قوي ومربح بشكل لا يصدق”.

وأظهرت الرسائل التي تم الحصول عليها من خلال تقديم طلب وفقًا لقانون حرية المعلومات FOIA أن رونغ كانت على اتصال مع ماري المسؤولة في وكالة GSA، وذلك بعد أن قالت الأخيرة إنها سوف تكون في سياتل وتريد الاجتماع بآنا رونغ، وركز موضوع الاجتماع على كيفية تصميم الحكومة لبوابة التجارة الإلكترونية الجديدة، بالرغم من أن التشريع الذي يفوض رسمياً بإنشاء البوابة لم يكن قد تم تمريره أو توقيعه بعد ليتحول إلى قانون.

وكتبت آنا إلى ماري في إحدى الرسائل المرسلة بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 2017: “إذا تم سن التشريع، فإن لدي حدسًا حول الكيفية التي قد ترغب من خلالها GSA بالتعامل مع هذا الأمر، يجب أولاً اختيار مقدمي الخدمة، ثم تحتاج إلى تنفيذ أسلوب ما بشكل تدريجي/مرحلي، لكنني أريد التأكد من أنني لست بعيدة عن الانتباه. يساعدني ذلك في تصميم ومناقشة جدول أعمال لاجتماعنا الشهر المقبل”.

وسألت المسؤولة في أمازون نظيرتها في وكالة GSA حول هل يجب عليها الانتظار إلى أن يتم تمرير التشريع قبل مناقشة هذه المسألة، لتجيبها ماري أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط للمضي قدمًا بغض النظر عن نتائج المشروع في الكونغرس.

ويفرض القانون الفيدرالي فترة انتظار لمدة عام واحد قبل أن يعمل كبار المسؤولين الحكوميين السابقين على مشاريع كانوا يعملون بها في الحكومة، وامتنعت أمازون عن التعليق على تفاصيل الصفقة أو تقديم أي معلومات إضافية حول اجتماع آنا وماري، وقالت الشركة إن عمل آنا كان متوافقًا مع كل قواعد أخلاقيات البيت الأبيض.

وأضافت أنها كانت تشارك في المحادثات المستمرة مع GSA، وأشادت بالوكالة، فيما قالت GSA في بيان لصحيفة الجارديان إنها التقت بما يصل إلى 35 شركة في 2017 و 2018 لمناقشة القدرات التجارية الحالية وإجراء أبحاث السوق فيما يتعلق بمنصات التجارة الإلكترونية.

تجدر الإشارة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت المراسلات تعتبر انتهاكًا للقانون، حيث أنها لا تظهر بالضرورة أي نشاط غير قانوني، لكنها تكشف في الوقت نفسه كيفية استخدام أمازون للمسؤولين الحكوميين السابقين الذين يعرفون كيف تسير الأمور داخليًا لمساعدتها في الحصول على عقود حكومية مربحة، إلى جانب عرضها للعلاقات التي لا تمتلكها الشركات المنافسة الأخرى، وكيفية تصميم البنية التحتية الحكومية من خلال تدخلات أمازون، مما يمنحها ميزة كبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى