أخبار الإنترنتالأمن الإلكترونيدراسات وتقارير

الاتحاد الأوروبي يحقق في اختراق الاتصالات الدبلوماسية

قال الاتحاد الاوروبي إنه بدأ التحقيق في الاختراق الإلكتروني للاتصالات الدبلوماسية للاتحاد من قبل قراصنة صينيين، حيث كشفت تلك الاتصالات الدبلوماسية عن قلق الاتحاد الاوروبي بشأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وروسيا وإيران، وقالت الهيئة التي تمثل حكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل في بيان: “إن أمانة المجلس على علم بالادعاءات المتعلقة بتسريب محتمل للمعلومات الحساسة وتحقق بنشاط في القضية”، ورفضت الأمانة التعليق أكثر من ذلك، لكنها قالت إنها “تأخذ أمن منشآتها، بما في ذلك أنظمة تكنولوجيا المعلومات لديها، على محمل الجد”.

وأشارت إلى المخاوف بشأن نقاط الضعف في أنظمة البيانات الخاصة بها في 28 دولة في الاتحاد الأوروبي، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المتسللين قد اقتحموا الاتصالات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي منذ سنوات، وقاموا بتنزيل البرقيات التي أظهرت المخاوف بشأن إدارة ترامب، والصراع للتعامل مع روسيا والصين، وتهديد إيران بإحياء برنامجها النووي.

وأوضحت الصحيفة أن المتسللين خرقوا شبكة الاتصالات الدبلوماسية التابعة للكتلة باستخدام تقنيات مماثلة لتلك المستخدمة من قبل وحدة النخبة في جيش التحرير الشعبى الصينى، وقاموا بتنزيل البرقيات على مدى ثلاث سنوات، وتم اكتشاف الهجوم المزعوم من قبل شركة الأمن Area 1 Security الواقع مقرها في الولايات المتحدة، والتي أسسها ثلاثة مسؤولين سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكي.

ووفقًا للمسؤولين الأوروبيين فقد تم الحفاظ على الاتصالات الأكثر سرية، بما في ذلك المستوى المعروف باسم “tres secret”، في نظام منفصل يتم ترقيته واستبداله، بينما تم عزل البرقيات التي ركزت على القرارات المتعلقة بالاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران في نظام مختلف تمامًا، وقال المسؤولون الأوروبيون إنهم يحاولون الآن إصلاح شبكاتهم القديمة والضعيفة.

وأصروا على أن المواد السرية يتم التعامل معها بشكل مختلف عن البرقيات التي استولى عليها المتسللون، وأشاروا إلى أنه يتم تطوير نظام جديد، يعرف باسم EC3IS، للتعامل مع الوثائق الأكثر حساسية التي يتم مشاركتها بين الدبلوماسيين، أما بالنسبة للاتصالات في عواصم مثل موسكو وبكين، فإنه يتم تركيب شبكة أخرى، تعرف باسم زيوس Zeus.

وتضمنت التسريبات أكثر من 1100 برقية، حيث وصف دبلوماسيون أوروبيون في إحدى البرقيات اجتماعاً في يوليو/تموز في فنلندا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “ناجح (على الأقل بالنسبة لبوتين)”، بينما تضمنت برقية أخرى تقريرًا مفصلًا عن الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع مع مسؤولين أوروبيين في نفس الشهر حيث اتهم ترامب بالتنمر في بكين.

وقال التقرير إن البرقيات تتضمن تقارير محادثات مع قادة العديد من الدول، وجرى مشاركتها عبر جميع دول الاتحاد الأوروبي، فيما قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن المعلومات تتميز بأنها سرية للغاية، وأوضح فالديس دومبروفيسكيس Valdis Dombrovskis، نائب رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء السابق في لاتفيا، أن كل مؤسسة أو بلد عرضة لمثل هذه الهجمات.

وأظهرت برقية قول كارولين فيشيني Caroline Vicini، نائبة رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في واشنطن، إنه ينبغي على الدبلوماسيين توخي الحذر، وذكرت الدبلوماسيين بضرورة وصف الولايات المتحدة بأنها أهم شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، وذلك بغض النظر عن الخلافات بشأن المناخ والتجارة والاتفاق النووي الإيراني، وحث الدبلوماسيين على تجنب دونالد ترامب من خلال التعامل المباشر مع الكونغرس.

وأضافت الصحيفة أن المتسللين تسللوا ايضًا إلى الاتحاد الأمريكي للعمال ومؤتمر المنظمات الصناعية، ووزارات الخارجية والمالية في جميع أنحاء العالم، حيث ركز اختراق الاتحاد الأمريكي للعمال ومؤتمر المنظمات الصناعية على القضايا المحيطة بالمفاوضات حول الشراكة عبر المحيط الهادئ.

وأوضح أورين فولكويتز Oren Falkowitz، الرئيس التنفيذي لشركة Area 1 Security: “يتحدث الناس عن تطور المتسللين، لكن لم يكن هناك شيء متطور بالفعل حول هذا الأمر”، كما يبدو أن التسريبات وصلت إلى شبكات الامم المتحدة، حيث عرضت اجتماعات سرية للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس António Guterres، ونوابه مع قادة في جنوب شرق آسيا خلال أشهر عام 2016 عندما كانت كوريا الشمالية تطلق الصواريخ.

وقال ستيفان دوجاريك دي لا ريفيير Stephane Dujarric de la Riviere، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة ليس لديها معلومات عن احتمال حدوث خرق إلكتروني قام به قراصنة صينيين، وأضاف أن الهجمات الإلكترونية يتم الإبلاغ عنها داخليًا فقط، وبالنسبة لمعظم الحوادث، فإنه لا يتوفر لدى الأمم المتحدة معلومات كافية لمشاركتها حول هذه الهجمات بشكل قاطع”.

وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي لا تزال فيه العلاقات بين واشنطن وبروكسل متوترة بسبب التجارة، ولكنها تتوافق مع المخاوف من التجسس المحتمل من جانب الصين، وذكرت الصحيفة أن المتسللين قد اخترقوا نظام الاتحاد الأوروبي من خلال حملة خداع موجهة ضد الدبلوماسيين في قبرص، وحصلوا بعد ذلك على إمكانية الوصول إلى كلمات مررو قاعدة بيانات الاتصالات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي.

زر الذهاب إلى الأعلى