أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقارير

تقرير: جوجل توجه ضربة لمشروع محرك البحث الصيني

تشير الأنباء إلى أن شركة جوجل قد أوقفت نظام جمع البيانات في الصين الذي كان أساسيًا لتطوير مشروع محرك البحث الصيني المثير للجدل الذي يطلق عليه “مشروع اليعسوب” Project Dragonfly، وذلك وفقًا لتقرير موقع The Intercept الذي قال إن الشركة لا تزال تنظر في عمليات البحث الصينية على الويب في محاولة لإطلاق محرك بحث يتوافق مع نظام الرقابة في البلاد، وذلك بالرغم من أن الإطلاق الرسمي قد تأجل إلى أجل غير مسمى، حيث أوقفت الشركة أحد أكثر مصادر البيانات المركزية للمشروع في مواجهة معارضة واسعة النطاق داخلها وخارجها، مما يجعل استمرار العمل أكثر صعوبة.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن اعترض المئات من موظفي جوجل حول المشروع السري، وبعد مواجهتها انتقادات واسعة النطاق بسبب محرك البحث الخاضع للرقابة المخصص للسوق الصينية، ووجد التقرير أن موظفي جوجل الذين يعملون في مشروع Project Dragonfly كانوا يستخدمون الموقع الإلكتروني www.265.com الواقع مقره في بكين للمساعدة في تطوير القوائم السوداء لمحرك البحث الخاضع للرقابة.

ويعد هذا الموقع بمثابة خدمة دليل ويب باللغة الصينية اشترته جوجل في عام 2008 من رجل الأعمال الصيني تساى ونشنغ Cai Wensheng، حيث يوفر الموقع للزائرين الصينيين تحديثات الأخبار والمعلومات عن الأسواق المالية والأبراج والإعلانات الخاصة بالرحلات الجوية الرخيصة والفنادق.

كما يمتلك الموقع ميزة تسمح للأشخاص بالبحث عن مواقع الويب والصور ومقاطع الفيديو، لكن تتم إعادة توجيه طلبات البحث التي تم إدخالها على الموقع إلى محرك البحث الصيني بايدو Baidu، وهو محرك البحث الأكثر شيوعًا في الصين والمنافس الرئيسي لشركة جوجل في البلاد.

ويبدو أن جوجل قد استخدمت هذا الموقع كمحرك بحث وهمي لأبحاث السوق وتخزين المعلومات حول عمليات البحث التي يجريها المستخدمون الصينيون قبل إرسالهم إلى بايدو، وحصل مهندسو جوجل الذين يعملون على مشروع Project Dragonfly على مجموعات بيانات كبيرة تعرض طلبات البحث التي يدخلها الشعب الصيني في محرك البحث www.265.com.

واستخدم المهندسون البيانات التي استخلصوها من الموقع للتعرف على أنواع الأشياء التي يبحث عنها الناس في الصين بشكل روتيني، وساعدهم هذا الأمر على بناء النموذج الأولي لمحرك البحث، ولجأ المهندسون إلى استخدام نموذج البحث من الموقع لمراجعة قوائم المواقع الإلكترونية التي يراها الشعب الصيني إذا ما كتبوا الكلمة أو العبارة نفسها في جوجل.

واستخدموا أداة أطلقوا عليها اسم “BeaconTower” للتحقق مما إذا كانت أي من مواقع الويب في نتائج بحث جوجل سوف يتم حظرها بواسطة نظام الرقابة على الإنترنت في الصين المعروف باسم Great Firewall، وساهمت هذه العملية في تجميع قائمة تضم الآلاف من المواقع المحظورة، والتي دمجوها في مشروع Project Dragonfly، بحيث تحذف الروابط إلى المواقع المحظورة في الصين.

وتخضع عملية تحليل طلبات البحث لقيود صارمة بموجب بروتوكول الشركة، بحيث يجب مراجعتها من قبل موظفي الخصوصية الذين تتمثل مهمتهم في حماية حقوق المستخدم، لكن فريق الخصوصية لم يكن يمتلك معلومات حول www.265.com، وواجه المسؤولين التنفيذيين المسؤولين عن إدارة Project Dragonfly، ليتم لاحقًا إخبار المهندسين أنه لم يعد مسموحًا لهم بالاستمرار في استخدام بيانات الموقع للمساعدة في تطوير المشروع.

وقال التقرير إن الفرق العاملة في المشروع لم تعد الآن تجمع طلبات البحث من الصين بعد أن قامت الشركة بإغلاق الموقع الإلكتروني www.265.com، وأصبحوا يستخدمون مجموعات بيانات مختلفة ويدرسون طلبات البحث الصينية العالمية التي يتم إدخالها إلى جوجل من أشخاص يعيشون في بلدان مثل الولايات المتحدة وماليزيا، والتي تختلف نوعيًا عن عمليات البحث التي تتم داخل الصين نفسها.

ويواجه فريق مشروع Project Dragonfly الباقي صعوبات كبيرة في تقدم المشروع دون مصدر البيانات، وأرادت جوجل، بعد سنوات من الغياب عن سوق البحث على الإنترنت في الصين، إطلاق منتج البحث في أوائل عام 2019، ولكن يبدو أن الضغط داخل وخارج جوجل قد دفع المدراء إلى إيقافه، وقال التقرير إن العديد من مهندسي الشركة العاملين في المشروع قد تم نقلهم إلى مشاريع تتعلق بالبرازيل وإندونيسيا وروسيا وبلدان أخرى.

وكتب موظفو جوجل في شهر نوفمبر/تشرين الثاني رسالة مفتوحة إلى الشركة مفادها أن معارضة مشروع اليعسوب لا علاقة لها بالصين بل بالاعتراض على التقنيات التي تساعد الأقوياء في قمع الضعفاء أينما كانوا، وقالت الرسالة: “مشروع Project Dragonfly في الصين سوف يؤسس سابقة خطيرة في لحظة سياسية متقلبة سوف تجعل من الصعب على جوجل الامتناع عن تقديم تنازلات مماثلة لدول أخرى”.

وأبلغت متحدثة باسم جوجل قناة CNBC إن الشركة لا تزال تريد خدمة المستخدمين الصينيين، ورد سوندار بيتشاي Sundar Pichai، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، خلال جلسة استماع أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي في الأسبوع الماضي بشكل غامض على أسئلة حول مشروع Project Dragonfly، وقال: “في الوقت الحالي ليست لدينا خطط لإطلاق محرك بحث في الصين”.

وتعكس هذه الخطوة استجابة إضافية من قبل المدراء التنفيذين للشركة فيما يتعلق بالخلافات الداخلية مع الموظفين، حيث رضخت شركة جوجل لطلبات موظفيها فيما يخص مشاركتها في تطوير مشروع مافن Project Maven التابع لوزارة الدفاع، وقالت الشركة في وقت سابق من هذا العام إنها لن تجدد عقداً حكومياً مرتبطاً بالذكاء الاصطناعي، بعد أن رفض الموظفون العمل بهذا العقد.

زر الذهاب إلى الأعلى