أخبار الإنترنتدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

تقرير: حملة التضليل الروسية استخدمت كل منصات التواصل الاجتماعي

أظهر تقرير جديد جرى إعداده لمجلس الشيوخ الأمريكي التحليل الأكثر شمولية حتى الآن لعملية التضليل الروسية حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، حيث وجد التقرير أن روسيا استخدمت كل منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية لنشر الكلمات والصور ومقاطع الفيديو المصممة خصيصًا لملائمة مصالح الناخبين والتدخل في الانتخابات الأمريكية والمساعدة في انتخاب الرئيس دونالد ترامب ودعمه أثناء وجوده في منصبه، وذلك حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

ويقال إن التقرير، الذي حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة منه، كان أول من قام بدراسة ملايين المنشورات التي قدمتها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وتويتر، إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ولم تقل اللجنة ما إذا كانت تؤيد النتائج أم لا، لكنها تخطط لنشرها بشكل علني هذا الأسبوع.

وجرى إعداد التقرير من قبل مشروع الدعاية الحاسوبية في جامعة أكسفورد وشركة غرافيكا للتحليل Graphika، واستخدم الباحثون مجموعات البيانات المقدمة من قبل فيسبوك وتويتر وجوجل، والتي غطت عدة سنوات منذ عام 2009 إلى منتصف عام 2017، عندما قامت شركات التواصل الاجتماعي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الحسابات الروسية المعروفة.

ويقدم البحث تفاصيل جديدة عن كيفية قيام الروس العاملين في وكالة أبحاث الإنترنت، وهي شركة روسية يقع مقرها في سانت بطرسبرغ، والتي اتهمها المسؤولون الأمريكيون بارتكاب تدخلات في حملة 2016، بتقسيم الأمريكيين إلى مجموعات بغرض الاستهداف من خلال الرسائل.

وفي الوقت الذي يزعم فيه على نطاق واسع أن روسيا قد استخدمت فيسبوك وتويتر للتأثير على الانتخابات، فإنه لم يكن يعرف الكثير سابقًا عن استخدامها المزعوم لمنصات أخرى، حيث قدم التقرير أيضًا بعض التحليلات التفصيلية الأولى للدور الذي لعبته منصة يوتيوب وإنستاجرام في الحملة، بالإضافة إلى معلومات حول كيفية استخدام الروس لمنصات جوجل بلس وتمبلر وبينتيريست، والتي حصلت على تدقيق قليل نسبيًا.

كما يوضح الجهود الروسية في استخدام خدمات البريد الإلكتروني التي تديرها شركات جوجل وياهو ومايكروسوفت، وفي حين اعتمد الباحثون على البيانات التي قدمتها شركات التكنولوجيا، فقد سلطوا الضوء أيضًا على الاستجابة المتأخرة وغير المنسقة ضد حملة التضليل، وعدم مشاركتهم مع المحققين بمجرد اكتشافها.

وحث الباحثون الشركات في المستقبل على توفير البيانات بطرق مفيدة وبناءة، إذ زودت فيسبوك، على سبيل المثال، مجلس الشيوخ بنسخ من المشاركات من 81 صفحة فيسبوك ومعلومات حول 76 حسابًا مستخدمًا لشراء الإعلانات، لكنها لم توفر المشاركات الأخرى من حسابات المستخدمين.

كما يقول التقرير إن تويتر جعلت من الصعب على الباحثين الخارجيين جمع وتحليل البيانات على منصتها من خلال الجدول الزمني العام، بينما قدمت جوجل المعلومات بطريقة صعبة، مما صعب من مهمة الباحثين في التعامل مع المحتوى مثل مقاطع فيديو يوتيوب، لكنها لم تقدم كل البيانات ذات الصلة، والتي كانت ستسمح بإجراء تحليل كامل.

وكانت معلومات يوتيوب صعبة للغاية على الباحثين من ناحية دراستها، الأمر الذي دفعهم بدلاً من ذلك إلى تتبع الروابط لمقاطع فيديو يوتيوب من مواقع أخرى على أمل فهم دور يوتيوب بشكل أفضل في الجهد الروسي، وقد أعرب التقرير عن قلقه إزاء التهديد الشامل الذي تشكله منصات التواصل الإجتماعي على الخطاب السياسي داخل الدول وفيما بينها.

وحذر من أن الشركات التي كانت تعتبر في يوم ما من أدوات التحرير في العالم العربي وفي أماكن أخرى هي الآن تهدد الديمقراطية، وقال: “لقد تحولت منصات التواصل الإجتماعي من كونها البنية التحتية الطبيعية لمشاركة المظالم الجماعية وتنسيق المشاركة المدنية إلى كونها أداة حسابية للسيطرة الاجتماعية، حيث يتلاعب بها مستشارون سياسيون عاديون في الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء”.

كما لاحظ الباحثون أن البيانات تتضمن دلائل على تورط روسيا، وهو ما كان من الممكن أن يؤدي إلى الكشف المبكر، بما في ذلك استخدام العملة الروسية، الروبل، لشراء الإعلانات وأرقام الهواتف الروسية للحصول على معلومات الاتصال، كما ترك العملاء وراءهم أدلة تقنية مثل عناوين الإنترنت في سان بطرسبرج.

ووجد التقرير أن منصة فيسبوك كانت فعالة بشكل خاص في استهداف المحافظين والأميركيين الأفارقة، وقال مسؤولو الشركة للكونجرس إن الحملة الروسية وصلت إلى 126 مليون شخص على فيسبوك و 20 مليون آخرين على موقع إنستاجرام، وكان الروس يديرون 133 حسابًا على إنستاجرام، وفي حين أن الكثافة الإجمالية للنشر عبر المنصات نمت عاما بعد عام، فقد كان هذا النمو واضحًا بشكل خاص على إنستاجرام.

ويبدو أن استخدام يوتيوب، مثل المنصات الأخرى، قد نما بعد انتخاب ترامب، حيث أظهرت البيانات أن روابط تويتر لمقاطع فيديو يوتيوب نمت بنسبة 84 في المئة في الأشهر الستة التي أعقبت الانتخابات، ويوضح التقرير أن الروس عملوا بذكاء عبر المنصات حيث قاموا بتكرير تكتيكاتهم الموجهة إلى مجموعات معينة ونشر الروابط عبر الحسابات والمواقع لتعزيز نجاح عملية التأثير على كل منها.

زر الذهاب إلى الأعلى