أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

هواوي تواجه مشكلة جديدة في فرنسا وألمانيا

تواجه شركة هواوي الصينية تحديات جديدة في فرنسا وألمانيا بعد أن قالت شركة أورانج Orange الفرنسية إنها لن تتعاقد مع الشركة الصينية لبناء شبكتها الجديدة، فيما أعلنت شركة دويتشه تليكوم Deutsche Telekom الألمانية أنها بصدد إعادة تقييم ومراجعة استراتيجيتها الشرائية فيما يتعلق بموردي معدات الشبكات، وذلك في ضوء تصاعد المناقشات بشأن أمن معدات الشبكات الصينية والمخاوف المتعلقة بشركة هواوي.

ويأتي هذا التحول من قبل هذه الشركات الفرنسية والألمانية، المملوكين جزئياً للدولة، بعد استبعاد شركة هواوي لأسباب تتعلق بالأمن القومي من قبل بعض حلفاء الولايات المتحدة، بقيادة أستراليا، من بناء شبكات الجيل الخامس 5G، وتتضاعف مآسي هواوي مع إمكانية فقدان الوصول أسوق أكبر اقتصادات أوروبا، وذلك بعد سلسلة من الحظر والمشاكل في الولايات المتحدة واليابان واستراليا ونيوزيلندا.

وتتجه ألمانيا وفرنسا إلى تكثيف التدقيق على الشركة الصينية، وذلك بعد أن حذر المسؤولون الأمريكيون الحلفاء خلال الأشهر الأخيرة من أن شركة هواوي تنصاع للحكومة الصينية، كما حذروا أيضًا من أن معدات شبكاتها قد تحتوي على أبواب خلفية تستخدمها للتجسس الإلكتروني، فيما تقول شركة هواوي إن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة.

وتدفع إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون Emmanuel Macron نحو تشديد القوانين بشكل كبير بالتزامن مع بدء شركات الاتصالات الفرنسية في البحث عن موردين لبناء شبكات الجيل الخامس، حيث أصبحت أجزاء من البنية التحتية للاتصالات في البلاد أصبحت غير متاحة لشركة هواوي من خلال التنقيحات القانونية والتنظيمية، والتي يعد الكثير منها سري.

وتنتظر شركات اتصالات فرنسية الحصول على توجيهات من الوكالة الوطنية الفرنسية لأمن أنظمة المعلومات أو Anssi فيما يتعلق بموردي معدات شبكات 5G، حيث تطالب الوكالة بالوصول الكامل إلى تكنولوجيا الموردين المحتملين، بما في ذلك اللوحات الأم والخرائط الأصلية للعناصر ومفاتيح التشفير والتعليمات البرمجية وكل ما يتعلق بالأسرار الصناعية.

وبالرغم من أن شركة هواوي لا تصنف إيراداتها بحسب البلدان، إلا أنها تصف فرنسا بأنها واحدة من أهم أسواقها، حيث جلبت الأسواق الأوروبية وأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا في العام الماضي ما نسبته 27 في المئة من إجمالي مبيعات الشركة بالمقارنة مع نسبة 6.5 في المئة في القارة الأمريكية.

وتصاعدت حدة التوتر بسبب اعتقال كبيرة المسؤولين الماليين في شركة هواوي في كندا وإمكانية تسليمها المحتمل إلى الولايات المتحدة، وقال ستيفان ريتشارد Stephane Richard، الرئيس التنفيذي لشركة أورانج: “لا نتوقع التواصل مع شركة هواوي فيما يتعلق بشبكة الجيل الخامس، ونحن نعمل مع شركائنا التقليديين إريكسون Ericsson ونوكيا Nokia”.

وأضاف أنه يعتبر المخاوف الأمنية مشروعة، قائلًا: “أتفهم تمامًا أن جميع بلداننا، والسلطات الفرنسية، مشغولة بذلك، ونحن أيضًا مشغولون بذلك”، وقالت شركة هواوي، والتي تعد أكبر مورد لمعدات الشبكات في العالم، في رد على ذلك إنها لم تكن مورداً لشبكة الجيل الرابع 4G الحالية في فرنسا، ولن تتدخل في خطط الشركة لإنشاء شبكة الجيل الخامس الخاصة بها في فرنسا.

وأضافت أنها تقوم بتوريد معدات شبكات أورانج خارج فرنسا وتتوقع أن تشارك في شبكة الجيل الخامس هناك، فيما أوضحت شركة دويتشه تليكوم الألمانية، أكبر شركة اتصالات في أوروبا، أنها بصدد إعادة تقييم ومراجعة استراتيجيتها الشرائية فيما يتعلق بموردي معدات الشبكات الخاصة بها بالنظر إلى النقاشات العالمية الجارية حاليًا حول أمن معدات الشبكة الصينية في ألمانيا والأسواق الأوروبية الأخرى التي تعمل فيها.

وقالت الشركة الألمانية: “تأخذ دويتشه تليكوم النقاش العالمي بشأن أمن معدات الشبكات من البائعين الصينيين على محمل الجد”، وتتبع دويتشه تليكوم إستراتيجية قائمة على تعدد البائعين، حيث تعتمد في المقام الأول على معدات من إريكسون Ericsson ونوكيا Nokia وسيسكو Cisco وهواوي Huawei”.

ويعد هذا التحول مهمًا، وذلك لأن المسؤولين الألمان يقولون ردًا على تحذيرات من واشنطن بأن معدات شبكات هواوي ليست آمنة بأنهم لا يرون أي أساس قانوني لاستبعاد أي شركة من بناء شبكات الجيل الخامس، وتكمن المشكلة بالنسبة للشركة الألمانية أن ما يقرب من نصف إيراداتها تأتي من شركة T-Mobile الأمريكية، والتي تخضع لتدقيق رقابي في عرضها البالغ 26 مليار دولار لشراء شركة سبرينت Sprint.

وقال أحد المنافسين: “يبدو أن إعادة النظر في استراتيجية الشركة الألمانية قد حصل من أجل إرضاء حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بصفقة شراء T-Mobile لشركة سبرينت”.

وأوضحت شركات اتصالات ألمانية أخرى أنها تواصل المحادثات مع البائعين الصينيين، وقالت شركة الاتصالات الألمانية تليفونيكا دويتشلاند Telefonica Deutschland، والتي تتمتع بعلاقات جيدة مع هواوي و ZTE الصينية: “نحن نراقب النقاش عن كثب لكننا لن نشارك فيه خلال الوقت الحالي”، فيما قالت شركة يونايتد انترناشونال United Internet إنها تجري محادثات مع بائعين بشأن استراتيجيتها أحدهما صيني.

ويقول المحللون إن شركات الاتصالات الألمانية تعتمد بشكل كبير على هواوي، مما يعني أنه سيكون من الصعب تفكيك واستبدال معداتها الحالية أو بناء شبكات الجيل الخامس دون تعاون الشركة الصينية، وقال هانز شوتن Hans Schotten من الجامعة التقنية في Kaiserslautern: “إذا تم استبعاد الشركات الصينية، فإن ذلك سيقلل عدد البائعين، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، ولهذا السبب، يتردد العديد من البائعين في الاستغناء عن هواوي”.

زر الذهاب إلى الأعلى