آبل تحاول الالتفاف على الحظر الصيني لهواتف آيفون
تحاول آبل الالتفاف على الحظر الصيني لهواتف آيفون عبر إجراء بعض التعديلات في استراتيجياتها، وذلك أن أخذت المعركة القانونية بين شركة آبل وشركة كوالكوم منعطفًا سلبيًا بشكل غير متوقع قبل عدة أيام عندما أصدرت المحكمة الشعبية المتوسطة في مدينة فوتشو الصينية قرارًا بحظر عدة نماذج من هواتف آيفون ابتداءً من هاتف iPhone 6s الصادر في عام 2015 وصولًا إلى هاتف iPhone X الصادر في العام الماضي التي تنتهك براءات اختراع كوالكوم.
وتتعلق تعديلات آبل الاستراتيجية بأجهزة آيفون ونظامها التشغيلي آي أو إس iOS، حيث تفكر الشركة في زيادة الإنتاج عبر شريك التجميع الحالي بيجاترون Pegatron، والذي بحسب تقارير صحيفة نيكي آسيان ريفيو اليابانية Nikkei Asian Review هو الشريك الوحيد المتعاقد مع آبل لتصنيع آيفون الذي دفع رسوم ترخيص التقنيات المتنازع عليها مع شركة كوالكوم.
وتنص الوثائق على أن أجهزة آيفون التي تنتجها شركة بيجاترون Pegatron معفاة من الحظر الصيني بصفتها حاصلة على التراخيص من كوالكوم، في حين يتم حظر آيفون المصنعة من قبل فوكسكون Foxconn وسترون Wistron، مما يمكن بيجاترون من توفير طرازات آيفون للبيع داخل الصين، حيث تعتبر الصين سوقًا مهمة لشركة آبل، وتستحوذ على ما يقرب من 20 في المئة من مبيعات أجهزة آيفون في عام 2018.
وتقول المصادر إن حوالي 6 في المئة من إجمالي إيرادات آيفون تنبع من بيع طرازات قديمة في الصين، وهي أجهزة آيفون الخاضعة للحظر، ويقال إن آبل تجري مناقشات مع بيجاترون، والتي تتخذ من تايوان مقراً لها، حول ما إذا كان بإمكانها تحمل المزيد من مهام الإنتاج للالتفاف حول الحظر، وتتمثل إحدى مشكلات هذه الخطة في أن قدرة Pegatron هي ببساطة أقل مما يمكن لشركة فوكسكون توفيره لآبل
وبالرغم من عدم اتخاذ أي قرار، فمن المحتمل أن ينطبق هذا التحول على الأجهزة المخصصة للبيع في الصين فقط بدلاً من التأثير على الإمدادات العالمية، وتعمد آبل في الوقت الحالي إلى تسويق أربعة أجهزة هواتف آيفون من بين تشكيلة الأجهزة المحظورة وهي iPhone 7 و iPhone 7 Plus و iPhone 8 و iPhone 8 Plus، وذلك بعد أن أوقفت مبيعات طرازات iPhone 6S القديمة، إلى جانب جهاز iPhone X.
وأوضحت التقديرات أن الحظر قد يؤثر سلبًا على مبيعات الشركة بنسبة 3 في المئة من إجمالي الإيرادات للفترة المتبقية من عام 2018 إذا ما بدأ سريان الحظر، أي حوالي 5 مليارات دولار، وفي حال تم تأكيد أن بيجاترون Pegatron معفاة من الحظر، وهو ما أكدته شركة كوالكوم بأنها معفاة من الحظر المتعلق بانتهاك براءات الاختراع، فإن العجز ينخفض إلى حوالي 2.5 مليار دولار، ويمكن أن يقل أكثر إذا تم إجراء تغييرات في الإنتاج.
وأشارت التقارير إلى دراسة Pegatron إمكانية نقل بعض عمليات الإنتاج إلى إندونيسيا من أجل تقليل تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع المنتجة في الصين، وأوضح تونغ تزو هسين Tung Tzu-hsien، رئيس Pegatron، أنه لم ير بعد أمر المحكمة، ولا يعرف ما إذا كان هذا الاستثناء دقيقًا، وقال: “في حال تم استثناء بيجاترون من الحظر، فإن ذلك يكون بسبب احترامنا لحقوق الملكية الفكرية، ونحن نغطي المزيد من براءات الاختراع”.
ويمكن من خلال ذلك للكميات غير المباعة من كل نموذج أن تستمر في الانتشار في جميع أنحاء المنطقة والبلد، كما تسعى آبل أيضًا إلى حل سريع يعتمد على البرامج للالتفاف على الحظر الصيني، إذ بعد فترة وجيزة من تقديم طلب للمحكمة الصينية لإعادة النظر، قالت آبل إنها سوف تصدر تحديث لنظامها التشغيلي لأجهزة آيفون في الصين خلال الأسبوع المقبل، مما يؤدي إلى تغيير وظائف إدارة الصور والتطبيقات التي تغطيها براءات اختراع كوالكوم.
وأصرت الشركة على أنها تعتقد أنها تتوافق مع حكم المحكمة، وقالت آبل: “إن التحديث يعالج أي قلق محتمل حول التزامنا بأمر المحكمة”، ومن الواضح أن مخاطر حظر آيفون في الصين أعلى بالنسبة لشركة آبل مما كان متوقعًا على نطاق واسع، إذ صرحت بوضوح في طلبها إلى المحكمة الصينية بأن الحظر الصيني سوف يجبرها على إجراء تسوية مع كوالكوم، مما يؤدي إلى زيادة الرسوم على الهواتف الذكية.
كما أوضحت أن الحظر قد يتسبب لها بضرر لا يمكن إصلاحه، إلى جانب تسببه بضرر لشركات أخرى والمستهلكين والحكومة، ويشمل الضرر المذكور فقدان وظائف التصنيع والإنتاج والمنتجات الشعبية وإيرادات الضرائب، وادعت الشركة أن خسائرها المتعلقة بالحظر ستصل إلى ملايين الدولارات في اليوم.
وقالت كوالكوم بشكل متكرر إنها تأمل في عقد تسوية مع آبل، وتتصارع الشركتان ضمن مجموعة متنوعة من المعارك القانونية عبر عدة محاكم حول العالم فيما يتعلق بأكثر من مليار دولار، وتدور جميع تلك القاضيا حول مسألة ما إذا كان يحق لشركة كوالكوم المزودة لأجهزة مودم الهاتف الذكي وصانعة الرقاقات فرض مبالغ كبيرة فيما يتعلق بمحفظة براءات الاختراع الخاصة بها، وهي الرسوم التي وافقت آبل على دفعها في البداية، ثم طالبت بتخفيضها.
