كندا تعتقل المديرة المالية لشركة هواوي
ألقت السلطات الكندية القبض على منغ وانزهو Meng Wanzhou، المديرة المالية لشركة هواوي الصينية للتكنولوجيا وابنة مؤسس الشركة، بناء على طلب من سلطات تطبيق القانون الأمريكية، وقال متحدث باسم وزارة العدل الكندية إن اعتقال منغ كان بسبب الاشتباه بخرقها للعقوبات التجارية على ايران وسوف يتم تسليمها للولايات المتحدة، وتسببت عملية الاعتقال المفاجئة بصدمة لدى بكين وأثارت شكوكًا جديدة بشأن الهدنة التجارية بين الرئيسين دونالد ترامب وشى جين بينغ الممتدة لمدة 90 يومًا، بحيث تعتبر هذه الخطوة ضربة للآمال القائلة بإمكانية وجود أي تهدئة في التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وقد يكون لعملية الاعتقال وأي عقوبات محتملة على ثاني أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم تداعيات كبيرة على سلسلة توريد التكنولوجيا العالمية، حيث انخفضت أسهم عدد من الشركات الآسيوية الموردة لشركة هواوي، بما في ذلك شركة كوالكوم وإنتل، وقال متحدث باسم وزارة العدل الكندية إن منغ، وهي إحدى نواب رئيس مجلس إدارة الشركة وابنة مؤسس الشركة Ren Zhengfei قد اعتقلت في الأول من ديسمبر/كانون الأول بناء على طلب من السلطات الامريكية وتم تحديد جلسة محكمة يوم الجمعة.
وكانت السلطات الأمريكية تحقق في شركة هواوي، أكبر شركة لتصنيع أجهزة الاتصالات في العالم، منذ عام 2016 على الأقل، وذلك بتهمة شحن منتجات أمريكية الصنع إلى إيران وبلدان أخرى في انتهاك لقوانين التصدير الأمريكية، وأكدت شركة هواوي الاعتقال في بيان، وقالت إنه قد تم تزويدها بمعلومات قليلة عن التهم، مضيفة أنها “ليست على علم بأي خطأ ارتكبته السيدة منغ”.
وقالت السفارة الصينية في كندا إنها تعارض بحزم الاعتقال ودعت إلى إطلاق سراح منغ فوراً، ولقي الاعتقال رداً حاداً من وسائل الإعلام الصينية ووسائل التواصل الإجتماعي الصينية، حيث قال شي جين Hu Xijin، محرر صحيفة جلوبال تايمز Global Times، وهي صحيفة قومية تابعة لصحيفة الشعب اليومية الصادرة عن الحزب الشيوعي الحاكم: “أنا مصدوم. لا تستطيع الولايات المتحدة الفوز على شركة هواوي في السوق. لا يجب أن تتصرف تصرفات مارقة دنيئة”.
فيما قال جيا وينشان Jia Wenshan، الأستاذ في جامعة تشابمان في كاليفورنيا، إن الاعتقال جزء من استراتيجية جغرافية سياسية أوسع نطاقًا من إدارة ترامب لمواجهة الصين وأنها “تخاطر بشدة بخروج محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين عن الخط المرسوم”، وقال مستخدم في منصة ويبو Weibo الصينية إن الصين يجب أن تقاطع المنتجات التي تصنعها شركة آبل الامريكية وأنه يجب بدلًا من ذلك شراء منتجات هواوي لإظهار الدعم لواحد من أبطال الصين الوطنيين.
ويتشابه التحقيق الذي تجريه الولايات المتحدة فيما يتعلق بشركة هواوي مع ذلك التحقيق الذي أجرته بحق شركة ZTE الصينية، والذي هدد وجودها ككل، حيث أقرت ZTE في عام 2017 بأنها مذنبة بانتهاك القوانين الأمريكية التي تقيد بيع التكنولوجيا الأمريكية الصنع إلى إيران، ومنعت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام الشركات الأمريكية من بيع قطع الغيار والبرامج إلى ZTE، والتي دفعت بعد ذلك مليار دولار كجزء من صفقة لإلغاء الحظر.
وأفادت تقارير صادرة في شهر يناير/كانون الثاني 2013 بوجود ارتباطات وثيقة بين شركة هواوي وشركة Skycom Tech، والتي تتخذ من هونج كونج مقراً لها، وحاولت بيع أجهزة حواسيب هيوليت باكارد Hewlett-Packard الممنوع تصديرها إلى أكبر مشغل للهاتف المحمول في إيران، وقد عملت منغ في مجلس إدارة Skycom في الفترة من بين شهر فبراير/شباط 2008 إلى شهر أبريل/نيسان 2009، وذلك وفقًا لسجلات Skycom.
ويبدو أن العديد من مديري Skycom السابقين والحاليين لديهم اتصالات مع شركة هواوي، وتأتي أنباء الاعتقال في نفس اليوم الذي أعلنت فيه مجموعة بريتيش تيليكوم BT البريطانية أنها قررت إزالة معدات شركة هواوي من مراكز عملياتها الحالية لشبكات الجيل الثالث والرابع، ولن تستخدم الشركة الصينية في الأجزاء الوسطى من الشبكة التالية تبعًا لمخاوف أمنية، فيما قالت شركة هواوي إنها تتماشى مع جميع قوانين مراقبة التصدير المطبقة واللوائح الأمريكية وغيرها.
وقد أشاد السيناتور الأمريكي بينجامين ساس Benjamin Sasse بخطوة اعتقال منغ، وقال إنها كانت من أجل محاولة كسر العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران”، وأضاف: “في بعض الأحيان، يكون العدوان الصيني تحت رعاية الدولة، وفي بعض الأحيان يتم من خلال العديد من الكيانات التي يطلق عليها “القطاع الخاص” في بكين، وأدت أنباء الاعتقال إلى زيادة الشعور بأن تصادمًا كبيرًا يوشك على الظهور بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، حيث لا يتعلق الأمر بالتعريفات الجمركية فقط ولكن بالهيمنة التكنولوجية.
وتشرف منغ وانزهو Meng Wanzhou، بصفتها المديرة المالية، على تمويل شركة توظف 180 ألف شخص وحققت إيرادات قدرها 47.4 مليار دولار في النصف الأول من عام 2018، وتتوقع بيع 200 مليون هاتف ذكي هذا العام، بعد أن تجاوزت آبل في المبيعات في الربع الثاني من العام الماضي، كما تهدف الشركة هذا العام إلى إنفاق ما يصل إلى 20 مليار دولار سنوياً على البحث والتطوير، وذلك بعد إنفاقها في العام الماضي 13.8 مليار دولار، أو 15 في المئة من المبيعات، على البحث والتطوير.
