أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقارير

إرنست ويونغ: نمو قيمة صفقات الاندماج في منطقة الشرق الأوسط

أشار تقرير إرنست ويونغ Ernst & Young لأنشطة الاندماج والاستحواذ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجلت نموًا في قيمة الصفقات المعلنة خلال الربع الثالث من عام 2018 بنسبة 105% لتصل إلى 10 مليار دولار أمريكي مقابل 4.9 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2017، بينما استمر نشاط الصفقات مقاربًا لمستوياته في الفترة نفسها من العام السابق، مع تسجيل 107 صفقات في الربع الثالث من عام 2018 مقابل 110 صفقات في الربع الثالث من عام 2017، بانخفاض طفيف قدره 3%.

وقد مثلت الصفقات التي شهدتها دول مجلس التعاون الخليجي 79٪ من إجمالي قيمة الصفقات المعلنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيمة بلغت 7.9 مليار دولار، و73٪ من حجم الصفقات، مع 78 صفقة اندماج واستحواذ معلنة، وفي حين كان عدد الصفقات العابرة للحدود، الواردة والصادرة، مماثلًا لمستوياته في الربع الثالث من عام 2017، إلا أن قيمة تلك الصفقات ارتفعت بنحو خمسة أضعاف، مسجلة 9 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2018 مقارنة مع 1.5 مليار دولار أمريكي في الربع الثالث من عام 2017.

وارتفعت قيمة الصفقات الصادرة من 1.5 مليار دولار أمريكي في الربع الثالث من عام 2017 إلى 6.4 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2018، بينما سجلت الصفقات الواردة 2.6 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2018 مقارنة مع 28.6 مليون دولار في الفترة نفسها من العام السابق.

وشهد الربع الثالث من عام 2018 نشاطًا قويًا عبر الحدود من صناديق الثروة السيادية، والتي بلغت قيمة صفقاتها 2.5 مليار دولار مقارنة مع 3.0 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2017 عبر مختلف القطاعات، بينما انخفضت قيمة الصفقات المحلية من 3.3 مليار دولار أمريكي في الربع الثالث من عام 2017 إلى 1 مليار دولار أمريكي في الربع الثالث من عام 2018، وذلك نتيجة تركيز اللاعبين الاستراتيجيين على الصفقات العابرة للحدود.

وارتفع عدد الصفقات عالية التكلفة بشكل كبير في الربع الثالث من عام 2018، مع الإعلان عن ثماني صفقات بقيمة تزيد على 500 مليون دولار أمريكي، مقارنة بصفقتين في الربع الثالث من عام 2017، مما أدى إلى زيادة إجمالي متوسط حجم الصفقة، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى زيادة مشاركة صناديق الثروة السيادية ونشاطها القوي في قطاعي النفط والغاز، والكيماويات، خلال الربع الثالث من عام 2018.

وشكل استحواذ أرامكو السعودية على شركة أرلانكسو، وهي شركة مواد كيماوية في هولندا، مقابل 1.6 مليار دولار أمريكي، أكبر صفقة في الربع الثالث من عام 2018، وكانت القطاعات الخمسة الأولى الأكثر استهدافًا بالصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحسب قيمة الصفقة: قطاع النفط والغاز (1.4 مليار دولار)، وقطاع المواد الكيماوية (0.5 مليار دولار)، وقطاع المنتجات الصناعية المتنوعة (0.3 مليار دولار)، وقطاع العقارات (0.3 مليار دولار)، وقطاع المنتجات الاستهلاكية (0.3 مليار دولار).

وتضمنت قائمة اللاعبين البارزين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين شاركوا في أكثر من عمليتي استحواذ خلال الربع الثالث من عام 2018 كلًا من شركة إنفستكورب، ومؤسسة دبي للاستثمار، وصندوق الاستثمارات العامة، وأمانات القابضة، ودناتا.

ووفقًا لأحدث نسخة من تقرير مؤشر ثقة رأس المال من إرنست ويونغ، فقد أفاد ثلاثة أرباع المشاركين في استبيان الرأي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنهم يراجعون بنشاط محافظهم كل ستة أشهر أو أكثر للاستفادة من القوى المزعزعة التي تؤثر على شركاتهم، كما حدد 71٪ منهم الأصول ضعيفة الأداء والأصول غير الأساسية التي يمكنهم تصفيتها، وتم الإعلان عن 24 صفقة في قطاع صناديق الثروة السيادية والأسهم الخاصة في الربع الثالث من عام 2018، حيث شهد كل من شهري يوليو وسبتمبر تسع صفقات في كل منهما.

وقال فل غاندير Phil Gandier، رئيس خدمات استشارات الصفقات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى إرنست ويونغ: “لا تزال الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتبع نهجًا حذرًا في عقد الصفقات بسبب النمو المتواضع لإيراداتها وانخفاض مستويات السيولة نتيجة حالة عدم التيقن في الأسواق الإقليمية، وبالرغم من أن قيم الصفقات هو أعلى من مستوياتها في عام 2017، إلا أن نتائج أحدث نسخة من تقرير مؤشر ثقة رأس المال من إرنست ويونغ تظهر أن ثلث (33٪) شركات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتوقع السعي وراء عمليات اندماج واستحواذ في الأشهر الـ 12 المقبلة، أي بانخفاض قدره 32 نقطة مئوية مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. وقد نشهد في السنة القادمة تواضعًا في نشاط وقيمة الصفقات”.

وأوضح أنيل مينون Anil Menon، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى إرنست ويونغ: “كان نشاط الاندماج والاستحواذ الإقليمي في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2018 مدفوعًا إلى حد كبير بأنشطة لتوحيد القطاع قادها مستثمرون استراتيجيون، وأصبح تحسين محفظة الأعمال والحفاظ على رأس المال ضرورة حتمية للشركات، حيث يقوم المسؤولون التنفيذيون أيضًا بتقييم عدد من استراتيجيات توزيع رأس المال للتخفيف من المخاطر وزيادة العائدات. ويشير غالبيتهم إلى أنهم يتجهون نحو تحسين إدارة رأس المال العامل والاستثمار في عمليات قائمة لشركاتهم. كما يولي التنفيذيون في المملكة العربية السعودية ومصر المزيد من الاهتمام بالتحول الرقمي”.

واختتم أنيل بالقول: “بينما نتطلع إلى عام 2019 بترقب، فإن أنشطة توحيد القطاع وبروز الصفقات العابرة للحدود هو أحد الموضوعات الرئيسية التي نلمس استمراها، ومن المتوقع أن نشهد صفقات استحواذ استراتيجية قوية من قبل صناديق الثروة السيادية الإقليمية نظراً لوجود مجموعة قوية من الصفقات المنتظرة وسعي بعض الحكومات إلى التنويع كاستراتيجية أساسية. كما سيستمر المشترون الاستراتيجيون في البحث عن فرص توسع لسلسلة القيمة. ومن المتوقع أن تكون جهود شركات الأسهم الخاصة لجمع الأموال وعقد الصفقات والمتأثرة نسبياً بظروف الأسواق الإقليمية، أقل مقارنة بالسنوات السابقة. وستبقى شركات الأسهم الخاصة مستمرة في البيع فقط، مما سيوفر للمشترين الاستراتيجيين فرصة مميزة لاختيار أصول عالية الجودة في سوق يهيمن عليه المشترون في الغالب”.

زر الذهاب إلى الأعلى