تيم كوك يدافع عن صفقة بحث جوجل مع آبل
دافع تيم كوك Tim Cook، الرئيس التنفيذي لشركة آبل خلال مقابلة تلفزيونية جديدة عن الصفقة الموقعة بين شركته وشركة جوجل فيما يتعلق بمحرك بحثها، حيث تقدر قيمة هذه الصفقة بمليارات الدولارات، وكانت هذه الصفقة واحدة من عدة نقاط رئيسية أثيرت عبر المقابلة، إذ أمضى الرئيس التنفيذي لشركة آبل السنوات العديدة الماضية في تلميع صورة آبل لتبدو وكأنها المدافع الرئيسي عن خصوصية المستخدم، لكنها تواجه الآن أسئلة حول تعاون متصفحها للويب سفاري مع شركة جوجل، وهي الشركة التي قال تيم كوك سابقًا إنها تجمع بيانات المستخدم.
وأشار تيم كوك عندما سئل حول كيف يمكن لشركة آبل قبول مليارات الدولارات من جوجل في سبيل جعل محرك بحثها هو محرك البحث الافتراضي عبر إصدارات آي أو إس iOS وماك أو إس macOS من متصفح الويب سفاري Safari إلى أن حماية الخصوصية الخاصة بشركة آبل قد خففت من التهديدات المحتملة.
وقال: “أعتقد أن محرك البحث الخاص بهم هو الأفضل وهذا مهم جدًا. انظر إلى ما فعلناه باستخدام عناصر التحكم التي أضفناها. لدينا ميزة التصفح الخفي للويب، ولدينا ميزة منع التتبع الذكي، وما حاولنا القيام به هو ابتكار طرق لمساعدة مستخدمينا على مدار اليوم، وهذا ليس شيئًا مثاليًا وسأكون أول شخص يقول ذلك، ولكنه يقطع شوطًا طويلًا للمساعدة”.
وابتعد الرئيس التنفيذي للشركة عن الحديث حول الإيرادات السنوية التي تحصل عليها آبل من جوجل، لكن المحللين الماليين يقدرون أنها تقع بين 3 مليارات و 9 مليارات دولار، وتتعلق الصفقة بكل طلب بحث يتم تنفيذه من خلال متصفح سفاري، إلى جانب العديد من عمليات البحث التي يتم إجراؤها بواسطة سيري Siri.
وتعتمد آبل بشكل متزايد على الخدمات لخلق فرص جديدة في ظل تباطؤ نمو مبيعات الأجهزة، حيث حققت الشركة خلال الربع الرابع من عام 2018 أرباحًا بقيمة 62.9 مليار دولار، منها 10 مليارات دولار من خدمات مثل iCloud و Apple Music، وتؤكد هذه الأرقام أن صفقتها مع جوجل مربحة.
ويتيح أحد خيارات الإعدادات المخفي بشكل واضح لمستخدمي سفاري التبديل إلى محركات بحث Bing أو Yahoo أو DuckDuckGo بدلاً من جوجل، وبالرغم من الصفقة المبرمة مع جوجل، فقد صف تيم كوك خصوصية المستخدم بأنها قيمة أساسية لآبل، مشيرًا إلى رغبة الشركة في حماية خصوصية المستخدم قبل حتى ظهور هواتف آيفون، حيث تسببت هذه الرغبة في تجنب آبل جمع كل ما يمكنها من بيانات المستخدم المخزنة على الأجهزة.
وكان ستيف جوبز Steve Jobs، الرئيس التنفيذي السابق لشركة آبل قد وصف الخصوصية في عام 2010 كمسألة يجب أن يكون هناك وضوح حولها مع إخبار المستخدمين بما كانت الشركات تقوم بعمله مع هذه البيانات ومنحهم القدرة على الموافقة أو الرفض، وهو نهج سار عليه الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، إذ أدلى تيم كوك خلال الأشهر الأخيرة بالعديد من التصريحات المتعلقة بمسائل خصوصية المستخدم، بما في ذلك الدعوات إلى وضع قانون خصوصية فيدرالي واضح في الولايات المتحدة على غرار قانون اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبي.
وادعى الرئيس التنفيذي لشركة آبل أن تنظيم صناعة التكنولوجيا أمر لا مفر منه، مع توقعه إدخال قوانين جديدة تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة، بما في ذلك شركة آبل، وقال تيم كوك إنه يعتقد أن الكونغرس الأمريكي سيمرر قوانين تستهدف عمالقة التكنولوجيا، وأضاف أنه يفضل عادة الأسواق الحرة دون تدخل الحكومة، لكنه قال إن علينا أن نعترف عندما لا تعمل السوق الحرة، وهي الآن لا تعمل على حماية بيانات المستخدم.
وأكد من جديد أنه يعتقد أن مستوى معين من التنظيم كان حتمياً نتيجة لذلك، وأضاف أنه لا يعتقد أن شركات التكنولوجيا يجب أن تختار بين كسب المال والحفاظ على خصوصية بيانات العملاء الخاصة بهم، وقال: “هذه ليست مسألة خصوصية مقابل الأرباح أو خصوصية مقابل الابتكار التقني، هذا خيار خاطئ”، وكان تيم كوك قد حذر باستمرار من مخاوفه بشأن نماذج جمع البيانات التي تفضلها شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى بما في ذلك فيسبوك وجوجل.