أخبار الإنترنتالأمن الإلكترونيدراسات وتقارير

إيران استخدمت جوجل لكسر نظام اتصالات وكالة الاستخبارات المركزية

كشف مسؤولو المخابرات السابقون عن خرق كارثي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً لنظام اتصالات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من قبل إيران، حيث أفاد تقرير جديد نقلًا عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأمريكية أنه في خرق حدث بين عامي 2009 و 2013، استخدم عملاء إيرانيون عمليات بحث بسيطة من جوجل لتحديد ودخول مواقع الإنترنت التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للاتصال مع الوكلاء، ويضيف التقرير أن الخرق قد أدى إلى عشرات الوفيات في جميع أنحاء العالم وشلال من العواقب التي امتدت لسنوات.

ويقول مسؤولون سابقون إنهم يعتقدون أن الخرق نشأ من خلال عميل إيراني مزدوج استعانت به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويزعمون أن ذلك حدث بسبب التراخي فيما يتعلق بالفحص الدقيق، وبالرغم من وصول تحذيرات إلى الوكالة بأن إيران قد حددت بعض مواقع وكالة الاستخبارات المركزية، فإن إيران كانت قادرة على اختراق نظام اتصالات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من خلال سلسلة من عمليات البحث في جوجل.

ووفقاً لأحد المسؤولين السابقين، فإن العميل المزدوج الإيراني عرض للمخابرات الإيرانية الموقع الإلكتروني الذي كانت وكالة الاستخبارات المركزية تستخدمه في اتصالاتها، وكانت المخابرات الإيرانية قادرة من خلال استخدام طرق البحث المنطقية مثل “AND” و “OR” وغيرها من العوامل الأكثر تطوراً على تحديد مواقع ويب متعددة أخرى كان يستخدمها الضباط والوكلاء في جميع أنحاء العالم للتحدث مع بعضهم البعض، دون معرفة أولئك الذين يستخدمونها.

وتمكنت إيران من تعقب الأشخاص الذين كانوا يزرون المواقع ومن أي منطقة جغرافية، مما أدى بحلول عام 2011 إلى اكتشاف عدد كبير من أفراد شبكة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في إيران، وكانت عواقب الخرق كبيرة وكارثية، إذ تم سجن العديد من العملاء في إيران وأعدموا، وتفيد التقارير أن الشبكة قد دمرت تقريباً، وقال مسؤول سابق بالأمن القومي: “ما زلنا نتعامل مع التداعيات، لقد قتل عشرات الأشخاص حول العالم بسبب هذا”.

واستخدمت منصة الاتصالات القائمة على الإنترنت لأول مرة في الشرق الأوسط للتواصل مع الجنود في مناطق الحرب، ولم تكن مخصصة للاستخدام على نطاق واسع، لكن بسبب سهولة استخدامها وفعاليتها، تم تبنيها من قبل الوكلاء على الرغم من افتقارها للتطور، وبدأت إيران بالبحث بشكل جدي بعد غضبها من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي اكتشفت مصنعًا سريًا للأسلحة النووية الإيرانية.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه من خلال تبادل المعلومات، فقد أدى الاختراق أيضًا إلى اختراق الصين لشبكة المخابرات المركزية في ذلك البلد، مما أدى في عامي 2011 و 2012 إلى إعدام ما يقرب من 30 وكيلًا هناك، وورد في عام 2013 أن إيران اخترقت نظام اتصالات وكالة المخابرات المركزية في اليمن، وأشار الاختراق في اليمن إلى رغبة إيران في استخدام المعلومات التي جمعتها بشكل عدائي عبر مطاردة باقي الأنظمة وليس حماية نفسها فقط.

وشكلت مسألة حصول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على تحذيرات سابقة صدمة أكبر من صدمة الخرق بحد ذاته، إذ قام المتعاقد مع وزارة الدفاع جون ريدي John Reidy، والذي كان يعمل مع مصادر إيرانية ضمن مهامه لتوظيف مصادر بشرية لوكالة المخابرات المركزية في إيران، في عام 2008 بتنبيه السلطات والتحذير من وجود فشل استخباراتي هائل في وكالة الاستخبارات المركزية.

وقال في عام 2010 إن سيناريو الكابوس قد وقع، وزعم أن ما يزيد عن 70 في المئة من العمليات في ذلك الوقت ربما تكون قد تعرضت بالفعل للخطر، وأن أي وكلاء يستخدمون ذلك النظام يتعرضون للخطر، وقال: “تصميم النظام وصيانته معيبان”، ليتم لاحقًا نقل ريدي من مهمته وطرده في نهاية المطاف بسبب تضارب المصالح.

ويوضح التقرير وجود حالة من الغضب بين مجتمع الاستخبارات حول أنه لم يكن هناك مساءلة عن الفشل، وذلك على الرغم من مناقشة ما حصل في جلسة سرية للجنة الاستخبارات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ويزعم أحد المسؤولين السابقين أن مؤسستنا هي أكبر تهديد من الداخل.

وشكلت إيران خلال العقد الماضي كيانًا بارزًا فيما يتعلق بهجمات الاختراق الكبيرة، ووجهت هيئة محلفين كبرى في الولايات المتحدة في شهر مارس/آذار اتهامات إلى تسعة إيرانيين بزعم أنهم قاموا باختراق أجهزة الحاسب التي تضم 7998 أستاذاً في 320 جامعة، ونسبت العديد من الهجمات الإلكترونية على النفط السعودي إلى إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى