أجهزة محمولةبرامج وتطبيقاتدراسات وتقارير

نظام التشغيل كروم قد يشكل مستقبل جوجل

عمد المستخدمون منذ زمن بعيد إلى تخيل الكيفية التي سوف يكون عليها نظام تشغيل جوجل Google OS، والذي بدا في وقت من الأوقات أنه سيكون شيئًا معتمدًا على إحدى توزيعات لينكس Linux المسماة أوبونتو Ubuntu، ولكن تبين لاحقًا أنها مجرد توزيعة تستخدمها الشركة داخليًا، ومن ثم جاء نظام أندرويد، والذي ما يزال بعيدًا كل البعد عن تطلعات المستخدمين فيما يتعلق بنظام تشغيل جوجل.

ويزداد هذه الأيام الحديث حول نظام التشغيل فوشيا Fuchsia OS، والذي ما يزال مستقبله ضبابيًا إلى درجة كبيرة، وقد ينصدم المستخدمون عند التفكير بأن نظام جوجل قد يكون موجودًا بالفعل الآن على شكل نظام التشغيل كروم Chrome OS، ولكن هذا النظام التشغيلي ما يزال يفتقد أمرًا مهمًا لإثبات كونه أكثر من مجرد تجربة عابرة لعملاقة البحث والتفكير فيه كتجربة مهمة بالنسبة لجوجل.

وكانت شركة جوجل قد عقدت في وقت سابق من هذا الشهر حدثها المسمى Made By Google 2018، والذي كشفت فيه النقاب عن عدة أجهزة، وفي مقدمتها الجيل الثالث من تشكيلة هواتفها الذكية الرئيسية المسماة بيكسل Pixel، ولكن الغريب أن الحدث الذي تمحور بشكل كامل حول الهواتف الذكية لم تذكر خلاله الشركة اسم أندرويد إلا ما ندر، مما أطلق العديد من التكهنات، والتي تمحورت حول سبب غياب اسم أندرويد عن الحدث.

ويمكن لشركة جوجل لأسباب قانونية أو لأغراض تسويقية أو لأي سبب آخر من الأسباب أن تتخلى عن العلامة التجارية ببطء، ولكن هذه العلامة التجارية سوف تواصل تواجدها ضمن نظام التشغيل كروم، وذلك في حال قررت الشركة نقل نظام Chrome OS إلى الهواتف الذكية أم لا، كما أنه من الواضح أنها بدأت هذه الخطوة من خلال دخولها مرحلة نقله إلى أجهزة الحواسيب اللوحية التي تعمل بهذا النظام التشغيلي.

ويبدو أن جوجل قد بدأت بإعداد وتهيئة هذا النظام التشغيلي ليتولى زمام المبادرة فيما يتعلق بجميع المنصات المعتمدة من قبل جوجل، بحيث أنها تعمل عبر نظام تشغيلي واحد، إذ يدعم Chrome OS حاليًا ثلاثة أنظمة تشغيل في وقت واحد هي نظام التشغيل كروم نفسه، وأندرويد، ولينكس، وفي حال كانت الشائعات صحيحة، فقد تضيف جوجل إمكانية الإقلاع المزدوج عبر نظام ويندوز 10 لاحقًا.

وتمثل تلك القائمة جميع المنصات التي تستخدمها جوجل إلى حد كبير، وباستثناء البرامج المخصصة التي تستخدمها في أجهزة كروم كاست Chromecast والأجهزة المنزلية، فإنها تمثل أيضًا أنظمة التشغيل التي تستخدمها جوجل إلى حد كبير، ويبدو أنها أقرب مثال لما يمكن القول عليه نظام جوجل التشغيلي Google OS، وهناك تطورًا جديدًا يبدو للوهلة الأولى صغيرًا جدًا.

ويتمثل هذا التطور بمشروع Project Stream، وهو تقنية متطورة تسمح لمختبري الإصدار التجريبي تشغيل لعبة Assassin’s Creed Odyssey بدون أي شيء سوى متصفح كروم لأجهزة حواسيب سطح المكتب، كما كشفت جوجل النقاب مؤخرًا عن حاسبها اللوحي Pixel Slate، وهو أقوى أجهزة حواسيب كروم بوك Chromebook حتى الآن، والذي يتضمن نسخة سطح المكتب الكاملة من متصفح الويب كروم.

وفي حال التفكير في الأمر بشكل جدي، فإنه لا يمكن اعتبار أي من تلك المنصات المعتمدة على نظام التشغيل كروم بمثابة منصات فعلية للألعاب باستثناء أندرويد إلى حد ما، ولكن في ظل وجود Project Stream، فإن الأمر لا يجب أن يكون كذلك، حيث يتشابه المشروع مع خدمات بث الألعاب المتطورة من أمثال إنفيديا وسوني بلاي ستيشن، مع اختلاف يتمثل بأن المتطلبات العتادية لأجهزة المستخدم أقل من تلك المطلوبة لتشغيل خدمات المنافسين.

وقد يتفوق المشروع مستقبلًا على خدمات المنافسين من خلال الإنتاجية والإبداع والاستهلاك والترفيه والألعاب، لكن نظام التشغيل كروم ما يزال يفتقد في الوقت الحالي إلى دعم كامل من قبل المطورين من جميع الأنواع والاحجام والموارد، وذلك بغض النظر عن وجود مطوري برامج أندرويد ومطوري برامج كروم وبعض مطوري نظام التشغيل كروم، لكن النظام يفتقد لدعم المطورين الذين قد يندفعون إلى العصر الجديد من نظام التشغيل كروم.

ويفتقد نظام التشغيل كروم لتطوير متسلسل وموحد وقياسي ومريح إلى جانب مجموعه مطوري البرامج SDK، وبعبارة أخرى، يتعين على شركة جوجل أن تسهل على المطورين الانتقال إلى تطوير نظام التشغيل كروم، ليس فقط لإضافات كروم أو أندرويد، بل لنظام التشغيل نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار الدمج الحاصل بين نظامي التشغيل كروم وأندرويد.

كما يجب أن يكون ذلك ممكنًا في حال امتلاك جهاز كروم بوك Chromebook، إذ يمكن للمطورين في الوقت الحالي تطوير تطبيقات أندرويد دون وجود هاتف أندرويد، وبالرغم من أن هذا الأمر غير مثالي بشكل كامل ولكنه ممكن على الأقل.

ويمكننا عند قراءة جميع العلامات والإشارات أن نشعر بأن نظام التشغيل كروم هو مسار جوجل المستقبلي الذي تتحرك من خلاله الشركة، وقد يكون هذا النظام التشغلي هو طريقة تطورها الوحيدة في ظل جميع المشكلات التي تواجهها مع نظام التشغيل أندرويد والوقت الكبير اللازم لتطوير نظام التشغيل فوشيا Fuchsia OS، مع الأخذ بعين الاعتبار الفترة الزمنية الطويلة التي تواجد بها نظام التشغيل كروم.

زر الذهاب إلى الأعلى