أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

كوالكوم تخسر الجولة الأولى في معركتها ضد آبل

خسرت شركة كوالكوم الجولة الأولى في معركتها القضائية ضد شركة آبل، حيث قال أحد قضاة لجنة التجارة الدولية الأمريكية يوم أمس إنه لا ينبغي منع استيراد هواتف آيفون المصنعة من قبل آبل إلى الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من أنها تنتهك براءة اختراع مملوكة لشركة كوالكوم، حيث وجد القاضي توماس بيندر Thomas Pender أن آبل انتهكت واحدة من ثلاث براءات اختراع عائدة لكوالكوم في القضية المرفوعة بين الطرفين لكنه رفض التوصية بحظر الاستيراد الذي تسعى إليه كوالكوم.

وقالت كوالكوم من جانبها إن توصية القاضي “لا معنى لها”، وتخضع نتائج القاضي للمراجعة من قبل اللجنة الكاملة، والتي لها الكلمة الأخيرة، وفي حال أيدت اللجنة قرار القاضي، فإن كوالكوم تخسر جزء كبير من قدرتها على مساومة آبل، حيث أنها تلوح باستخدام قرار حظر الاستيراد لابتزاز آبل من أجل الموافقة على دفع رسوم الترخيص.

بينما قالت آبل من جانبها في بيان: “واصلت كوالكوم المطالبة ظلمًا بعوائد لتكنولوجيات لا علاقة لها بها في سبيل حماية احتكارها، ويسرنا أن يوقف مركز التجارة الدولية محاولة شركة كوالكوم للتسبب في الإضرار بالمنافسة وإلحاق الضرر بالمبدعين والمستهلكين الأمريكيين في نهاية المطاف”.

وتسعى شركة تصنيع الرقاقات إلى حظر استيراد هواتف آيفون التي تحتوي على رقاقات من شركة إنتل، وهذه هي القضية الاولي من قضيتين رفعتهما كوالكوم أمام الوكالة التجارية في واشنطن، وقال دونالد روزنبرغ Donald Rosenberg، المستشار القانوني في كوالكوم في بيان: “يسرنا أن قاضي القانون الإداري قد وجد انتهاكًا لتكنولوجيا براءة اختراعنا، لكن من غير المنطقي أن نسمح باستمرار هذا التعدي عبر إنكار حظر الاستيراد”.

وأضاف روزنبرغ، في إشارة إلى قرار قاضي القانون الإداري: “هذا يتعارض مع تفويض مركز التجارة الدولية لحماية المبتكرين الأمريكيين من خلال منع استيراد المنتجات المخالفة، وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إيقاف شركة آبل عن التعدي على التكنولوجيا دون التأثير على المصلحة العامة”، وقال إن شركة كوالكوم ستنظر في قرار اللجنة الكاملة، وستتابع أكثر من 40 قضية أخرى تتعلق بانتهاك حقوق براءات الاختراع ضد شركة آبل على مستوى العالم.

يذكر أن وكالة التجارة لا تملك السلطة لإجبار شركة آبل على دفع عوائد براءات الاختراع، وتسعى كوالكوم إلى ذلك من خلال محكمة المقاطعة، ويمكن أن يساعد رأي القاضي بوجود تعدي على براءة اختراع، إذا ما أيدته اللجنة الكاملة، في مساعدة شركة صناعة الرقاقات في المحكمة، وجادلت شركة آل خلال المحاكمة بأنه لن يكون من مصلحة الشعب حظر استيراد هواتف آيفون المتضمنة رقاقات إنتل في الولايات المتحدة.

وشكل دور أمريكا في تطوير الجيل التالي من اتصالات الهاتف المحمول محور أساسي في القضية، وتتمثل مهمة اللجنة في حماية الأسواق الأمريكية من الممارسات التجارية غير العادلة، ويتعين عليها أن توازن بين حقوق براءات الاختراع والمكاسب للاقتصاد الأمريكي، ومن المقرر اتخاذ قرار نهائي بحلول شهر يناير/كانون الثاني، كما من المقرر أن يصدر قاضي تجاري آخر النتائج التي توصل إليها في قضية ثانية في نفس الشهر.

وكانت شركة آبل قد قامت بالتخلص تدريجيًا من استخدامها لرقاقات كوالكوم خلال النزاع، ولم تستخدم أحدث هواتفها أيًا من منتجات صانع الرقاقات الواقع مقره في سان دييغو، وتزعم آبل أن التنافس بين شركتي الرقاقات إنتل وكوالكوم أمر حاسم لدفع عجلة تطوير الجيل التالي من الاتصالات، المعروف باسم شبكات الجيل الخامس 5G.

بينما جادلت كوالكوم، والتي تواجه دعوى ضد الاحتكار قدمتها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، أن إنتل لن تتخلى عن مليارات الدولارات من العمل والخروج من السوق العالمية لمجرد أنه لا يمكن استيراد هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة، وأكدت على أن شركة آبل سوف تضطر لضمان حصول كوالكوم على مقابل مادي لاستخدام براءات الاختراع.

وقالت إنتل إن سجلها في الابتكار يعاكس اتهامات كوالكوم بأن التكنولوجيا الخاصة بها قد دخلت صناعة الهاتف المحمول ومنتجات آبل عبر وسائل غير عادلة، وقال ستيفن رودجرز Steven Rodgers، المستشار العام لشركة إنتل عبر موقعها الإلكتروني إن مكتب براءات الاختراع الأمريكي منح إنتل براءات اختراع أكثر من كوالكوم في العام الماضي، وأضاف أن إنتل واحدة من أبرز المبدعين التكنولوجيين في العالم منذ أكثر من 50 عامًا.

وتدعي شركة آبل أن رسوم كوالكوم على براءات اختراعها المتعلقة بتكنولوجيا الاتصالات الأساسية أكثر من اللازم، وأمرت مورديها بالتوقف عن دفع العوائد حتى يتم التوصل إلى صفقة أفضل، ويمكن أن تتراوح الرسوم غير المدفوعة من 2.5 مليار إلى 4.5 مليار دولار، وهناك حوالي 100 إجراء قانوني حول العالم بين آبل وكوالكوم، بما في ذلك تحديات براءات الاختراع في الولايات المتحدة والدعاوى القضائية في الصين وألمانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى