شركات التكنولوجيا مطالبة بتصعيد حربها ضد الأخبار المزيفة
اتفقت شركات التكنولوجيا جوجل وفيسبوك وتويتر وغيرها من عمالقة التكنولوجيا على تكثيف جهودهم لمحاربة الأخبار المزيفة قبل الانتخابات الأوروبية العام المقبل، وذلك حسبما قالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، والتي أضافت أن على شركات التكنولوجيا معالجة قضية الأخبار المزيفة المتزايدة الانتشار، والتي تهدد ثقة الأوروبيين في العمليات والمؤسسات الديمقراطية.
وكشفت شركات التكنولوجيا وصناعة الإعلانات النقاب عن قواعد طوعية للممارسات تهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة على الإنترنت، وذلك بالرغم من أن المنتقدين قالوا إن الالتزامات كانت ضعيفة للغاية، ويتوقع أن تساعد هذه القواعد الطوعية في معالجة مسالة الأخبار المزيفة قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي في ربيع عام 2019.
وقالت ماريا جابرييل Mariya Gabriel، مفوضة الاقتصاد الرقمي والمجتمع: “يتعين على منصات الإنترنت أن تكون بمثابة لاعبين اجتماعيين مسؤولين، لا سيما في هذه الفترة الحاسمة قبل الانتخابات، ويجب أن يبذلوا قصارى جهدهم لوقف انتشار المعلومات المغلوطة”.
وأضافت مفوضة الاتحاد الأوروبي “إن الالتزام الذي أبدته شركات التكنولوجيا والإعلان عن تطبيق إجراءات جديدة والاستثمار في التقنيات لمحاربة انتشار الأخبار المزيفة على الإنترنت كان خطوة في الاتجاه الصحيح، وإنها المرة الأولى التي تتفق فيها شركات التكنولوجيا على معايير تنظيم ذاتي مشتركة في الكفاح العالمي ضد التضليل، وعلى أساس طوعي”.
وواجهت شركات مثل فيسبوك وجوجل ويوتيوب وتويتر ضغوطًا متزايدة من جانب المنظمين الذين يتطلعون إلى الحد من تأثير الأخبار المزيفة على الإنترنت قبيل الانتخابات النصفية الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
واقترح السياسيون في المملكة المتحدة فرض “ضريبة تقنية” للمساعدة في تمويل تكلفة هيئة الرقابة على الخصوصية في بريطانيا، المعروفة باسم مكتب مفوض المعلومات ICO، ولا يقتصر عمل شركات التكنولوجيا على مواجهة الأخبار المزيفة التي ينشئها الأشخاص فقط، ولكن أيضًا من الحسابات التي تسيطر عليها روبوتات الدردشة الكتابية على الإنترنت.
وكانت روبوتات الدردشة الكتابية التي تسيطر عليها روسيا قد أمطرت منصات التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا العام بكميات كبيرة جدًا من المشاركات المعادية للدعاية الغربية، وقدر المسؤولون في المملكة المتحدة الزيادة بنسبة 4000 في المئة، وأشاروا إلى أن بعض الحسابات، والتي تتخفى في الغرب كمصدر لجعلها تبدو شرعية، تنشر ما يصل إلى 200 مشاركة في اليوم.
وتعهدت جوجل، كجزء من قواعد الممارسة هذه، بجعل الأشخاص يصلون إلى المعلومات المفيدة وذات الصلة من المصادر الموثوقة، وقالت الشركة إنها قامت بتنفيذ أكثر من 2400 تحسين لموقعها خلال العام الماضي، كما تحارب منصة مشاركة الفيديو يوتيوب المملوكة من قبل جوجل الخطاب الذي يحض على الكراهية ضمن موقعها من خلال تكنولوجيا التعلم الآلي للتعرف على الأنماط في مقاطع الفيديو عبر الإنترنت والإبلاغ عنها إلى المراجعين البشريين.
وقامت منصتا فيسبوك وتويتر بحذف مئات الحسابات المزيفة المرتبطة بإيران وروسيا بعد العثور على سلسلة من الحملات التي تهدف إلى التدخل في السياسة البريطانية والأمريكية، وبدأت فيسبوك في تصنيف المؤسسات الإخبارية البريطانية “درجة الثقة” بعد أن غيرت خوارزميتها الشهر الماضي، في حين طبقت تويتر أكثر من 30 تغيير ضمن طريقة عمل منتجها من أجل تحسين الصحة العامة للمحادثات على المنصة.
وتدعي تويتر أن الكثير من هذه التغييرات تساعد على مكافحة الحسابات غير المرغوب بها وروبوتات الدردشة الكتابية، وتعهدت الشركات التي وقعت على القواعد الطوعية بتعطيل عائدات الإعلانات لبعض الحسابات والمواقع الإلكترونية التي تنشر المعلومات المضللة، وجعل الإعلانات السياسية أكثر شفافية، ومعالجة مسألة الأخبار المزيفة وروبوتات الدردشة الكتابية عبر الإنترنت، وتمكين المستخدم من الإبلاغ عن المعلومات المضللة.