أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالبرامج وتطبيقاتدراسات وتقارير

الإعلانات قادمة إلى واتساب العام المقبل

أكدت مقابلة مع مؤسسي تطبيق التراسل الشهير واتساب بريان أكتون Brian Acton وجان كوم Jan Koum أنهما تركا فيسبوك بسبب وجود اختلافات كبيرة مع مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك حول كيفية تحقيق تطبيق واتساب للأموال، حيث كشفت المقابلة أن واتساب سوف يحصل على الإعلانات خلال العام المقبل، كما أنها شرحت ما سيحدث بالنسبة لتشفير التطبيق.

وظل واتساب خاليًا من الإعلانات على مدار السنوات الأربع الأخيرة منذ شراء فيسبوك للتطبيق في صفقة قيمتها 22 مليار دولار أمريكي، ولكن ذلك سيتغير في عام 2019 عندما يبدأ واتساب في عرض الإعلانات المستهدفة عبر ميزة الحالة Status، وهي نسخة التطبيق من ميزة القصص واسعة الانتشار، مع توفير خدمة الرسائل التسويقية لعملاء الشركات في نهاية المطاف.

ويعتبر هذا السبب الرئيسي وراء ترك براين أكتون المؤسس المشارك لواتساب العمل ضمن فيسبوك في شهر سبتمبر/ايلول 2017 ورحيل جان كوم في شهر أبريل/نيسان 2018، إلى جانب المخاوف بشأن الطريقة التي تستكشف من خلالها شركة فيسبوك إمكانية تعديل ميزة التشفير نهاية لنهاية ضمن التطبيق.

وتصر فيسبوك على أن الرسائل المرسلة بين مستخدمي التطبيق البالغ عددهم مليار ونصف المليار مستخدم ستبقى مشفرة، وأنه لا توجد خطط لتغيير ذلك، في حين أشار باحث أمني عمل مع تطبيق واتساب على بناء بروتوكوله الأصلي التشفير إلى أنه حتى مع وجود التشفير، فإنه سيكون من الممكن تقنيًا أن تحصل فيسبوك على الكلمات الرئيسية من رسائل الأشخاص واستخدامها لتشغيل نموذج الإعلانات المستهدفة ضمن التطبيق.

وأشار الباحث إلى أن البيانات الشخصية الوحيدة التي يمكن لفيسبوك استخلاصها في الوقت الحالي من مستخدمي واتساب هي رقم الهاتف الخاص بهم، ولكن يبدو أن فكرة الإعلانات مفتوحة للنقاش، حيث استخدم أليكس ستاموس Alex Stamos، كبير مسؤولي الأمن السابق في فيسبوك، حسابه ضمن منصة تويتر ليقول إن شركات التكنولوجيا تحتاج إلى إيجاد نموذج تجاري مستدام للاتصالات المشفرة وعرض الإعلانات كخيار.

وقال إنه من الضروري توليد الإيرادات من خلال التطبيقات التي تستخدم تشفير نهاية لنهاية، ويعتبر واتساب بمثابة تطبيق مثل أي تطبيق آخر، حيث يتكون من تعليمات برمجية يمكن للمطورين التلاعب بها كما يرونه مناسبًا، ولا يوجد سبب تقني لعدم تمكن التعليمات البرمجية من تحديد الكلمات الرئيسية مثل “صيد الأسماك” أو “عيد ميلاد” الواردة ضمن الرسائل أولًا وإرسالها إلى خوادم فيسبوك لاستخدامها ضمن الإعلانات المستهدفة.

بينما ترسل الرسائل المشفرة بشكل منفصل، وأضاف الباحث الأمني أن فيسبوك لم تفعل هذا الآن، لكن كانت هناك طرق دقيقة للحفاظ على سلامة التشفير مع الحصول على بيانات حول ما يقوله الناس على واتساب، وعملت فيسبوك على جلب الإعلانات إلى التطبيق منذ عدة سنوات، وكانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي ربط ملفات تعريف واتساب وفيسبوك باستخدام أرقام الهواتف.

وغيرت فيسبوك في غضون 18 شهرًا من صفقة الشراء بنود خدمة واتساب للسماح بمشاركة البيانات بين المنصات، وهو ما قالت سابقًا إنها لن تفعله أبدًا، ودفعت غرامة قيمتها 122 مليون دولار إلى المفوضية الأوروبية ثمن لتلك الخطوة مع إزالة هذه الميزة.

كما فكرت فيسبوك في طرق أخرى لجني المال من واتساب، بما في ذلك عرض إعلانات داخل التطبيق وتوفيرها للشركات، لكن التشفير نهاية لنهاية ما زال عائقًا أمام تحقيق ذلك، وتستعد فيسبوك لوضع إعلانات مستهدفة في ميزة الحالة، والتي تدخل حيز التنفيذ في العام المقبل، إلى جانب استكشافها إمكانية تقديم أدوات تحليل للأنشطة التجارية.

وكان التحدي هو تشفير نهاية لنهاية، والذي يمنع كل من واتساب وفيسبوك من قراءة الرسائل، وقال متحدث باسم التطبيق إن إعلانات الحالة قادمة إلى تطبيق التراسل، مضيفًا أن الرسائل سوف تبقى مشفرة ولا توجد خطط لتغيير ذلك.

وكانت شيريل ساندبرج Sheryl Sandberg، مسؤولة العمليات في فيسبوك، قد تجنبت الإجابة بنعم أو لا بشكل واضح على المشرعين الأمريكيين عندما سألوا في وقت سابق من هذا العام عما إذا كان واتساب ما زال يستخدم التشفير نهاية لنهاية، حيث قالت: “نحن مؤمنون بقوة في التشفير”.

ويعد التشفير نهاية لنهاية آمن في الوقت الحالي، ولا يمكن لفيسبوك إزالته بشكل سري، وفي حال قررت أن تفعل ذلك فسوف يتعين عليها شرح هذه الخطوة لعملائها وللمشرعين الأمريكيين، كما ينبغي لها شرح كيفية رغبتها في توليد الإيرادات من قبل إحدى خدمات التراسل الاكثر شعبية على هذا الكوكب.

زر الذهاب إلى الأعلى