أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالدراسات وتقارير

آبل تمنح المستخدمين “علامات ثقة” سرية

بدأت شركة آبل في منح المستخدمين “علامات ثقة” سرية استنادًا إلى كيفية استخدامهم لأجهزتهم، وقالت الشركة إنها بدأت في تتبع عدد المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني المرسلة والمستلمة من أجهزة هواتف آيفون ومنصة تلفاز Apple TV، مع العلم أن منصة التلفاز لا تجري مكالمات هاتفية أو ترسل رسائل بريد إلكتروني، وذلك في سبيل إنشاء مقياس الثقة للأجهزة الخاصة بالمستخدم.

وتساعد هذه العلامات الشركة على معالجة مسألة الاحتيال من خلال تتبع المراجعات المزيفة وحسابات متجر آب ستور App Store غير المرغوب فيها، ورفضت الشركة الكشف عن الأسباب الدقيقة لقيامها بجمع البيانات، وجاء الكشف عن سياسة آبل الجديدة من خلال الاتفاقية القانونية لتحديث نظامها التشغيلي آي أو إس iOS 12، الذي صدر في وقت سابق من هذ الشهر.

وظهر بند جديد في صفحة خصوصية iTunes Store يشير إلى ما يلي: “للمساعدة في تحديد ومنع الاحتيال، سيتم استخدام معلومات حول كيفية استخدام جهازك، بما في ذلك العدد التقريبي للمكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها أو تستلمها لحساب علامات الثقة في الجهاز عند محاولة الشراء”.

وأضافت صفحة الخصوصية “تم تصميم الاتفاقية حتى لا تتمكن آبل من التعرف على القيم الحقيقية على جهازك، حيث يتم تخزين العلامات لوقت محدد على خوادمنا”، وتعد هذه المرة الأولى التي تخبر فيها آبل عملائها حول تحديد علامات الثقة، ومن غير الواضح بعد كيف سيساعد عدد المكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني في تحديدها.

ويعتبر من غير الواضح كيف تحسب آبل علامات الثقة لجهاز ما من خلال مشتريات iTunes التي يتم إجراؤها عبر أجهزة Apple TV، كما أنه من غير الواضح كيف أن تسجيل وتتبع عدد المكالمات أو رسائل البريد الإلكتروني التي تنتقل عبر أجهزة المستخدم المختلفة مثل هاتف آيفون وحاسب آيباد اللوحي وجهاز آيبود تتش من شأنها مساعدة آبل على التحقق من هوية الجهاز بدلاً من التحقق من معرف الجهاز الفريد.

وتعد مسألة تتبع سلوك العملاء تطوراً غريباً لشركة آبل، وهي الشركة التي انتقدت سابقًا وبشكل علني نماذج أعمال تتبع المستخدم في شركات تكنولوجيا أمريكية كبيرة أخرى مثل فيسبوك وجوجل، حيث قال تيم كوك Tim Cook، الرئيس التنفيذي لشركة آبل في شهر يونيو/حزيران إن طرق التتبع المستخدمة من قبل بعض الشركات بعيدة عن السيطرة تمامًا.

وأضاف كوك في حديثه حينها إلى شبكة سي إن إن CNN الأمريكية “أعتقد أن معظم الناس ليسوا على دراية بمن يتتبعهم، وكم يجري تعقبهم وكمية البيانات التفصيلية التي توجد حولهم”، وأوضحت آبل في سياستها الجديدة أنها لا تخزن محتويات الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية، وبدلاً من ذلك أخبرت العملاء أنها تتعقب فقط حجم التفاعلات.

كما قامت منصة فيسبوك مؤخرًا بالإعلان عن أنها بدأت بتحديد علامات ثقة لمستخدميها، وقالت الشركة في الشهر الماضي إنها تمنح جميع المستخدمين قيمة عددية تعتمد على التقارير الإخبارية التي يشير إليها المستخدمون على أنها غير صحيحة، وما إذا كانت تلك القصص خاطئة في الواقع.

ويأتي التحديث في وقت يطلب فيه المشرعون الأمريكيون من شركة آبل شرح كيفية تعاملها مع البيانات الشخصية لمستخدميها، مع استمرار تيم كوك بتوضيح رأيه بأن مسألة تخزين البيانات الشخصية أمر سيء، وقال في شهر يونيو/حزيران “كان لدينا شعور قوي بالخصوصية في وقت لم يكن أحد يهتم بهذه المسالة، وقد لا نتمكن من رؤية التفاصيل المحددة، لكننا كنا نرى أن بناء الملف التفصيلي للأشخاص قد ينتج عنه ضرر كبير بمرور الوقت”.

زر الذهاب إلى الأعلى