أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالالأمن الإلكترونيبرامج وتطبيقات

جوجل فشلت في إيقاف التطبيقات من تتبع الأطفال

رفعت ولاية نيو مكسيكو الأمريكية دعوى قضائية ضد شركة جوجل وغيرها من شركات الإعلانات عبر الإنترنت والشركات التي تطور وتسوق تطبيقات ألعاب محمولة للأطفال، قائلة إن التطبيقات تنتهك قوانين الولاية والقوانين الفيدرالية من خلال جمع المعلومات الشخصية التي يمكن أن تؤثر على الخصوصية وسماحها بجمع بيانات حساسة عن الأطفال، بما في ذلك مواقعهم الجغرافية بشكل غير قانوني، حيث تمثل الدعوى ساحة معركة خصوصية جديدة لشركات التكنولوجيا التي تواجه أسئلة متزايدة حول كيفية جمع البيانات واستخدامها.

وتأتي الدعوى القضائية المرفوعة أمام المحكمة الفيدرالية في الوقت الذي تستمر فيه المخاوف بشأن جمع ومشاركة المعلومات الشخصية للمستخدمين، حيث قامت منصة التواصل الإجتماعي فيسبوك قبل بضعة أسابيع بسحب أحد تطبيقاتها تبعًا لمخاوف محتملة من إمكانية انتهاك الخصوصية، فيما كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشييتد برس حديثًا أن العديد من تطبيقات ومواقع ويب جوجل تخزن موقع المستخدم الجغرافي حتى إذا قام المستخدمون بإيقاف تشغيل سجل المواقع.

ويمنع القانون الفيدرالي لعام 1998 شركات الإنترنت من جمع بيانات حول الأطفال دون سن 13 سنة، ويجب أن تحصل الشركات على موافقة الوالدين قبل القيام بذلك، وتركز الدعوى القضائية على Tiny Lab Productions، وهي شركة متخصصة في تطبيقات الألعاب مثل Fun Kid Racing و Candy Land Racing و GummyBear و Friends Speed Racing.

وتوضح الدعوى أنه عندما يلعب الأطفال عبر تطبيقات الشركة، فإنه يتم إرسال البيانات، بما في ذلك تحديد الموقع الجغرافي والخصائص الديموغرافية والنشاط على الإنترنت وغيرها من المعلومات إلى شبكات إعلانية تابعة لجهات خارجية دون الحصول على موافقة مسبقة من الوالدين.

وقال هيكتور بالديراس Hector Balderas، النائب العام للولاية في بيان: “هذه الشركات التي تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات، والتي تقيم شراكة مع مطوري التطبيقات، تستفيد من أطفال ولاية نيو مكسيكو، ولن يتم التسامح مع المخاطر المتعلقة بخرق البيانات والوصول إليها من قبل أطراف ثالثة تسعى لاستغلال وإيذاء أطفالنا في نيو مكسيكو”.

وتزعم الدعوى أن عملاقة البحث تتغاضى عن عمليات الجمع عبر تسويق تطبيقات Tiny Lab Productions على أنها آمنة ومناسبة للأطفال من خلال متجر تطبيقات أندرويد جوجل بلاي Google Play، وتقول الدعوى: “تعلم جوجل أن تطبيقات Tiny Lab Productions تتبع الأطفال بشكل غير قانوني”.

وقال الناطق باسم جوجل آرون ستاين Aaron Stein لصحيفة نيويورك تايمز إن المطورين مسؤولون عن إعلان ما إذا كانت تطبيقاتهم مخصصة للأطفال، وأن التطبيقات في قسم العائلة في المتجر “يجب أن تلتزم بسياسات أكثر صرامة”، وتمت إزالة ألعاب السباق من Tiny Lab من متجر Google Play هذا الأسبوع، وذلك بحسب البيان المنشور على موقع الشركة على الويب.

وأوضحت شركة Tiny Lab Productions الواقع مقرها في ليتوانيا عبر بيان أنها لا تنتهك قانون 1998، المعروف باسم قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت أو COPPA، وأضافت أنه إذا أدخل شخص ما تاريخ ميلاد أظهر أنه أقل من 13 عامًا فلن يتم جمع أي بيانات.

ويشير الخبراء إلى أن المشكلة منتشرة بشكل كبير ولا تتوقف عند شركة تطوير واحدة، وكانت دراسة نشرها باحثون جامعيون في شهر أبريل/نيسان قد حللت 5855 تطبيق من تطبيقات الأطفال المجانية ووجدوا أن أغلبية هذه التطبيقات من المحتمل أنها تنتهك قانون 1998.

وقال سيرج إيجلمان Serge Egelman، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد الباحثين ضمن الدراسة، إنه فوجئ بمدى انتشار تطبيقات ألعاب الأطفال التي ترسل البيانات إلى شركات الإعلان عبر الإنترنت، وذلك نظرًا للقيود التي يفرضها القانون الفيدرالي والسياسات الخاصة بالشركات، وأضاف “كنت أتوقع أن الشركات سوف تبذل المزيد من الجهد لفرض شروط الخدمة الخاصة بها”.

وتشمل الدعوى المرفوعة من قبل ولاية نيو مكسيكو العديد من الشركات التي تعمل في مجال الإعلانات عبر الإنترنت، بما في ذلك MoPub، التي تملكها شركة تويتر، وتزعم الدعوى أنه من خلال العمل مع تطبيقات مثل ألعاب Tiny Lab Productions، فإن شركات التكنولوجيا المسؤولة عن الإعلانات تقوم بالحصول على بيانات الأطفال بشكل سري.

ونفت شركة تويتر هذا الأمر قائلة إن منصة MoPub قامت بتعليق شركة Tiny Lab Productions منذ عام الماضي لانتهاكها سياسات تتعلق بالتطبيقات الموجهة للأطفال، وأن تويتر لا تسمح باستخدام خدماتها لجمع بيانات عن الأطفال لأغراض الدعاية، ورفضت الحديث حول ما إذا كانت MoPub قد علقت تطبيقات أخرى أو كانت تحقق في تطبيقات أخرى، وتطلب الدعوى فرض أمر قضائي يمنع الانتهاكات المستقبلية للقانون الفيدرالي.

زر الذهاب إلى الأعلى