أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالتحت الضوءدراسات وتقارير

آبل تحقق رقمًا قياسيًا بعد أن كانت على حافة الإفلاس قبل 21 عامًا

سجلت شركة آبل رقمًا قياسيًا عبر وصولها إلى قيمة سوقية تبلغ تريليون دولار، وبذلك تكون أول شركة أمريكية تصل إلى هذه القيمة السوقية، بعد أن كانت على حافة الإفلاس قبل 21 عامًا، حيث كانت الشركة الرائدة حاليًا في وادي السليكون تعاني في عام 1997 من منافسة شركة من قبل شركة مايكروسوفت وشركائها الكثيرين في مجال سوق أجهزة الحاسب الشخصية، وقال ستيف جوبز Steve Jobs، المؤسس المشارك لشركة آبل حينها إن الشركة استغنت عن ثلث موظفيها.

وضمنت الشركة المصنعة لهواتف آيفون فوزها بسباق التريليون دولار بعد أن ارتفعت أسهمها إلى 207 دولار أمريكي، وذلك بعد يومين من إعلان الشركة عن أحدث نتائج أعمالها الربعية، وكان صعود شركة آبل من حافة الإفلاس إلى الشركة الأكثر قيمة في العالم، بمثابة قفزة هائلة في مجال الأعمال التجارية، حيث تميزت الشركة بالابتكار السريع، إلى جانب مجموعة من المنتجات التي حققت نجاحًا كبيرًا، وسلاسل توريد تغطي العالم.

وساعدها هذا الأمر في تخفيض تكاليف الإنتاج، مما يعني تصنيع كميات هائلة من الأجهزة المتطورة، وترافق هذا الصعود القوي بظهور العديد من الجدالات، حيث أدى استخدام آبل بشكل متزايد للمصنعين الخارجيين المتواجدين في الصين إلى ظهور انتقادات مفادها أنها تستغل العمال ذوي الأجور المتدنية في بلدان أخرى وتسرق وظائف التصنيع من الأمريكيين.

وكان ستيف جوبز أشهر شخصية في مجال التكنولوجيا عندما توفي في عام 2011، وقال آفي تيفانيان Avie Tevanian، رئيس البرامج السابق لشركة آبل، والذي انضم إلى الشركة في عام 1997: “هل يمكن لأي شخص أن يتخيل حدوث ذلك”، وأضاف: “كنا نأمل أن نجعل الشركة ناجحة للغاية وقيمة للغاية، ولكن لا أظن أننا كنا نعتقد أنها قد تصل لما وصلت إليه اليوم، ولا أظن أن ستيف فكر فيما وصلت إليه اليوم”.

وتأسست شركة آبل في عام 1976 كشركة صناعة أجهزة حواسيب رخيصة وصغيرة وبسيطة، وبحلول الثمانينيات كانت الشركة واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم، لكن في عام 1985، تمت الإطاحة بستيف جوبز، وعانت الشركة خلال السنوات التالية من عدم قدرتها على المناورة في سوق الحواسيب الشخصية الذي ساعدت على ابتكاره.

وتعثرت آبل بسبب نقص الأفكار الجديدة والمنتجات الفاشلة واضطراب القيادة التي ضلت طريقها، ومع نهاية عام 1996، وهو العام الذي خسرت فيه 867 مليون دولار، كانت القيمة الإجمالية لأسهم شركة آبل أقل من 3 مليارات دولار، وقررت الشركة العاجزة المراهنة من خلال شراء شركة Next، وهي شركة تكنولوجيا يديرها ستيف جوبز، في صفقة بلغت قيمتها 400 مليون دولار، مما يعني عودة ستيف جوبز إلى الشركة التي أسسها.

وكان اسم ستيف جوبز مرادفًا للعلامة التجارية آبل، واكتشف أن الوضع أسوأ بكثير مما كان يعتقد، الأمر الذي دفعه إلى تخفيض خطط منتجات الشركة بنسبة 70 في المئة، وأمر بإطلاق حملة إعلانات حملت عنوان “فكر بشكل مختلف” Think Different، وقام بإعادة تصميم كيفية وضع منتجات الشركة معًا، وقال في اجتماع داخلي عام 1997 مع الموظفين: “نحن نحاول العودة إلى الأساسيات”.

وأصبح التركيز على البساطة سمة مميزة لشركة آبل، ابتداءًا بالثياب التي كان يرتديها ستيف جوبز مرورًا بمظهر محلات البيع بالتجزئة التابعة للشركة ووصولًا إلى الطريقة التي تعمل بها منتجات الشركة، وطرحت شركة آبل في عام 1998 جهاز iMac G3، وهو حاسب مكتبي ملون ومستدير، والذي شكل نقلة نوعية للشركة، وجرى التأكيد على عودة الشركة من خلال مشغل الموسيقى الحمول iPod الذي غير علاقة المستهلكين بالموسيقى.

وظهر جهاز iPod لأول مرة في عام 2001، وتمكنت الشركة من بيع أكثر من 400 مليون جهاز، مما أظهر أن شركة آبل لم تكن مجرد شركة حواسيب، وترافق الجهاز مع iTunes، وهو متجر الموسيقى التابع للشركة، والذي مهد الطريق لظهور المنتج القادم والأهم، بحيث كان هاتف آيفون بمثابة الجواب النهائي لسؤال ماذا يأتي بعد أجهزة الحواسيب الشخصية.

واستطاع هاتف آيفون تغيير طريقة تفاعل المجتمع مع التكنولوجيا، وسرعان ما أصبح واحدًا من أفضل المنتجات مبيعًا على الإطلاق، حيث تمكنت الشركة من بيع أكثر من 1.4 مليار جهاز منذ طرحه في عام 2007، وساعد الجهاز على إيصال قيمة الشركة السوقية إلى تريليون دولار، بعد أن كانت قيمتها 73 مليار دولار عندما أعلن ستيف جوبز على هاتف آيفون.

زر الذهاب إلى الأعلى