أجهزة محمولةالأمن الإلكترونيبرامج وتطبيقاتتحت الضوء

العلم التايواني وعلاقته بانهيار هواتف آيفون

أفاد الباحث الأمني والموظف السابق في وكالة الأمن القومي NSA ومؤسس شركة الحماية Digita Security باتريك واردل Patrick Wardle بوجود خطأ ضمن هواتف آيفون العاملة بالنسخة 11.3 من نظام تشغيل الأجهزة المحمولة آي أو إس iOS والنسخ الأقدم، وفقًا لما كشف عنه الباحث، الذي عمل خلال الأشهر الماضية بشكل متقطع ليحل هذا اللغز، فإن هذا الخطأ من شأنه أن يؤدي إلى انهيار أجهزة بعض المستخدمين كلما استخداموا الرمز التعبيري للعلم التايواني بغض النظر عن نوعية التطبيق المستخدم.

ولم يجد باتريك أثناء بحثه دلالات على حدوث عمليات اختراق أو قرصنة لهواتف آيفون، وبدلًا من ذلك، اكتشف أن الخطأ غير مقصود، ويتعلق بميزة رقابية حاولت من خلالها شركة آبل استرضاء الحكومة الصينية، بحيث تشمل هذه الميزة جميع هواتف آيفون الموجودة في العالم، وقال باتريك: “أضافت شركة آبل بشكل أساسي بعض الرموز التعبيرية إلى نظامها لتشغيل الأجهزة المحمولة آي أو إس iOS بهدف عدم عرض الهواتف في الصين للعلم التايواني، وكان هناك خطأ في هذا الرمز التعبيري”.

ووفقًا للباحث الأمني فإن النظام التشغيلي آي أو إس يتضمن وظيفة الرقابة الصينية منذ بدايات عام 2017 على الأقل، إذ إن تغيير إعدادات الموقع ضمن هاتف آيفون وتحويله إلى الصين يؤدي إلى اختفاء الرمز التعبيري لعلم تايوان بشكل أساسي من الهاتف، بحيث يختفي هذا الرمز التعبيري من مكتبة الرموز التعبيرية، ويظهر على هيئة رمز تعبيري مفقود ضمن أي نص يظهر على الشاشة.

وتعد مسألة اختفاء العلم التايواني ضمن الصين مجرد واحدة من عدة تنازلات قدمتها شركة آبل إلى الحكومة الصينية، مثل نقل بيانات مستخدمي آبل الصينيين إلى خوادم موجودة في الصين وإزالة تطبيقات VPN من متجر تطبيقاتها الموجه إلى الصين، ويبدو أنه يتعين على العديد من شركات التكنولوجيا كتابة تعليماتها البرمجية للتكيف مع القواعد الصارمة للصين، بما في ذلك إنكارها لوضع تايوان المستقل، حيث دأبت الصين على مدى السنوات السبعين الماضية على الإدعاء أن تايوان جزء من الصين وليس لديها حكومة شرعية مستقلة.

ووجد باتريك في بعض الحالات أن هذا الخطأ، وبدلًا من أن يعتبر الرمز التعبيري للعلم التايواني مفقودًا من مكتبة الهاتف، فإنه يعتبره مدخلًا غير صالح، مما يتسبب في تعطل الهواتف بشكل كامل، بشكل يشابه ما يطلق عليه المتسللون هجمات الحرمان من الخدمة DDos، والتي من شأنها السماح لأي شخص بإيقاف الجهاز الضعيف عن العمل من خلال الأوامر، مما يعني أن أي شخص يمكن أن يتسبب بانهيار هاتف آيفون عن طريق إرسال أي رسالة نصية تصدر إشعارًا وتتضمن العلم التايواني.

وأشار الباحث الأمني إلى أنه غير متأكد بعد من عدد الأجهزة المتأثرة، لكنه يعتقد أن الأمر له علاقة بإعدادات الموقع الجغرافي واللغة ضمن الهاتف، وفي منتصف يونيو/حزيران حذر باتريك شركة آبل حول الخطأ، والتي بدورها أصدرت يوم أمس تحديثًا جديدًا لنظام التشغيل، مشيرة إلى أن قضية الحرمان من الخدمة قد تم تحديدها وحلها، مع استمرار وظيفة الرقابة على العلم التايواني.

تجدر الإشارة إلى أن هجوم الحرمان من الخدمة المتعلق بالعلم التايواني لم يكن تهديدًا أمنيًا خطيرًا على الإطلاق، وليس من الواضح ما إذا كان قد أثر على عدد كبير من أجهزة آي أو إس iOS، لكن باتريك يشير إلى أنه لا يزال بمثابة تذكير مزعج للرقابة الخفية ضمن كل منتج يعمل بنظام iOS ورضوخ آبل لمطالب الحكومات في محاولة منها للحفاظ على مصالحها، وهو ما يشكل تناقضًا صارخًا مع مواقفها العلنية التي أدت في عام 2016 إلى حدوث تصادم مع مكتب التحقيقات الفيدرالي حول التشفير، حيث اتخذت الشركة موقفاً قوياً من الحريات المدنية في معارضة مطالب الحكومة.

زر الذهاب إلى الأعلى