آبل وجوجل مطالبتان بشرح كيفية تتبعهم للمستخدمين
تواجه شركتا آبل وجوجل أسئلة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي حول خصوصية بيانات الهواتف الذكية، مما يوحي بأن أعضاء الكونغرس يوسعون تدقيقهم في كيفية تعامل شركات التكنولوجيا مع المعلومات الشخصية للمستخدمين، إذ أرسل كبار المشرعين الجمهوريين في لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب خطابات إلى الرؤساء التنفيذيين لشركتي آبل وألفابت الشركة الأم لجوجل تيم كوك Tim Cook ولاري بيج Larry Page طالبين منهم الحصول على مزيد من المعلومات حول ممارسات الخصوصية والتعامل مع بيانات العملاء وكيفية تتبع هواتفهم وأنظمتهم التشغيلية للموقع الجغرافي للعملاء وتسجيل مقتطفات من محادثاتهم.
وتأتي أسئلة المشرعين وسط تدقيق واسع النطاق من قبل الكابيتول هيل حول الكيفية التي قد تنتهك بها الممارسات اليومية الأساسية لشركات التكنولوجيا خصوصية الأمريكيين، وكانت جلسات الاستماع في الكونغرس للرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج قد كشفت أن العديد من المشرعين كانوا قلقين بسبب كمية البيانات التي تجمعها الشبكة الاجتماعية على أساس منتظم.
وطلبت الرسائل الموقعة من قبل جريج والدن Greg Walden، رئيس اللجنة ورؤساء ثلاث لجان فرعية تفاصيل حول كيفية جمع أجهزة آيفون وأندرويد بيانات الصوت والموقع، كما سألوا عن أي حدود تضعها شركة آبل وجوجل على مطوري التطبيقات التابعين لجهات خارجية فيما يتعلق بجمع البيانات من أجهزة المستخدمين، إذ قال المشرعون إن اللجنة تراجع ممارسات الأعمال التي قد تؤثر على خصوصية الأمريكيين.
وتلتمس الخطابات من لاري بيج وتيم كوك الحصول على معلومات أكثر تحديدًا حول كيفية جمع هواتفهم لمعلومات الموقع في أوقات قد لا يتوقعها العديد من الأشخاص، ويشمل هذا عندما تكون الأجهزة في “وضع الطيران” أو في حالة إزالة بطاقة الاتصال SIM، كما طلب أعضاء الكونغرس الحصول على مزيد من المعلومات حول البيانات الصوتية التي يمكن جمعها بواسطة المساعدات الرقمية الصوتية الموجودة ضمن الهواتف الذكية، حتى عندما لا يتم تنشيطهم من خلال عبارات “Hey Siri” و “Ok Google”.
وتستشهد الخطابات بالعديد من التقارير الإعلامية الصادرة خلال العامين الماضيين، والتي توضح ممارسات جوجل في جمع البيانات، في حين أن الخطاب الموجه إلى تيم كوك، والذي انتقد بشكل صريح موقف فيسبوك تجاه الخصوصية على مدى الأشهر الماضية، يسأل عما إذا كان لدى آبل ممارسات مماثلة.
كما سأل المشرعون عن دور الشركات في ضبط كيفية قيام صانعي التطبيقات بجمع وتبادل المعلومات المأخوذة من الهواتف الذكية، حيث بدأت شركة آبل الشهر الماضي في منع صانعي التطبيقات من بيع معلومات دفتر العناوين إلى شركات أخرى دون إذن، وتمتلك الشركات مدة زمنية تمتد حتى تاريخ 28 يوليو/تموز الحالي للرد على المشرعين.
وكانت شركة آبل قد قالت سابقًا إنها تستخدم أدوات مثل نظام تحديد المواقع والبلوتوث لتحديد الموقع الجغرافي لمالك الجهاز في حالة تمكين أحد المستخدمين لهذه الوظيفة، وقالت إنها تستخدم هذه البيانات لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك تزويد الأشخاص الذين يستخدمون هذه الميزات بإعلانات ملائمة جغرافيًا عبر تطبيق Apple News ومتجر App Store، بما يتناسب مع سياسة الخصوصية الخاصة بها.
وذكرت الشركة المصنعة لهواتف آيفون أنه لا يتم إرسال البيانات الدقيقة للموقع الجغرافي إلى الشركة، وذلك على الرغم من أنها تستخدم تقنيات أخرى لتخمين مكان وجود مستخدم هاتف آيفون لتقديم أخبار ذات الصلة وتوصيات أخرى، ويمكن لمالكي أجهزة آيفون تفعيل أو تعطيل سيري Siri حسب اختيارهم، لكن المساعدين الشخصيين غالباً ما يكونون يستمعون باستمرار.
وأكدت جوجل في العام الماضي أن أجهزتها العاملة بواسطة نظام التشغيل أندرويد كانت في السابق تنقل معلومات الموقع إلى الشركة حتى في الحالات التي قام فيها المستخدمون بإيقاف تشغيل هذه الوظيفة، حيث أشارت الرسالة إلى إعلان الشركة في شهر يونيو/تموز 2017 عن تغييرات في جيميل Gmail من شأنها إيقاف فحص محتويات البريد الإلكتروني للمستخدم من أجل تخصيص الإعلانات، معتبرة أنها تجري التغيير لصالح الخصوصية والأمان.
وتحدثت اللجنة عن تقرير صادر الأسبوع الماضي يشير إلى أن جوجل لا تزال تسمح لأطراف ثالثة بالوصول إلى محتويات رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمستخدمين، بما في ذلك نص الرسالة وتوقيعات البريد الإلكتروني وبيانات الاستلام، وذلك في سبيل تخصيص المحتوى، وأكدت جوجل من جانبها التزامها باختبار تطبيقات وخدمات الطرف الثالث التي يمكنها الوصول إلى بيانات مستخدمي جيميل الحساسة.