أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالمنوعات تقنية

جوجل تعلن عن قواعد عمل جديدة للحد من مضايقات الموظفين

عدلت شركة جوجل مدونة قواعد السلوك الداخلية لديها بقواعد أكثر وضوحًا ضد مضايقة زملاء العمل بعد سلسلة من الدعاوى القضائية في أماكن العمل والهجمات الخلافية بين الموظفين، وللمرة الأولى تم وضع إرشادات حول ما يمكن للأشخاص نشره في المنتديات الداخلية للشركة عبر الإنترنت.

تتخذ شركة جوجل بذلك موقفاً أكثر تشدداً إزاء المضايقات في أماكن العمل بعد حملة من الترهيب والتخويف استمرت لمدة عام تقريباً، والتي بدأت بعد فصل المهندس جيمس دامور الذي أكد في مذكرة داخلية أن عدم المساواة بين الجنسين في قطاع التكنولوجيا له مبررات بيولوجية.

تهدف القواعد الجديدة التي تم إرسالها للموظفين إلى الحد من الهجمات عبر الإنترنت والنزاعات الداخلية، خاصةً حول قضية التنوع في الشركة المشحونة للغاية. ووفقًا للوثائق فإن جوجل ستقوم بتأديب الموظفين الذين يتعمدون استفزاز زملائهم  أو الذين سيقومون بتسريب معلومات خاصة عبر الإنترنت مثل عناوين زملائهم في العمل مما يؤدي إلى تعرضهم لمضايقات بسبب آرائهم.

مع وجود قواعد أكثر صراحة تحكم المضايقات يمكن لموظفي جوجل التفاعل مع بعضهم البعض بشكل سليم في منتديات المناقشة الداخلية عبر الإنترنت، حيث قالت جوجل إنها تحاول الحفاظ على نقاش مفتوح داخل الشركة في الوقت الذي تعمل فيه على خلق بيئة عمل أكثر أمانًا لموظفيها الذين يزيد عددهم على 80 ألف موظف.

يؤكد موظفو جوجل الذين يتطوعون كمدافعين عن التنوع أن هذه المنتديات أصبحت مكانًا للمضايقات على نحو متزايد، ففي شهر يناير / كانون الثاني الماضي أكدوا بأنه تم استهدافهم من قِبل زملائهم في العمل الذين سربوا معلومات شخصية وتعليقات من منتديات الشركة الداخلية إلى مواقع الإنترنت اليمينية المتطرفة مما أدى إلى تعرضهم لتهديدات عنيفة وإيذاءات.

ازداد الوضع توترًا في الأشهر الأخيرة وخاصة في شهر يناير الماضي حينما أقام المهندس المفصول من الشركة جيمس دامور دعوى قضائية ضد جوجل أمام محكمة سانتا كلارا العليا في كاليفورنيا، وزعم في هذه الدعوى وجود تمييز وانتقام في مكان العمل، وتقول الدعوى إن الشركة فشلت في حماية موظفيها خاصة الرجال البيض من مضايقات في مكان العمل بسبب دعمهم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو آرائهم السياسية المحافظة.

وقالت جوجل أن لقطات الشاشة الخاصة بمناقشات الموظفين التي تم تضمينها في دعوى دامور أدت إلى تورطه، بسبب نشره مذكرة داخلية تقول إن الفروق بين الجنسين يمكن أن تفسر نقص النساء في الأدوار الفنية والقيادية في صناعة التكنولوجيا.

قال طارق يوسف مهندس البرمجيات والمدافع عن التنوع: “بعد قرابة عام من إقالة دامور تعتبر قواعد العمل الجديدة التي قدمتها جوجل طفرة جديدة في هذا الشأن وتعد أفضل من أي شيء نشرته جوجل قبل ذلك” وهو واحد ضمن مجموعة صغيرة من موظفي جوجل الذين قضوا شهورا في الضغط على إدارة جوجل لحماية الموظفين من المضايقات.

كان الكثير من ردود الفعل على القواعد الجديدة داخل الشركة إيجابية، لكن يوسف وبعض من موظفي جوجل الآخرين يقولون إن القواعد قد لا تكفي لإيقاف موجات الإيذاء التي تعرض لها هو وآخرون.

في حين قالت إيرين كناب مهندسة برمجيات بالشركة: “أنا شخصياً أشعر بقليل من الأمان لكنني أشك في أن معظم الأشخاص الذين تم استهدافهم سيكونون قادرين على الاسترخاء، وذلك حتى تقوم جوجل ببناء سجل واضح في التعامل مع الحالات الصعبة بشكل جيد”.

أعلن ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لجوجل عن قواعد العمل الجديدة في الأسبوع الماضي وذلك بإرسالها في بريد إلكتروني لجميع الموظفين.

وقالت الشركة إن الافتقار إلى الكياسة في المناقشات الداخلية على جانبي النقاش حول التنوع دفع جوجل إلى تحديث سياساتها. ففي إحدى الأسئلة الشائعة تنصح جوجل الموظفين بما يلي: “الجانب المهم الذي يجب أخذه في الاعتبار هو طريقة شرح وجهات نظرك – يجب عليك مناقشة المشكلة وليس مهاجمة الشخص حيث أن لهجتك و كلماتك مهمة خاصة في مكان العمل، ونريد أن نستمر في رؤية ثقافة الخطاب البناء في تفاعلنا مع بعضنا البعض”.

تسببت مذكرة دامور وفصله لاحقًا في حدوث انقسامات عميقة داخل جوجل، وطلبت الشركة من المحكمة منع دامور من تضمين أسماء أو معلومات تعريف موظفي جوجل في الملفات المستقبلية. ومن المقرر عقد جلسة في 13 يوليو القادم.

عندما تم فصل دامور علق ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لجوجل على الأمر قائلًا: “إن أجزاء من مذكرته تضمنت خرقا لمدونة السلوك الخاصة بنا وتجاوزًا واضحًا من خلال طرح آراء نمطية سيئة بشأن الجنسين في أماكن العمل”.

جوجل لديها قواعد جديدة لتنظيم كيفية تعامل الموظفين مع بعضهم البعض بشكل كبير نتيجة لحملة غير مسبوقة من قبل مجموعة صغيرة من موظفيها. حيث قاموا بتجميع زملائهم في العمل وجمع توقيعات من 2600 موظف. ثم التقوا بالإدارة عدة مرات خلال عدة أشهر للدفع نحو وضع معايير جديدة للاعتدال المجتمعي، ووضع حد لتسريب معلومات الموظفين، والتوصل إلى توضيح حول كيفية التعامل مع الشكاوى من السلوك السيئ، وتحسين الطريقة التي تتعامل بها الموارد البشرية مع تلك الشكاوى.

في شهر مارس الماضي تم عقد اجتماع مع العديد من المديرين التنفيذيين -بما في ذلك روث بورات المدير المالي لشركة ألفابت الشركة الأم لجوجل، ورئيس التنوع في جوجل دانييل براون- قام فيه الموظفون بنقل مخاوفهم من التهديدات الموجهة ضدهم والتي تُعرض حياتهم للخطر وقاموا بالكشف عن رسائل البريد الإلكتروني المخادعة وتسريب عناوينهم المنزلية واستهدافهم بالعنف في مقاطع فيديو على موقع يوتيوب. كما قام نفس الموظفين بالاعلان عن مخاوفهم بشكل علني في اجتماع مساهمي الشركة الأم ألفابت هذا الشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى