أخبار الإنترنتدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

أمازون تتجه إلى إنشاء شبكة من أساطيل التسليم المستقلة

تمتلك شركة أمازون أكثر من 100 مستودع، ولديها أسطول من الشاحنات، وحتى طائراتها الخاصة، وتبعًا لرغبة الشركة في حكم العالم التجاري، فقد أعلنت تطلعها إلى إنشاء شبكة من أساطيل التوصيل المستقلة، وترغب من رواد الأعمال البدء في مشاريعهم الخاصة دعمًا لهذه الغاية، ويمثل هذا الإعلان تحركًا كبيرًا في مجال اللوجستيات، بحيث يساعد عملاقة التجارة الإلكترونية في مقارعة اللاعبين الراسخين في هذا المجال مثل Fedex و UPS.

وأوضحت الشركة أن برنامجها الجديد يهدف إلى مساعدة الناس على بدء أعمالهم الخاصة المرتبطة بتسليم طرود أمازون، وأنها تتجه إلى تقديم حوافز لإغراء رواد الأعمال لإنشاء أعمالهم الخاصة بتوصيل الطرود الصغيرة كجزء من أحدث الجهود التي تبذلها الشركة لحل التحدي المتمثل في تسليم السلع إلى العملاء.

وكشفت شركة أمازون في حدث صحفي ضمن مدينة سياتل النقاب عن واحدة من شاحنات التوصيل التابعة لبرنامج Prime ذات اللون الرمادي الداكن التي ترغب في توفيرها لشركات التسليم وفقًا لشروط، كما قالت إنها ستوفر الزي الرسمي الخاص بها لتلك الشركات، مع مساعدتها في تغذية خطط وبرامج التأمين لمشغلي الأساطيل، بالإضافة إلى توفيرها دروسًا حول الضرائب وكشوف الرواتب وغيرها من تحديات الأعمال الصغيرة.

وتقول أمازون إن رواد الأعمال المؤهلين قد يبدؤون أعمال تجارية لخدمات التسليم التي تتعامل مع حزم أمازون من خلال استثمار 10 آلاف دولار بالحد الأدنى، وقال ديف كلارك Dave Clark، نائب رئيس شركة أمازون للعمليات في جميع أنحاء العالم: “يمكن للأسطول المكون من 40 سيارة أن يكسب ما يصل إلى 300 ألف دولار سنوياً من الأرباح”، وأضاف أنه يتوقع أن يقوم المشغلون الذين يشغلون ما بين 20 و 40 شاحنة بتوظف 100 سائق.

وزعمت الشركة، التي تتخذ من سياتل مقرا لها، أنها مسؤولة عن ما يقرب من 44 في المئة من المبيعات التي تمت عبر الإنترنت في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، ومع اكتسابها لسلسلة متاجر Whole Foods، فإنها دخلت مجالات جديدة، وقامت بإنشاء نظام متكامل من المنتجات والمنصات لربط المستخدمين وجعلهم يعودون إليها، ويبدو أن هذا الطلب المتزايد هو بالضبط السبب الذي يجعل الشركة ترغب الآن في بناء شبكة لوجستية خاصة بها لتسليم المنتجات.

ووفقًا للشركة فإن أولئك الأشخاص المتواجدين في الولايات المتحدة لن يكونوا موظفين أو حتى متعاقدين مستقلين لديها، إلا أنهم سيحصلون على حق الوصول إلى السيارات التي تحمل علامة أمازون، والزي الرسمي، ويعد هذا البرنامج حلاً محتملاً لمشكلة أمازون المتزايدة والمتعلقة بتعاملها مع العدد المتزايد من الطرود للعملاء في جميع أنحاء البلاد وكيفية توصيل الطرود بسرعة من مراكز فرز الطرود المختلفة إلى منازل الأشخاص.

وتعرضت علاقات الشركة التجارية مع دائرة البريد الأمريكية للمزيد من التدقيق في الأشهر الأخيرة، وأوضح الرئيس دونالد ترامب عبر تويتر أن اتفاق أمازون مع خدمة البريد المتعلق بتحديد أمازون مبلغ معين تدفعه للوكالة يكلف دافعي الضرائب مليارات الدولارات، وكان ترامب قد أصدر فجأة في منتصف شهر أبريل/نيسان أمراً تنفيذياً يطلب تقييم الشؤون المالية للخدمة البريدية.

وبالرغم من أن الطلب لم يذكر أمازون تحديدًا، ولكن كان من الواضح أن الرئيس يود إثبات إدعاءاته بأن الاتفاق المالي بين خدمة البريد وأمازون خاسر ماليًا، ورفض المدراء التنفيذيون في أمازون وجود أي صلة بين برنامج التسليم الجديد وكلام الرئيس دونالد ترامب حول اتفاق الشركة مع مكتب البريد.

وأوضح ديف كلارك أن مهمته تنحصر في التفكير باحتياجات أمازون خلال الأعوام القادمة، وأن برنامج التسليم الجديد مصمم لتلبية متطلبات النمو والقدرة في المستقبل، وأضاف أن أمازون سوف تواصل استخدام جميع شركائها، بما في ذلك خدمة البريد، لتوفير الطرود لعملائها.

وكانت عملاقة التجارة الإلكترونية قد أجرت اختبار لعدد من البرامج التي يمكن أن تحل محل اعتمادها على شركائها في التسليم أو تقلل من اعتمادها عليهم، إذ تخطط الشركة هذا العام لاختبار خدمة جديدة حيث يقوم عمال التوصيل التابعين للشركة بنقل المنتجات من الشركات التي تبيع البضائع عبر أمازون وتسليم تلك البضائع إلى مستودعاتها، مع الإشارة إلى قيام شركات مثل UPS و FedEx وغيرها من الشركات بأداء هذه المهمة في الوقت الحالي.

ويعتبر البرنامج الجديد منفصلًا عن برنامج Amazon Flex، الذي بدأته الشركة قبل قرابة ثلاث سنوات ويحصل من خلاله الأفراد على مبالغ تتراوح ما بين 18 إلى 25 دولار في الساعة لتوصيل الطرود من خلال سياراتهم الخاصة، حيث تعد المرحلة الأخيرة من عملية تسليم الطرود بمثابة أكبر التحديات التي تواجهها صناعة البيع بالتجزئة، ويتوقع العملاء الحصول على أي شيء يقومون بطلبه عبر الإنترنت عبر عملية تسليم مريحة وسريعة، وقال كلارك إن برنامج Amazon Flex سيستمر، لكنه لا يحل سوى جزء من المشكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى