برمجية Red Shell ومخاوف التجسس على اللاعبين
يعتبر مجتمع محبي ألعاب الحاسب فضوليين إلى حد كبير، بحيث إذا قام مطور ألعاب بإدراج ملف في اللعبة، حتى بدون الإعلان عنه، فإن أحد اللاعبين الذين يمارسون هواية التنقيب ضمن مجلد اللعبة سيجده في نهاية المطاف، وهذا ما كان عليه الحال مع Red Shell، وهي خدمة تتبع وجمع بيانات تم العثور عليها ضمن ألعاب الكمبيوتر الشخصي، مما دفع العديد من مطوري الألعاب إلى إزالة برمجية التتبع هذه بعد اكتشاف أنها تقوم بتسجيل معلومات اللاعبين.
وواجه الناشرون رد فعل عنيف من عملائهم بعد اكتشاف أداة التتبع التي تجمع معلومات إلى حد كبير عن وحدات تحكم اللاعب والعادات ضمن عدد من الألعاب،وقد أدت الشكاوى إلى قيام العديد من استوديوهات الألعاب بإزالة البرامج المخالفة أو على الأقل توفير الوعود بإزالتها، وظهرت الشكاوى حول وجود برمجية Red Shell ضمن ألعاب مثل Conan Exiles و The Elder Scrolls Online و Dead by Daylight و Civilization VI والعديد من ألعاب Total War و Holy Potatoes.
وظهرت مطالبات لمعرفة السبب وراء محاولة المطورين تجميع البيانات، مع توجيه اتهامات تشمل تثبيت برامج تجسس على الأجهزة، وبينما يقوم الناشرون والمطورون بإزالة برمجية Red Shell استجابة للضغط، فقد زعموا أن البرنامج كان مفيد، ويأملون استخدامه في المستقبل عندما يتم التوصل إلى منهج أكثر شفافية، ودافعت الشركة المطورة عن برمجية Red Shell قائلة إنها تساعد المعلنين على استهداف اللاعبين عبر إعلاناتهم بشكل صحيح.
ما الذي تجمعه برمجية Red Shell
تعتبر برمجية Red Shell نوع من خدمة الإحالة، والتي تسمح لفرق التسويق بمعرفة الإعلانات التي تؤدي إلى بيع منتجاتها، والإعلانات التي لا تؤدي إلى ذلك، وهناك العديد من الخدمات المشابهة للتطبيقات على أجهزة المحمول، حيث يتيح متجر آب ستور App Store وجوجل بلاي Google Play للمطورين رؤية الروابط التي تجلب الزيارات إلى صفحة المتجر، بالإضافة إلى الإعلانات والمشاركات الفردية، بينما تهمين خدمة Google Analytics على أجهزة سطح المكتب.
ونظرًا إلى أن غالبية ألعاب الحاسب يتم بيعها عبر خدمة Steam، والتي تتعقب موقع الويب الذي يحتوي على الرابط، ثم يتم تشغيلها واستخدامها بعيدًا عن متصفح الويب، فإن المطورين لديهم معلومات أقل عما إذا كانت حملاتهم الإعلانية تعمل أم لا، لذلك، تتبع برمجية Red Shell مجموعة مختلفة من نقاط البيانات عندما يتفاعل المستخدمون مع الإعلانات.
وتتعلق عادًة هذه البيانات بجهاز المستخدم، مثل نظام التشغيل، والخطوط المثبتة، والمتصفحات والإصدارت المستخدمة، والمنطقة الزمنية، واللغة، ومعرف المستخدم في اللعبة، ودقة الشاشة، وتطلق شركة Red Shell على هذه البيانات اسم “بصمة الإصبع”، والتي يمكن الحصول عليها أيضًا من خلال منصات الألعاب وأجهزة الحاسب الشخصية.
ويجري التحقق من هذه العوامل المتغيرة عند قيام شخص ما بشراء إحدى الألعاب والبدأ بلعبها، ويستطيع المطور عند تطابق البصمتين معرفة ما إذا كانت هناك أشكال معينة من الإعلانات أو مواقع معينة تقدم له قيمة مقابل المال، ويتم إرسال البيانات إلى Red Shell عبر بروتوكول SSL مشفر، ويتم الاحتفاظ بها عادةً على الخوادم لمدة 13 أو 25 شهرًا، وفقًا لسياسات العميل المحددة.
ويعتقد آدم ليب Adam Lieb، الرئيس التنفيذي لشركة إنيرفيت Innervate، الشركة الناشئة في سياتل التي تدير Red Shell، أن البيانات التي تجمعها الخدمة هي ضمن قواعد اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية GDPR، والتي دخلت حيز التنفيذ في نهاية شهر مايو/أيار.
ويقول أدم: “قد يكون لدى الناس آرائهم الخاصة حول الخدمة، لكن بياناتنا ليست معلومات تعريف شخصية، ونحن لا نرغب في الحصول على معلومات تحديد الهوية الشخصية، ولا يهمنا من هم هؤلاء الناس، ولا عملائنا، وما يهم هو معرفة ما إذا كان هذا هو نفس الحاسب أو الشخص، وليس من هو ذلك الشخص، وكلما زادت نقاط البيانات التي نتخلص منها، كلما كانت أقل دقة، وبالتالي فهي أقل فائدة”.
وأعرب عن استيائه من ردود الفعل عبر الإنترنت، والتي يقول إنها رسمت صورة زائفة لبرمجية Red Shell كبرنامج تجسس يحاول بيع البيانات لأغراض خبيثة، وقال إن مخاوف الناس “لا أساس لها من الصحة”، لا سيما وأن بعض المستخدمين قد قاموا بفحص التعليمات البرمجية لـ Red Shell وأظهروا أنه لا يوجد شيء خبيث في داخلها.
ردود فعل استوديوهات الألعاب
وبالرغم من دفاع ليب، ما زال الناشرون يتعهدون بإزالة Red Shell من منتجاتهم، حيث أن استديوهات الألعاب تعتد أن المطورين الذين قاموا بتطوير الألعاب كانوا على خطأ في استخدام Red Shell، ويقول فايزان عابد Faizan Abid، وهو منتج ومطور في شركة Daylight Studios التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، والتي وعدت بإزالة Red Shell من إحدى ألعابها، إن تثبيت البرمجية في البداية تم للمساعدة في التسويق.
وكانت شركة Daylight Studios قد قامت بتاريخ 8 يونيو/حزيران بتحديث لعبة المغامرة Holy Potatoes! We’re in Space?!، موضحة في مشاركة منشورة ضمن مجتمع Steam أنها كانت تضيف Red Shell إلى اللعبة، إلا أن رد فعل اللاعبين على المشاركة دفع الشركة إلى إصدار تصحيح برمجي آخر بعد أقل من يوم لنزع Red Shell مرة أخرى، وأعربت الشركة عن سعادتها لقيامها بتنفيذ ما يطلبه اللاعبون.
وأوضح فايزان عابد أن الشركة تتفهم وتحترم تمامًا مشاعر اللاعبين وأنها تريد أن يشعر اللاعبون بالراحة، ولكن هذا يعني انه لا يمكنها استخدام خدمة Red Shell بعد الأن، مما يجعلها فاقدة للرؤية عندما يتعلق الأمر بالتسويق، ولذلك لا يمكن للشركة استخدام التسويق المدفوع، لأن ذلك لن يكون فعالًا بدون الحصول على تلك البيانات.
واعتذر المسؤول ضمن المنتدى الرسمي للعبة Elder Scrolls Online عن الارتباك الحاصل حول دمج Red Shell في لعبة ESO، مؤكداً أن البرنامج قد تمت إضافته ولكن لم يتم تفعيله، وأوضح أن الفريق سيقوم بالتحقيق في التكنولوجيا مرة أخرى في المستقبل للمساعدة في تنمية اللعبة، وأنه لم يكن ينبغي فعل ذلك دون توضيح ذلك لجميع اللاعبين، وأن الشركة سوف تتعلم من هذا الخطأ، وتم إزالة البرنامج من لعبة ESO بتاريخ 4 يونيو/حزيران.
وقامت شركة Funcom المطورة للعبة Conan Exiles بإزالة الخدمة في 15 مايو/أيار، وكتب مدير المنتدى AndyB في رد على أحد المستخدمين المعنيين بتاريخ 8 مايو/أيار: “سنقوم بتعطيل Red Shell وإزالته بالكامل في الوقت الحالي، ولكن يرجى إدراك أننا قد نواصل استخدام خدمات التحليل من أجل Conan Exiles في المستقبل”.
وتحدث عابد عن خدمة Google Analytics، وكيف يبدو أن الناس قبلوا مسألة معالجة كميات كبيرة من البيانات، مما يشير إلى أن الاختلاف الوحيد هو التعرف على العلامة التجارية، وقال: “تتعقب جوجل الكثير من الأشياء أكثر من Red Shell، ولكن الناس لا يشتكون منها مطلقًا، والشيء الوحيد هو أن برمجية Red Shell ليست ذات شهرة توازي شهرة جوجل”.
وأشار فايزان عابد إلى وجود عدد من الألعاب الأخرى التي تستخدم Red Shell، لكن الناس اشتكوا فقط لأن Daylight أخبرتهم بما كانت تقوم به، وقال “أشعر أننا فعلنا الشيء الصحيح، لكن هناك ألعاب أخرى تتضمن Red Shell مثل Civilization VI، ولم يحدث أي رد فعل، بينما نحن كنا صادقين بشأن البرمجية، وحصلنا على رد فعل عنيف”.