أخبار الإنترنتالأمن الإلكترونيمنوعات تقنية

الصين تستولي على بيانات حساسة للغاية من البحرية الأمريكية

قال مسؤولون أميركيون يوم أمس الجمعة إن قراصنة يعملون لحساب الحكومة الصينية عرقلوا أجهزة الحواسيب الخاصة بمقاول تابع للبحرية الأمريكية U.S. Navy وسرقوا كمية كبيرة من البيانات المخزنة المصنفة بأنها حساسة للغاية تبعًا لتعلقها بالحرب تحت سطح البحر، بما في ذلك تفاصيل حول مخططات تتعلق باستخدام صاروخ مضاد للسفن أسرع من الصوت ضمن الغواصات الأمريكية، حيث ما تزال عملية التحقيق مستمرة بقيادة القوى البحرية ومساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI

وحدثت عملية الاختراق، التي نشرت تفاصيلها صحيفة واشنطن بوست، في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، حيث أسفرت هذه العملية عن سرقة أكثر من 614 جيجابايت من البيانات، ولم يتم الكشف عن المقاول الذي تم اختراقه، لكن المعلومات تشير إلى أنه عمل مع المركز البحري للحرب تحت البحار، وهي عبارة عن مجموعة بحث تعمل على تطوير الغواصات والأسلحة تحت الماء.

وقال دانيال داي Daniel Day، المتحدث باسم البحرية الأمريكية في بيان: “لن نعلق على حوادث أو نقاط ضعف محددة تبعًا لأسباب تتعلق بعمليات التشغيل”، وأضاف “وفقًا للوائح الفيدرالية، هناك إجراءات مطبقة تتطلب من الشركات إبلاغ الحكومة عند وقوع حادث إلكتروني له آثار سلبية فعلية أو محتملة على شبكاتها التي تحتوي على معلومات سرية غير مصرح بها، وسيكون من غير اللائق مناقشة المزيد من التفاصيل في هذا الوقت”.

وأشار متحدث باسم السفارة الصينية إلى أن السفارة لا تعرف شيئًا عن عملية القرصنة التي تم الابلاغ عنها، مضيفًا أن الحكومة الصينية تدعم بقوة الأمن السيبراني وتعارض بشدة وتكافح كل أشكال الهجمات السيبرانية المخالفة للقانون، وقال المسؤولون الأمريكيون إن المتسللين استهدفوا متعهدًا يعمل في المركز البحري للحرب تحت البحار، وهو كيان عسكري مقره نيوبورت Newport في رود آيلاند Rhode Island، دون تحديد هوية المتعهد.

وتضمنت البيانات معلومات حول مشروع يعرف باسم “تنين البحر” Sea Dragon، وهو جزء من مبادرة وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون لتكييف التقنيات العسكرية الأمريكية الحالية للتطبيقات الجديدة، حيث جرى وصف المشروع، الذي كلف أكثر من 300 مليون دولار منذ عام 2015، على أنه سلاح قدرة هجومية تخريبية يعمل على دمج نظام سلاح قائم مع منصة بحرية قائمة، ومن المقرر أن يبدأ اختباره تحت الماء في شهر سبتمبر/ايلول القادم.

كما تضمنت المعلومات المسروقة مخططات تطوير صاروخ مضاد للسفن أسرع من الصوت، وليس من الواضح ما إذا كانت تلك الخطط هي نفسها أو تتعلق بمشروع تنين البحر، وكان من المفترض أن يتم استعراض الصاروخ لاستخدامه ضمن الغواصات الأمريكية بحلول عام 2020، بالإضافة إلى بيانات إشارة واستشعار، ومعلومات غرفة اللاسلكي ضمن الغواصات المتعلقة بأنظمة التشفير، ومكتبة الحرب الإلكترونية التابعة لوحدة تطوير الغواصات البحرية.

وتسلط عملية الاختراق هذه الضوء على اللإخفاقات المستمرة التي تواجهها الحكومة الفيدرالية، ليس فقط فيما يتعلق بالدفاع عن نفسها ضد الاختراقات، بل وأيضاً في جعل المتعاقدين قادرين على حفظ البيانات الحساسة، إذ تعرضت شركة Booz Allen Hamilton المتعاقدة مع وزارة الدفاع في العام الماضي إلى مشاكل تتعلق بتركها ملفات حساسة تابعة للبنتاغون على خادم أمازون بدون حماية بكلمة مرور، في حين ترك مقاول آخر مليارات من مشاركات منصات التواصل الإجتماعي المجموعة من قبل البنتاغون على خادم غير محمي.

ويرجح أن يرتبط هذا الاختراق باختراق مكتب إدارة شؤون الموظفين ومعهد Woods Hole، وهو مؤسسة أبحاث متخصصة في علوم المحيطات تتعاون أحيانًا مع البحرية الأمريكية، حيث تشير المعلومات إلى ان ذلك الاختراق مرتبط أيضًا بالحكومة الصينية، ونتج عنه تسريب معلومات شخصية لما يصل إلى 25 مليونًا من العمال والمتعاقدين الفيدراليين.

تجدر الإشارة إلى قيام القراصنة المرتبطين بالحكومة الصينية سابقًا باختراق وسرقة البيانات المتعلقة بالمئات من الأنظمة الميكانيكية وبرامج الحاسب، لكن هذه العملية تعد الأكبر والأكثر حساسية من بين العمليات التي تم تنفيذها في إطار الحرب السيبرانية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.

زر الذهاب إلى الأعلى