أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالمنوعات تقنية

فيسبوك يطور وجهة نظر أكثر وضوحًا وأكثر تشاؤمًا منذ فضيحة البيانات

تواصل شركة فيسبوك العمل على تحسين نظرة المستخدمين نحو الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم بعد تعرضها خلال الفترة الماضية للعديد من المشاكل ابتداءًا بالأخبار المزيفة ووصولًا إلى فضيحة البيانات المتعلقة بشركة كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica، حيث شرح اثنان من كبار المسؤولين التنفيذيين خططهم لإصلاح المنصة والتهديدات التي تحيط بها وكيفية تعاملها مع التهديدات القديمة والأنواع الحالية والقادمة من التهديدات.

ووفقًا لتصريحات مايك شروبفر Mike Schroepfer، رئيس قسم التكنولوجيا فإن منصة فيسبوك قد طورت وجهة نظر أكثر وضوحًا وأكثر تشاؤمًا فيما يتعلق بجميع الامور السيئة التي يمكن أن تحدث على الشبكة الإجتماعية منذ فضيحة تسريب البيانات التي لعبت فيها شركة كامبريدج أناليتيكا دورًا رئيسيًا، وقال كبير المسؤولين التقنيين إن هذه الفضيحة ساهمت في حدوث تحول ثقافي في منصة التواصل الإجتماعي.

وكانت شبكة فيسبوك قد ركزت في الماضي على توصيل منتجها إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ومن ثم عملت على إصلاح أي مشكلة تظهر، لكنها الآن تعيد التفكير في نهجها وسط ردة فعل عالمية، حيث يتهم النقاد خوارزميتها الخاصة بخلاصة تغذية الأخبار بأنها تنشر معلومات مضللة ومحتوى إرهابي بين ملياري مستخدم، وأن السياسات المتراخية حول مشاركة البيانات مع أطراف ثالثة أدت إلى تسريب معلومات حول ما يصل إلى 87 مليون شخص إلى شركة كامبريدج أناليتيكا الاستشارية، والتي ساعدت في انتخاب المرشحين الجمهوريين بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب.

وقال شروبفر “إنه أكبر تحول رأيته في الشركة خلال السنوات العشر التي كنت فيها هناك، إن هذا التحول الثقافي الكبير ينبع من أن الناس بحاجة إلى التفكير في هذه الأمور قبل أن يبنونها، وليس بعد ذلك”، وأوضح أن شركة فيسبوك قامت في أعقاب أخبار تسرب كامبريدج أناليتيكا بمراجعة سياسات البيانات على جميع منتجاتها لسد الثغرات المحتملة الأخرى، بحيث تم إيقاف 200 تطبيق تتضمن مشاكل محتملة، والتي كانت تستخدم بيانات فيسبوك، وذلك في سبيل بناء الثقة مع مستخدميها.

وقد ظهر مايك شروبفر لساعات من أجل الشهادات أمام المشرعين في المملكة المتحدة، وذلك بعد أن قام المدير التنفيذي مارك زوكربيرج بالشيء ذاته في الولايات المتحدة، وقال “كلنا نقرأ الأخبار كل يوم ونرى الأشخاص الغاضبين من فيسبوك”، حتى أن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل قام بالتطرق إلى موضوع فضيحة البيانات قائلاً إنه لن يكون في نفس وضع زوكربيرج، وذلك لأن آبل ليس لديها نموذج أعمال يعتمد على بيانات المستخدم.

وبحسب تصريحات مايك فإن الكشف عن التلاعب الذي حصل على منصة فيسبوك خلال انتخابات عام 2016 قد أزعج الجميع، بما في ذلك المسؤولين ضمن الشركة، وتسبب ذلك الأمر في أن تبدأ المنصة بالتفكير في كيف يمكن للجهات الفاعلة إساءة استخدام الشبكة الإجتماعية.

في حين اعترفت شيريل ساندبرج Sheryl Sandberg، رئيسة العمليات في فيسبوك أن شركتها تحركت ببطء شديد لمواجهة عدد لا يحصى من القضايا التي تعصف بفيسبوك، ولكنها تلقت الرسالة وتعمل بسرعة على معالجتها، حيث قالت “نعلم بالتأكيد أننا متأخرون، وقلنا سابقًا أننا آسفون، ولكن الأسف ليس هو الهدف، بل الهدف هو العمل الذي نقوم به حاليًا على جميع الجبهات، حيث أننا نفكر في المسؤولية بطرق مختلفة جدًا”.

وتطرقت إلى تفاصيل واسعة حول كيفية عمل الشركة لاستعادة سلامة المنصة، حيث كان المفتاح هو تقليل الحسابات المزيفة، والتي كانت مصدر العديد من المشاكل المختلفة على المنصة، وكشف ساندبرج أن 1.3 مليار حساب مزيف قد تم إيقافها في الأشهر الستة الماضية في جميع أنحاء العالم، إلى جانب الحديث بشكل متكرر عن أهمية الحفاظ على الشفافية خلال العملية التي تقوم بها الشركة لتحسين الشبكة الإجتماعية.

زر الذهاب إلى الأعلى