قادة وخبراء وصانعي القرار في قطاع الطاقة يتبنون التكنولوجيا الرقمية
من المنتظر أن تصبح الثورة الرقمية التوجه الأبرز الذي سوف يؤثر في عملية صناعة القرار لدى الرؤساء التنفيذيين وغيرهم من قادة قطاع النفط والغاز العالمي، ووفقاً لأحدث الأبحاث التي أجرتها شركة الاستشارات العالمية ماكنزي فإن مجموعة من التقنيات الناشئة المترابطة تنطوي على قدرات كفيلة بتحقيق قيمة محتملة تبلغ 50 مليار دولار من التوفير والأرباح.
وتشمل التكنولوجيا الرقمية مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والروبوتات وتقنيات الاستشعار والتعلم الآلي والتعلم العميق والحواسيب المتطورة، ويُتوقع أن تساهم في خفض النفقات الرأسمالية بنسبة 20 في المئة، بجانب خفض تكاليف العمليات التشغيلية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المئة وفي مجال التكرير والبتروكيماويات بنسبة تتراوح بين 1 و3 بالمئة.
ومن المتوقع أن تبلغ المنافع التي ستحققها شركات الطاقة وعملائها والمجتمع بكامله 1.6 تريليون دولار على مدى السنوات السبع المقبلة، وفقاً لبيانات عُرضت في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2017، وتشمل المنافع البيئية تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقرب من 1,300 مليون طن، وتوفير نحو 800 مليون غالون من المياه، وتجنّب تسرب ما يعادل 230,000 برميل من النفط.
واستجابة للأهمية الكبيرة التي يوليها صانعو القرار للتحول الرقمي، من المتوقع أن تركز نسخة العام 2018 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك، الحدث العالمي البارز في قطاع النفط والغاز، على استغلال الفرص التي ستنتج من تبني التكنولوجيا الرقمية.
وقال جان فيليب كوسيه، نائب الرئيس لقطاع الطاقة لدى شركة دي إم جي للفعاليات: “يعتبر تطبيق التقنيات الرقمية من الأولويات الملحة بالنسبة للرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال في القطاع، نظراً لدورها الكبير في خفض التكاليف، وتحسين العمليات التشغيلية، وتحقيق مكاسب في مجالات السلامة والبيئة، تمتد تأثيراتها لتغطي كافة مجالات الأعمال التجارية، ومع ذلك فإن هذه الفرص تحوطها الكثير من المخاطر التي ينبغي فهمها والسعي نحو تجنّبها، وما نشهده هو ثورة تتغلغل عميقاً في الطريقة المعتادة لممارسة الأعمال في قطاع النفط والغاز، ما سيكون له تأثيرات طويلة الأمد، لذلك حرص “أديبك” على التجاوب مع ذلك من خلال إطلاق منطقة جديدة “التكنولوجيا الرقمية في قطاع الطاقة”، لدعم الابتكار والمساعدة على توجيه الاستثمارات الذكية التي ستكون أساساً لنجاح الأعمال في السنوات القادمة”.
وينعقد أديبك بين 12 و15 نوفمبر 2018، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت رعاية صاحب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك بدعم من وزارة الطاقة الإماراتية وغرفة أبوظبي، ودائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي.
ومن المنتظر أن تشمل منطقة التكنولوجيا الرقمية في قطاع الطاقة، التي تمتدّ عبر قاعات المعرض وبرامج المؤتمر الاستراتيجية والتقنية، كبار مقدمي التقنية، فضلاً عن الشركات الناشئة التي تدعم التكنولوجيا الرقمية في قطاع النفط والغاز، وتضمّ المنطقة “مسرح الابتكار” المعدّ خصيصاً لإتاحة المجال أمام شركات التقنية لاستضافة خبراء متحدثين للإضاءة على مفهوم الرقمنة والخروج به من صومعة التقنية وإدراجه في جوهر حوار أشمل وأوسع يتناول تطوير قطاع النفط والغاز.
ومن المنتظر أن يجمع هذا الملتقى المرموق تحت مظلة دورته للعام 2018 وزراء طاقة ومديرين تنفيذيين من عمالقة النفط والغاز في العالم، كما تنعقد خلاله المؤتمرات الاستراتيجية والتقنية المرموقة التي لطالما اشتهر بها، كما يشهد توسعاً ونمواً في جميع الجوانب.
وتعود جلسات المؤتمر الخاصة بقطاع التكرير والبتروكيماويات، والتي قُدّمت لأول مرة في دورة العام 2017، لضمان أن يُغطي “أديبك” كل حلقة من حلقات سلسلة القيمة في قطاع النفط والغاز، وينعقد كذلك “معرض ومؤتمر القطاع البحري والملاحي”، بالتزامن والتوازي مع “أديبك” وعلى الواجهة المائية المحاذية لمركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث انعقاد الحدث.
ويستضيف هذا المعرض المتخصص منطقة غوص تجارية، فيما تشمل المزايا الأخرى جوائز “أديبك” التي تحتفي بالتميز في قطاع الطاقة، و”برنامج شباب أديبك” التعليمي الترفيهي المخصص لتشجيع الطلبة على سلوك مسار مهني في مجال الطاقة، فضلاً عن الاستمرار والتوسع في عمل مؤتمر “المرأة في قطاع الطاقة” الذي أثبت نجاحاً ملحوظاً في السنوات السابقة، أما جديد العام 2018 سيتمثل في برنامج المؤتمر حول “الشمول والتنوع في قطاع الطاقة”.
ويجمع مؤتمر “أديبك” بين الشركات وصانعي القرار وراسمي السياسات التي تشكل مستقبل إمدادات النفط والغاز، مستضيفاً أكثر من 80 متحدثاً بينهم وزراء ومديرون تنفيذيون وقادة شركات عالمية من قطاع النفط والغاز، ممن سيُدلون بخبراتهم في هذا المجال، وذلك على مدى أربعة أيام زاخرة بالأعمال والحوارات البناءة والفعاليات التي ستشهد نقل المعرفة، وذلك للتصدي لتحديات الطاقة الراهنة ورسم ملامح مشهد الطاقة في الغد.
ويتسع المؤتمر التقني والاستراتيجي العالمي هذا العام ليتضمن في المجموع 200 جلسة يشارك بها 980 من المتحدثين الخبراء، وأكثر من 10,400 مُوفد. ويُرسي برنامج المؤتمر التقني، الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع جمعية مهندسي البترول، معايير عالمية رفيعة لتبادل أفضل الممارسات وتحقيق التميّز التشغيلي في القطاع، مع إخضاع جميع أوراق العمل التقنية المقدمة لعملية تقييم صارمة تتولاها لجنة البرنامج التقني المتخصصة، وتغطي جلسات المؤتمر صناعات المنبع والمصب والصناعات المتوسطة، علاوة على قطاعات متخصصة تتضمن مجالات العمليات البحرية والملاحية، والأمن، وتنويع مصادر الطاقة.
ومن المقرّر أن تقام بجانب المؤتمر مناطق العرض الشهيرة في “أديبك”، والتي تدعم الحدث كمعرض رئيسي للموردين والعملاء في شتى أنحاء قطاع النفط والغاز، ومن المتوقع أن تستقطب دورة 2018 من الحدث أكثر من 2,200 شركة عارضة، من بينها 38 شركة نفط وطنية وعالمية، و30 جناحاً وطنياً.