أخبار الإنترنتتحت الضوءدراسات وتقاريرمنوعات تقنية

الكونغرس يكشف عن أكثر من 3000 إعلان مولته جهات روسية على فيسبوك خلال الإنتخابات الأمريكية

كشف الديموقراطيون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي عن أكثر من 3000 إعلان على فيسبوك مولتها وكالة أبحاث الإنترنت “IRA” التي تتخذ من روسيا مقراً لها في الفترة من 2015 وحتى أواخر عام 2017.

وقال المشرعون إن مؤسسة “IRA” – ذات الصلة المباشرة بأنشطة الدعاية الروسية عبر منصات التواصل الاجتماعي – قد استخدمت هذه الإعلانات على فيسبوك – وعلى موقع إنستاجرام المملوك لفيسبوك – في محاولة لخلق فوضى سياسية وإلحاق الضرر بالديمقراطية الأمريكية.

ونشر الكونغرس الأمريكي جميع هذه الإعلانات بحيث يمكن تحميلها عبر الإنترنت وقد وصل حجمها إلى حوالي 7.9 جيجابايت.

يذكر أن الكونغرس الأمريكي فتح ملف الإعلانات الممولة من روسيا على موقع فيسبوك خلال جلسة استماع في شهر نوفمبر الماضي. ولكن مؤخرًا  قام أعضاء اللجنة بنشر كل هذه الإعلانات.

وقد تم نشر ملخصات لجميع هذه الإعلانات تشمل: الصفحات التي تم نشر الإعلانات عليها، والجهمور الذي استهدفته، وعدد الأشخاص الذين شاهدوها، وعدد الأشخاص الذين قاموا بالنقر عليها، ومدة تشغيلها.

وقد تم الترويج بشكل مكثف لهذه الإعلانات والتي ظهرت على هيئة منشورات ممولة في خلاصات الأخبار مستهدفة مجموعات من مستخدمي فيسبوك خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016.

وعلى سبيل المثال، استهدف منشور واحد في يونيو 2016 مستخدمي فيسبوك في العاصمة الأمريكية واشنطن ممن كانوا في سن يترواح بين 16 إلى 53 عام والذين يهتمون هبيلاري كلينتون أو الإخوان المسلمين. ودفع الروس لهذا الإعلان مبلغ 3981 روبل روسي وهو ما يصل إلى 63 دولارًا، وقد شاهد هذا الإعلان  حوالي 1849 شخص، وتفاعل معه حوالي 94 شخص.

وبشكل عام أنفقت الشركات المدعومة من روسيا إجمالًا ما يصل إلى 100 ألف دولار على جميع الإعلانات الممولة على موقع فيسبوك.

قال فيسبوك في أكتوبرالماضي إن هناك 126 مليون أمريكي شاهدوا 80 ألف منشور غير ممول “Organic Posts” تم نشرها بواسطة مستخدمي فيسبوك يعملون بالفعل مع شركة IRA الروسية، وقد حقت تلك المنشورات ملايين المشاهدات دون أن تضطر شركة IRA إلى دفع أي أموال للفيسبوك.

وقامت شركة فيسبوك الشهر الماضي بحذف 70 حساب و 138 صفحة على موقع فيسبوك و65 حساب على إنستاجرام تديرهم شركة IRA. كما قامت بتحديث سياسة الإعلانات الخاصة بها والتي تتطلب التحقق من المحتوى السياسي وتصنيفه.

وفي بيان لموقع فيسبوك في الأسبوع الماضي قالت الشركة: “هذه المشكلة من الصعب جدًا حلها، لاننا نواجه خصومًا مبتكرين وممولين جيدًا ولكننا نحرز تقدما ملحوظًا”.

وقالت الشبكة الاجتماعية إنها ستسمح للأشخاص بمشاهدة جميع الإعلانات التي يتم تشغيلها بحساب واحد عبر فيسبوك وإنستاجرام ومسنجر، والتي تم أرشفتها على مدار السنوات السبع الماضية وهذه الميزة متوفرة بالفعل في كندا وأيرلندا وستنطلق عالميًا في يونيو المقبل.

يذكر أن فيسبوك يجني الكثير من أمواله عن طريق بيع الإعلانات المُستهدفة، وقد قال الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرج خلال جلستي الإستماع بالكونغرس الأمريكي الشهر الماضي إن الشركات تدفع الأموال لفيسبوك لتوجيه المحتوى إلى أشخاص يعتقدون أنهم سيشترون منتجاتهم.

وأوضحت ملخصات الإعلانات المدعومة من روسيا التي أصدرها الكونغرس أن شركة IRA الروسية تدرك مدى فعالية خوارزمية الاستهداف – ليس فقط لبيع المنتجات ولكن لإثارة القضايا السياسية.

في منشور تم الترويج له في أبريل 2016 طرح نشطاء روس صفحة بموقع فيسبوك تحمل اسم “Black Matters” وحثوا الناس على التصويت لصالح بيرني ساندرز السيناتور في فيرمونت الذي كان آنذاك يتنافس مع هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وقد كلف هذا الإعلان 2786 روبل ما يصل إلى 44 دولارًا. وحصد تفاعل وصل إلى 46437 مشاهدة و 5607 نقرة.

يُذكر أن صفحة “Black Matters” كانت واحدة من أكثر الصفحات نجاحًا من بين الصفحات التابعة للشركة الروسية IRA، حيث حصدت أكثر من 224 ألف متابع. واستهدفت منشورات أخرى لصفحة Black Matters الأشخاص الذين يقرؤون مواضيع بموقع BlackNews أو موقع هافينغتون بوست. وقد قال فيسبوك إنه قام منذ ذلك الحين بإزالة ما يقرب من ثلث المصطلحات التي استخدمها شركة IRA لاستهداف الجماهير.

وقام الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي بفرز أكثر من 3000 إعلان إلى تسع فئات منهم:

الأحداث Events: أنشأ النشطاء الروس أحداثًا مثل الاحتجاجات ضد ترامب أو مسيرات مؤيدة للمسلمين وقاموا بالترويج لها على فيسبوك.

وفي بعض السيناريوهات كانوا يقومون بإعداد احتجاجات معينة وأخرى مضادة لها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى صراع في الحياة الحقيقية. وبين عامي 2015 و 2017 ، قاموا بإنشاء 129 حدثًا، شاهدها أكثر من 300 ألف شخص، وقال حوالي 62 ألف من مستخدمي فيسبوك أنهم سيحضرون.

التركيز على الأمريكيين من أصل إفريقي: تظاهرت هذه الإعلانات بأنها جزء من حركة “حياة السود”، مع الصور التي أطلق عليها أعضاء لجنة مجلس النواب “خبيثة ومزعجة”. كان الهدف منها تكثيف التوترات العنصرية خلال الانتخابات الأمريكية في عام 2016، وقال المشرعون لقد كان هناك حساب واحد اسمه “Blacktivist” وكان لديه أكثر من 360 ألف إعجاب قبل إيقافه.

الهجرة Immigration: استفادت الإعلانات في هذه الفئة من قضايا أمن الحدود والمشاعر المناهضة للهجرة التي تكررت طوال حملة دونالد ترامب. واحدة من المجموعات الأكثر شعبية فيسبوك لشركة IRA تُسمى “Stop A.I” وكان بها 193،813 متابع، والأخرى تحمل اسم “Secured Borders” وكانت تملك 135301 مُتابع.

التعديل الثاني: تركز هذه الإعلانات على الجماهير المؤيدة لحق حمل الموطنين للسلاح، وطبقًا لأحد المنشورات كانت تتم منادتهم بمؤيدي التعديل الثاني ومحبي البنادق والوطنيين.

قلب تكساس  Heart of Texas: استهدفت هذه الفئة من الإعلانات سكان ولاية تكساس وكانت ذائعة الصيت لدرجة أن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي خصصوا لإعلاناتها فئة منفصلة. كانت الصفحة المخصصة لذلك تضم 253،862 متابعًا وشاركت في عدة مواضيع ،بما في ذلك الأسلحة والهجرة ومعاداة هيلاري كلينتون. كما روجت لصفحات تدعو ولاية تكساس للانفصال عن الولايات المتحدة.

المسلمون: ربط النشطاء الروس حملتهم الإعلانية المناهضة للمسلمين بقضايا ترامب وكلينتون. حيث سيطروا على مجموعة “مسلمي الولايات المتحدة” التي كان لديها أكثر من 328 ألف متابع. وغالباً ما كانت هذه المجموعة تتورط في صراع ملفق مع مجموعة “قلب تكساس”.

المحاربين القدامى Veterans: قال المشرعون إن غالبية المنشورات من نشطاء روس متنكرين كمجموعات مؤيدة للجيش كانت ضد كلينتون.

المرشحين Candidates: أكثر إعلانات هذه الفئة انتشارًا كانت تقوم بالترويج لترامب والهجوم على هيلاري كلينتون. بينما كانت المقالات التي نشرتها مجموعات مثل “Born Liberal” تدعم  السناتو ساندرز المنافس لهيلاري كلينتون. وقد دعا منشور ممول تم نشره بواسطة مجموعة “Blacktivist” إلى استخدام هاشتاج # HillaryClintonForPrison2016.

زر الذهاب إلى الأعلى