أخبار الإنترنتأخبار قطاع الأعمالالأمن الإلكترونيتحت الضوءدراسات وتقاريررأي وحوارمنوعات تقنية

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مفهوم الأمن الإلكتروني

يتوقع الخبراء تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مجالات شتى خلال الأعوام العشرة المقبلة، ومن أهم هذه المجالات مجال الأمن الإلكتروني الذي أصبح شيئًا مهمًا في حياتنا اليومية.

وفي ضوء ازدياد التوجه إلى الاتصال اعتمادًا على تقنيات إنترنت الأشياء، زادت الهجمات الإلكترونية المتطورة والمُزعزعة للأمن الإلكتروني من حيث التعقيد والحجم عبر صناعات متعددة، لتستهدف مناطق البنية التحتية الحيوية في مجالات متعددة منها: الطاقة والمياه والطيران والمستشفيات والخدمات المالية، وبناء عليه بدأت الشركات والحكومات في زيادة الإنفاق على الأمن الإلكتروني حول العالم.

وبما أن 90٪ من الهجمات الإلكترونية تكون بسبب خطأ بشري أو تقاعس عن العمل، فهذه حجة قوية من أجل البحث عن بدائل تقلل من هذه النسبة وأهم هذه البدائل هو الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

ولكن هل سيلعب الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي دور الحامي أم المعتدي في مجال الأمن الإلكتروني؟

مثلما بدأت الشركات والحكومات تفهم الدور الذي سيلعبه كل من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في حمايتها، لجأ القراصنة إلى الأدوات نفسها للتغلب على هذه الدفاعات، وهناك الكثير من الهجمات  الإلكترونية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقلد السلوك البشري لمحاولة تخطي الدفاعات.

ولقد أصبح من السهل إلقاء اللوم الأكبر على التكنولوجيا بسبب زيادة حجم الهجمات الإلكترونية، ولكن من المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على عمل ما يقوم به البشر، حيث أن الجانب المظلم من الذكاء الاصطناعي هو مجرد مرآة سوداء أخرى لأسوأ جوانب الطبيعة البشرية.

فالأمر أصبح أكبر من عملية اختراق بيانات عملاء إحدى الشركات، وقد رأينا بالفعل التأثيرات المدمرة التي يمكن أن تحدثها الهجمات الإلكترونية على صناعة الطيران وشبكات الطاقة وحتى المستشفيات وكيف أصبح الآن كل شيء متصل بالإنترنت هدفاً.

وبينما بدأت بعض الدول مثل الهند في تخزين الهوية والمعلومات البيومترية لأكثر من 1.1 مليار مواطن هندي وحمايتها، غير أننا نحتاج أيضًا إلى التفكير في القيام بأكثر من مجرد حماية أسماء المستخدمين وكلمات المرور. فهناك بالفعل أمثلة لا حصر لها حول اختراقات كارثية حدثت مثل اختراق حكومة الولايات المتحدة الذي كان نتيجته اختراق بصمات 5.6 مليون موظف فيدرالي.

فوجود الذكاء الاصطناعي في أيدي  القراصنة هو مفهوم مقلق للغاية، ومع ذلك فإنه يسلط الضوء أيضًا على أهمية الاستثمار بكثافة في الدفاع عن الذكاء الاصطناعي والبحوث، ولحسن الحظ تقدم تطبيقات التعلم الآلي الناشئة الأمل والمزيد من الحماية ضد هذه التهديدات المعقدة.

مع استخدام كلا الطرفين المهاجم والمدافع  للأدوات نفسها، يجب أن يكون الكشف عن الهجمات الإلكترونية والاستجابة لها أسرع من توفير الحماية الكافية، والتطور التكنولوجي يوفر لنا ذلك من خلال الأنظمة الأمنية التي تتعلم دائمًا وتتكيّف وتبحث عن طرق جديدة لاستباق أساليب الهجوم غير المرئية، فالتغيير الأكثر أهمية الذي نبحث عنه هو إيقاف الهجمات الإلكترونية قبل حدوثها.

يجب أنّ تفكر الشركات بالفعل في استبدال الحلول التفاعلية بحماية دائمة عبر الإنترنت، هذه التي تتعلم باستمرار منهجيات الهجوم الناشئة وتفاديها، فنحن على أعتاب عصرًا رقميًا جديدًا، حيث لا شك أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيغيران مفهوم الأمن الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى