الأخبار التقنية

توقعات 2018: ازدياد شبكات الـ blockchain الخاصة وانتشار الذكاء الاصطناعي

تركّز شركات التكنولوجيا كلها على المستقبل لكن لدى إكوينيكس نظرة خاصة عن توجّهات تكنولوجيا المعلومات وملامح المستقبل كونها الرابط بين مزوّدي الشبكات والسحابة والمؤسسات. في هذا الإطار، يتوقع جيرون شلوسر، مدير “إكوينيكس” الإداري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما الذي ينتظر قطاع تكنولوجيا المعلومات عام 2018.

التوقّع الأول لعام 2018: شبكات الـ blockchain الخاصة ستسود وتتكاثر

تختلف شبكات الـ blockchain العامة التي ترتكز عليها مختلف العملات المشفّرة عن الـ blockchain الخاصة التي نرى أنها تجذب المزيد من الشركات عام 2018. فالفارق الأهمّ أنّ شبكات الـ blockchain الخاصة تحتاج إلى إذن وليست مفتوحة، ما يجعل إدارة هويتها الرقمية أكثر أمناً ومستويات الثقة بها أعلى. كما أنها قادرة على إنجاز قدر أكبر بكثير من العمليات. وتنصح مؤسسة غارتنر بالنظر أولاً في الـ blockchain الخاصة التي تسميها “سجلات عامة حاصلة على أذونات”، علماً أنّ إمكانية الوصول إليها تديرها قواعد محددة ولكنها تتيح مع ذلك النفاذ إليها. وترى غارتنر أنّ تكنولوجيا الـ blockchain ستؤدي إلى تبديل قطاعات كاملة.

وسيتعيّن على المؤسسات التي توفر شبكات الـ blockchain لمختلف قطاعات الأعمال استضافة محطات blockchain في عدد من المواقع الموزّعة للحرص على إنقاص وقت الانتظار. كما يتعين على الشركات في بعض من شبكات الـ blockchain الخاصة أن تستعلم بالتزامن مع هذا الأمر عن إتمام عمليات الـ blockchain الحساسة من حيث التوقيت. أخيراً، ستنخرط المؤسسات في أيّ وقت في عدد من شبكات الـblockchain (مثل سلسلة الإمداد والتمويل وما إلى ذلك) وسترغب في أن تكون أنظمة أعمالها قريبة من محطات الـ blockchain هذه.

التوقّع الثاني لعام 2018: انتشار التطبيقات التي ترتكز على الذكاء الاصطناعي

 

برزت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منذ ستّة عقود لكنّها لم تصبح رائجة سوى في الوقت الراهن. فقد أتاح ظهور البيانات الضخمة، والمعالجات المتمحورة حول الذكاء الاصطناعي، وخورازميات التعلّم العميق إدراج الذكاء الاصطناعي في التطوّرات التكنولوجيّة التي طالت المنازل والمصانع والسيارات الذكية والتي تلاقي استحساناً واسعاً. وفي أبريل 2017، توقّعت شركة تحاليل السوق “آي دي سي” IDC أنّ العائدات العالمية للأنظمة الإدراكية وأنظمة الذكاء الاصطناعي عام 2017 ستبلغ 12.5 مليارات دولار، ونتوقّع أن يزداد انتشار هذه التكنولوجيا عام 2018.

لكن على أنظمة الذكاء الاصطناعي أن تفسّر البيانات الآتية من مصادر متعدّدة وتقوم بدمجها، ويجب أيضاً توزيع هذه الأنظمة، مع بناء نماذج في الأنظمة السحابية وطرح نماذج عند مواقع تقع على الحافة لتلبية متطلّبات المعالجة في الوقت الحقيقي. وقد بدأت الهيئات التنظيمية تهتمّ أكثر بالحرص على أن تلتزم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بقوانين محلية البيانات والقوانين الأمنية.

التوقّع الثالث لعام 2018: تطبيقات إنترنت الأشياء تسرّع انتقال الحوسبة إلى الحافة الرقمية

كذلك، نوافق على توقّع شركة غارتنر للبحوث بأن يرتفع عدد الأجهزة المتّصلة بالإنترنت عالمياً من 8.4 مليارات اليوم إلى 20.4 مليارات بحلول عام 2020. وعام 2018، مع تزايد أعداد هذه الأجهزة، ستنتقل حاجات الحوسبة في قلب إنترنت الأشياء  أكثر فأكثر إلى الحافة الرقمية.

والإبقاء على درجة كمون منخفضة هو أحد الأسباب الرئيسية الذي يدفع بالشركات إلى أن تنقل كميات كبيرة من البيانات من أجهزة إنترنت الأشياء وتقرّبها أكثر من المعالجات والتحاليل السحابية على الحافة. لكنّ وضع الربط البيني على الحافة سيوفّر أيضاً من تكاليف الشبكة، فيما تتخلّص الشركات من أحجام كبيرة من بيانات إنترنت الأشياء غير اللازمة القريبة من المصدر لتتمكّن من تحقيق ولوج أسرع إلى المعلومات القيّمة التي تحتاج إليها الابتكارات القائمة على إنترنت الأشياء مثل المستشفيات الذكية. وفي عدد متزايد من المناطق، يجب معالجة البيانات على الحافة لتلتزم بمتطلّبات محلّية البيانات.

التوقّع الرابع لعام 2018: بروز هيكلية جديدة للكابلات البحرية

تُعدّ الكابلات البحرية عنصراً أساسياً من شبكة الإنترنت، إذ تمرّ جميع البيانات العالمية تقريباً عبرها، ويزداد الاستثمار في أسلاك جديدة نظراً إلى النموّ الكثيف المتوقّع في حركة البيانات. وبحسب شركة TeleGeographyللبحوث والتحاليل في مجال الاتصالات، من المتوقّع أن تفوق تكاليف مدّ الكابلات البحرية حول العالم مليارَي دولار عام 2018 وذلك للسنة الثالثة على التوالي، بعد أن بلغت الكلفة أقلّ من مليار دولار منذ عام 2012. وفي خلال طفرة البناء هذه، نتوقّع أن تطغى هيكلية ستحسّن التكاليف ومرونة النشر وفوائد الربط البيني.

التوقّع الخامس للعام 2018: تقنيّتا SDN/NFV تغيّران معالم شبكات المنطقة الواسعة

تشهد الشركات تحوّلاً أساسياً من ناحية تقبّل تقنيّتَي الشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) ووظائف الشبكة الافتراضية (NFV). ويغيّر هذا التحوّل الطريقة التي تصمم فيها الشركات الكبرى شبكات المناطق الواسعة (WAN) الخاصة بها بهدف زيادة خدمات الولوج إلى السحابة التي تقدّمها. وسيبرز هذا التحوّل أكثر عام 2018.

ولم تعد الشركات قادرة على إعادة البيانات على شبكات تبديل متعدد البروتوكولات باستخدام المؤشرات التعريفية (MPLS) عالية الكلفة من مكاتبها الفرعية إلى موقع مركزي حيث تطبّق سياسات أمنية للشبكات على معدّات التشبيك الماديّة قبل الولوج إلى السحابة. بدلاً من ذلك، ترسل الشركات بياناتها إلى مراكز إقليمية، من بينها مراكز بيانات “إكوينيكس”، عبر تقنية شبكات المنطقة الواسعة المعرّفة بالبرمجيات (SD-WAN) غير المكلفة. وهناك تطبّق هذه المراكز سياسات أمنية على أجهزة الشبكات الافتراضية والأجهزة الأمنية تستفيد من تقنيات NFV.

ويشير توقّع شركة تحاليل السوق IDC الأخير حول سوق مراكز البيانات العالمية بالشبكات المعرفة بالبرمجيات(SDN) أنّ السوق سينمو بمعدّل سنوي مركّب يبلغ 25.4% بين عامَي 2016 و2021، لتقارب قيمته آنذاك 13.8 مليارات دولار.

التوقّع السادس لعام 2018: تبحث الشركات عن منصّة مركز بيانات عالمية تجمع بين توافق البيانات الناشئة مع القوانين ومتطلّبات التدقيق

سيتمّ عام 2018 تطبيق عدّة قوانين مهمّة تتعلّق بتوافق البيانات مع القوانين وأمنها وخصوصيتها. ولجميع هذه القوانين تأثيرات كبيرة على الأعمال:

  • يقيّد قانون حماية البيانات العامة (GDPR) نقل البيانات في الاتحاد الأوروبي إلى دول متوافقة مع هذا القانون، مما قد يؤثّر على عمليات النقل بين شركات الاتحاد الأوروبي وشركاء أعمال دوليين مهمّين.
  • يفرض سجلّ التدقيق الموحّد (CAT) في الولايات المتحدة الأمريكية على الشركات أن تسجّل كلّ تبادل للسندات ويحرص على دقّة خدمات التوقيت وصولاً إلى مستوى النانو ثانية.
  • يفرض قانون أسواق الأدوات المالية (MiFID ii) في أوروبا على شركات الاستثمار متطلّبات جديدة لتقديم التقارير والاختبارات.

وسيفرض دخول قانون حماية البيانات العامة (GDPR) وغيرها من قوانين توافق البيانات مع القوانين حول العالم حيّز التنفيذ على المنظّمات امتلاك مراكز بيانات في مناطق متعدّدة بهدف تخزين البيانات محلياً. وبموجب قانونَي سجلّ التدقيق الموحّد (CAT) وقانون أسواق الأدوات المالية (MiFID ii)، على المنظّمات أن تسجّل التبادلات المالية بشكل دقيق، فتضطرّ بالتالي إلى امتلاك نظام توقيت داخلي متزامن تماماً مع مراكز بيانات متعددة. ويساعد انتشار مراكز بيانات “إكوينيكس” حول العالم على تلبية متطلّبات محليّة البيانات وتزويد خدمات توقيت متناسقة في مختلف المراكز من حول العالم.

التوقّع السابع لعام 2018: نزعة الخدمات السحابية المتعددة تجعل الشركات في حاجة إلى منصة هجينة لتكنولوجيا المعلومات

تقول شركة غارتنر للبحوث إنّ “استراتيجية خدمات سحابية متعددة ستصبح الاستراتيجية المعتمدة في 70% من الشركات بحلول عام 2019.” وفي استبيان أجرته شركة تحاليل السوق IDC للبحوث منذ عامين، اقترحت الشركات نسبةً أعلى وفي إطار زمني أضيق، وأشارت 86% منها أنها ستحتاج إلى استراتيجية خدمات سحابية متعددة بحلول عام 2017 لتكمّل أهداف أعمالها المستقبلية. وفيما تنتشر الخدمات السحابية المتعددة، نتوقّع أن تتزايد حاجة الشركات إلى السيطرة على إدارتها على منصة هجينة لتكنولوجيا المعلومات.

وتوزّع الشركات تطبيقاتها على الخدمات السحابية المتعددة، تبعاً للخدمة السحابية التي تناسب المطلوب. بالإضافة إلى ذلك، يتزايد اعتماد الشركات على خدمات سحابية إضافية لدعم استمرارية الأعمال ومبادرات التعافي من الكوارث. ويتطلّب ذلك استراتيجية خدمات سحابية متعددة يمكن اعتمادها في بنية تحتية هجينة لتكنولوجيا المعلومات (في المنشآت وعلى السحابة).

التوقّع الثامن لعام 2018: استراتيجيات منصة التحول الرقمي (DX) تتزايد في مختلف الشركات

تصف شركة تحاليل السوق IDC منصة التحول الرقمي على أنّها تمكّن “الابتكار السريع لمنتجات وخدمات وخبرات رقمية خارجية، وتجدّد في الوقت عينه بيئة “الجوهر الذكي”.” وتتوقّع الشركة أن تعتمد 60% من الشركات استراتيجية منصة تحول رقمي تغطّي المنظّمة بأكملها بحلول عام 2020.

وبهدف تسريع هذا التحول، نعتقد أنّ المنظّمات التي تعتمد منصة التحول الرقمي ستستثمر أكثر في واجهات برمجة التطبيقات (API) وفي بوابات تطوير مواجهة للعملاء والشركاء عام 2018. وتسرّع منصة تحول رقمي خارجية قادرة على استخدام واجهات برمجة التطبيقات تطويرَ الخدمات الرقمية ودمجها، وتقدّم المزيد من الأدوات الذكية لأتمتة تكنولوجيا المعلومات وتنسيقها. وتشجّع منصة التحول الرقمي أيضاً الابتكار وطرح الحلول الجديدة في السواق في وقت أسرع. وعلى منصات التحول الرقمي، بإمكان الشركات أن تتعاون ضمن المنظومات المؤلّفة من عملاء ومزوّدي خدمات وشركاء أعمال مترابطين.

وفيما تتيح الشركات الخدمات عبر منصة تحول رقمي تعتمد على واجهات برمجة التطبيقات، سيضطر عدد كبير منها إلى تطبيق اتفاقيات مستوى الخدمة من حيث الأداء والتوافر والأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى