دراسات وتقارير

كاسبرسكي: مستخدمون في الإمارات مستعدون للتخلي عن صورهم المهمة مقابل 43 درهما فقط

كشف استطلاع أجرته كاسبرسكي لاب أنه “في الوقت الذي نشهد فيه أفرادًا يدعون حبهم وتمسّكهم بمحتوى ذكرياتهم الشخصية أكثر من أي شكل آخر من البيانات المخزنة على أجهزتهم الرقمية، نراهم في الوقت ذاته سعداء لبيعها مقابل القليل من المال”.

وبحسب الاستطلاع، تعد الصور الخاصة والشخصية التي يلتقطونها لأنفسهم، بالنسبة لـ 59% من الأفراد المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمثابة البيانات الأكثر قيمة ضمن المحتوى الرقمي المخزن على أجهزتهم المحمولة، تليها صور أطفالهم وأزواجهم. كما أن فكرة فقدان هذه الذكريات التي لا تقدر بثمن تشعرهم بقدر أكبر من الحزن والألم من احتمال تعرضهم لحادث سيارة أو الانفصال عن شريك حياتهم أو الاختلاف مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة. ومع ذلك، عندما وجد هؤلاء أنفسهم أمام قرار حذف هذه البيانات مقابل النقود، سرعان ما تخلى الأفراد المستطلعون عن بياناتهم الرقمية، كالصور، مقابل مبلغ لا يتعدى 43 درهمًا.

وعند توجيه أسئلة لهم، أفاد المستطلعون بأن الذكريات الرقمية لها مكانة خاصة في قلوبهم، وقد يعزى ذلك إلى أنها ببساطة لا يمكن الاستغناء عنها. وأفاد 46% من المشاركين، على سبيل المثال، بأنه لن يكون بمقدورهم تعويض أو استبدال الصور أو تسجيلات الفيديو التي يلتقطونها أثناء السفر (45%)، أو تلك الخاصة بأطفالهم (47%) أو التي يلتقطونها لأنفسهم (44%).

ويُظهر الاستطلاع أن مجرد التفكير باحتمال فقدان هذه الذكريات الجميلة يحدث لدى الكثيرين شعورًا مؤلمًا للغاية. وفي واقع الأمر، يشير هذا الاستطلاع الأحدث لكاسبرسكي لاب إلى أن الناس في كثير من الأحيان يحبون أجهزتهم وصورهم الشخصية أكثر من حبهم لشركائهم وأصدقائهم وحيواناتهم الأليفة.

وقد وجهت كاسبرسكي لاب سؤالًا للأفراد في دولة الإمارات العربية المتحدة حول مستوى الحزن والأسف الذي يشعرون به في عدد من السيناريوهات المختلفة، بما في ذلك مرض أحد أفراد الأسرة والانفصال عن الشريك والتعرض لحادث سيارة وفقدان الصور الرقمية وفقدان جهات الاتصال وغير ذلك.

وعلى صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، جاء سيناريو مرض أحد أفراد الأسرة في المرتبة الأولى كإحدى أكثر الحالات المؤلمة والمؤسفة التي قد يعاني منها الأفراد. وجاءت حالة فقدان الصور الرقمية في المرتبة الثانية، تلتها في المرتبة الثالثة تعرض حسابات التواصل الاجتماعي للقرصنة الإلكترونية، مخلّفة وراءها في المراكز المتأخرة الحالات الأخرى المؤلمة للأفراد مثل فقدان/سرقة الأجهزة وفقدان جهات الاتصال الرقمية والانفصال عن الشريك والخلافات مع أفراد الأسرة والأصدقاء وحوادث السيارة ومرض إحدى الحيوانات الأليفة أو في بعض الحالات، التعرض ليوم سيء في العمل.

ومع ذلك، أظهرت تجربة أجريت بتكليف من كاسبرسكي لاب من قبل علماء نفس متخصصين في وسائل الإعلام في جامعة فورتسبرغ أيضًا للباحثين نتيجة متناقضة مفادها أنه على الرغم من أن الناس الذين يدّعون حبهم لبياناتهم، إلا أنهم على استعداد أيضًا لبيعها مقابل ثمن زهيد للغاية.

وفي إطار هذه التجربة، طلب من المشاركين وضع ثمن نقدي للبيانات المخزنة على هواتفهم الذكية – بما في ذلك صورهم العائلية وصور أصدقائهم ومعلومات جهات الاتصال والمستندات الشخصية. وما يدعو للاستغراب أن القيم النقدية التي وضعها الأفراد مقابل بياناتهم كانت أقل بكثير مما كان متوقعًا، قياسًا لمستوى الضيق والألم الذي كانوا سيشعرون به في حال فقدان تلك البيانات.

وعلاوة على ذلك، أظهرت التجربة أن الذكريات الأكثر قيمة بالنسبة للأفراد هي ذاتها التي يميل أولئك لبيعها مقابل المال. ولدى عرض المال على المشاركين (استنادًا إلى المبالغ المذكورة أعلاه) مقابل حذف بياناتهم (لم يتم في الواقع حذف أي بيانات)، كانت صور العائلة والأصدقاء والمستندات الشخصية وصور المستطلعين أنفسهم من ضمن فئات البيانات التي غالبًا ما تتم الموافقة على حذفها.

وقال أندريه موشولا، رئيس أعمال المستهلكين في كاسبرسكي لاب: “أظهرت لنا التجربة نتائج مدهشة ومعبّرة. ففي حين يعتقد الناس بأنهم يدركون أهمية وقيمة بياناتهم، لانرى بأن هذا الاهتمام العاطفي يتبلور في تصرفاتهم اليومية. فمن جهة، يبدو الناس مدركين لأنواع البيانات الأكثر أهمية بالنسبة لهم، حيث يرون بأنه من المؤلم حقًا لهم فقدان ذكرياتهم الرقمية، مثل الصور”.

وأضاف موشولا: “ومن ناحية أخرى، إن لدى هؤلاء مستوى وعي أقل حول قيمة بياناتهم، ونتيجة لذلك، نراهم يضعون قيمة نقدية منخفضة مقابل تلك البيانات. إنهم يدركون المكانة العاطفية الكبيرة التي تشغلها تلك البيانات في قلوبهم، ولكنهم غير قادرين على إدراك تلك القيمة الكبيرة حتى الآن. وبالتالي، فإنهم بحاجة الى من يذكرهم فعليًا بالقيمة الحقيقية لهذه الذكريات التي لا تقدر بثمن قبل قيامهم بمشاركتها مع الآخرين أو السماح لأي شخص بحذفها”.

زر الذهاب إلى الأعلى