دراسات وتقارير

كاسبرسكي: الأهالي في الإمارات يعجزون عن متابعة أنشطة أولادهم على الإنترنت

في ظل العدد المتزايد للتهديدات الناشئة عن طريق الإنترنت، أصبح الأمر يستدعي من الآباء بذل مزيد من الجهد لحماية أطفالهم على الإنترنت، غير أن الكثيرين منهم لا يرون الصورة الكاملة لحجم المخاطر التي تتهدد أطفالهم، وفق ما أظهر تقرير جديد من شركة كاسبرسكي لاب.

وقد كشفت نتائج دراسة أجرتها الشركة الروسية المتخصصة في مجال أمن المعلومات عن أن نسبة 26% فقط من المستطلعين في دولة الإمارات العربية المتحدة يستخدمون برامج الرقابة لمساعدتهم في وضع قيود على أنشطة أطفالهم على الإنترنت.

والمثير للقلق، وفقًا لكاسبرسكي، أن من بين هؤلاء آباء لم يقوموا بتثبيت أي برامج خاصة بالرقابة الأبوية على الإطلاق، إذ يرى 26% منهم أنه من الأفضل للأطفال أن يتعلموا بأنفسهم كيفية استخدام الإنترنت بأمان.

وكانت الدراسة التي أُجريت تحت عنوان “استطلاع حول مخاطر أمن المستهلكين 2016” Consumer Security Risks Survey 2016 قد كشفت النقاب عن وجهة نظر الآباء ورأيهم في عالم الإنترنت وكذلك الصعوبات التي يواجهونها في إطار حماية عائلاتهم من مخاطر الهجمات الإلكترونية.

أظهرت الدراسة أن 37% من الآباء في دولة الإمارات العربية المتحدة لديهم مخاوف من احتمال تعرض أطفالهم لمحتوى غير لائق أو مخل بالآداب على الانترنت. فيما أعرب 34% من المستطلعين عن خشيتهم من أن يقوم أطفالهم بالتواصل مع غرباء خطيرين، وأبدى 32% قلقًا بأن يقع أطفالهم ضحية للبلطجة عبر الإنترنت.

ودلت الدراسة أيضًا على أنه ليس هناك عدد كاف من الآباء الذين يتخذون الخطوات اللازمة لحماية أطفالهم، إذ أفاد ما يزيد قليلًا عن ثلث المستطلعين (36%) بأنهم يتحاورون دائمًا مع أبنائهم حول مخاطر الانترنت ويشركون أفراد أسرتهم في هذه النقاشات، وذكر 33% منهم بأنه يفحصون سجل المتصفح الخاص بأطفالهم بشكل دوري. ويفضل 17% من الآباء أن يكونوا من ضمن نقاط الاتصال المرجعية داخل مواقع شبكات التواصل الاجتماعية المضيفة لأطفالهم.

وبالتالي، تعتقد كاسبرسكي لاب أن الآباء اليوم بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وعيًا حول المخاطر الكامنة في الإنترنت. وبحسب الاستطلاع، تعرض 56% من الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة لتهديدات عبر الإنترنت خلال فترة الاثني عشر شهرًا الماضية التي تم إجراء الدراسة خلالها. وشملت هذه التهديدات، تعرض الأطفال لمحتوى رقمي غير لائق والبلطجة والتعرف على غرباء خطرين وغير ذلك.

وعلق أندريه موتشولا، رئيس أعمال المستهلكين في كاسبرسكي لاب، بقوله: “يتطلب الأمر من الآباء أن يكونوا على معرفة تامة بطبيعة المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم على الإنترنت. وهذا يستدعي منهم مساعدة الأطفال على أن يكون أكثر حذرًا وحنكة في التعامل مع الإنترنت والقيام أيضًا بتثبيت برامج الحماية اللازمة حفاظًا على سلامتهم أثناء تواجدهم في الفضاء الإلكتروني، كما يفعلون تمامًا في العالم الحقيقي”.

وأضاف: “إنكم لن تسمحوا لأطفالكم بأن يعبروا الشارع أو التحدث إلى الغرباء بمفردهم، وبالتالي، من المستغرب أن نرى أكثر من ثلث الأباء يطلقون العنان لأطفالهم لتصفح الإنترنت بعيدًا عن أعينهم”.

وتابع أندريه: “من السهل عليك متابعة التهديدات الأمنية على الإنترنت عندما تكون منشغلًا، ولكن من غير الآمن أن تدع الأولاد يتصفحون الإنترنت ويتعرضوا للتهديدات من دون تقديم العون لهم. ومع تنامي تأثير العالم الرقمي الذي أصبح ينعكس في جانب من جوانب حياتنا اليومية هناك حاجة أكبر لنشر الوعي والمعرفة واستخدام وسائل الحماية الكافية والفعالة”.

زر الذهاب إلى الأعلى