رأي وحوار

أجهزة سوني للواقع الافتراضي الأفضل مبيعا عالميا

كنا نعرف أن هذا اليوم آتٍ لا محالة وها نحن نعيشه الآن؛ فمنذ سنتين في مؤتمر مطوري الألعاب GDC، أعلنت سوني عن رؤيتها حيال الواقع الافتراضي مع عرضها نظارة الواقع الافتراضي Project Morpheus المعروفة حاليًا باسم نظارة الواقع الافتراضي المتصلة لجهاز بلاي ستيشن في آر  من سوني، والتي أصبحت متاحة للجمهور في الأسواق الآن.

يُتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق السنوي على الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ستة مليارات دولار بحلول عام 2020، وذلك وفقًا للدليل العالمي للإنفاق على الواقع الافتراضي والواقع المعزز الذي تصدره شركة IDC. وحتى نتمكن من إدراك حجم هذا الرقم، فنحن نتوقع أن تحقق إيرادات سوق الواقع الافتراضي/الواقع المعزز حوالي 200 مليون دولار أمريكي، وعلى الصعيد العالمي يُتوقع أن يسجل 162 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2020، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب نسبته 181.3%.

ولكن هذا هو كل شيء في المستقبل، لأن ففي ظل الأوضاع القائمة حاليًا، لا يزال مشهد الواقع الافتراضي المتصل في بداياته. وعلى غرار التقنيات الجديدة، يتعين أن يتغلب سوق الواقع الافتراضي على عدد من العراقيل والتحديات الرئيسية مثل الأسعار والمواصفات والمحتوى قبل أن يحقق معدلات انتشار واسعة للغاية بين المستخدمين. ويبدو أن سوني قد بدأت في علاج هذه التحديات مسبقًا مع جهازها PS VR، وهو الذي دفع IDC إلى توقع أن تحقق أعلى مبيعات بين نظارات الواقع الافتراضي المتصلة في عام 2017.

ستبلغ تكلفة PS VR للمستخدمين حوالي 400 دولار أمريكي للنظارات والكابلات، في حين أن هناك أيضًا مجموعةً كاملةً بمبلغ 500 دولار أمريكي بها كاميرا بلاي ستيشن ووحدتي تحكم متنقلتين لمن لا يملكهما بالفعل، وهذا يعني أن PS VR يأتي بتكلفة أقل من جهاز أوكولوس ريفت Oculus Rift الذي تنتجه شركة فيسبوك مقابل 600 دولار أمريكي وجهاز فيف من شركة إتش تي سي HTC Vive بمبلغ 800 دولار أمريكي.

ولكن الذين على دراية بنظام الواقع الافتراضي الخاص بهم يعلمون بأن تكلفة النظارات هي نصف القصة فقط، وذلك لأن الفئة من الجمهور التي تشتري PS VR بحاجة إلى شراء جهاز PS4 للاتصال به. وإذا لم يتوفر جهاز PS4، فستزيد التكلفة بحوالي 300 دولار أمريكي. وبالفعل، فإن السعر المذكور لجهاز Oculus Rift لا يشمل وحدات التحكم في الحركة التي تبلغ تكلفتها حوالي 200 دولار أمريكي.

وتجدر الإشارة إلى أن الأجهزة التي تقدمها فيسبوك وHTC Vive بحاجة إلى ربطها بأجهزة كمبيوتر عملاقة ستكلف المستخدم 500 دولار أمريكي للمنتجات الأرخص سعر وقد ترتفع إلى ألف دولار أمريكي للمنتجات الفاخرة، هذا فضلاً عن أن أجهزة الكمبيوتر هذه بحاجة إلى أن تكون ذات مواصفات محددة لتشغيل تلك النظارات.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كافة المستخدمين لا يملكون مثل هذه الأجهزة القوية مرتفعة التكلفة في منازلهم، فإن سوني تعتمد على بيعها بالفعل أكثر من 40 مليون جهاز PS4 في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها شركة الألعاب التي حققت أعلى المبيعات عالميًا، يليها Xbox One من مايكروسوفت، ثم Wii U من Nintendo، الأمر الذي يجعل سوني في مكانة قوية ومتفوقة على منافسيها.

ومن المتوقع أن تواصل مبيعات أجهزة PS4 والإصدارات الأحداث ارتفاعها على مدار السنوات القادمة. ولذلك تأمل سوني من قاعدة مستخدميها المكّونة من أكثر من 40 مليون شخص الراغبين في دخول الواقع الافتراضي الخاص الذي توفره سوني بتكلفة منخفضة نسبيًا بدلاً من دفع ما يقرب من ألف دولار مقابل شراء المنتجات التي تطرحها الشركات المنافسة.

ويكمن القصور الأساسي في الواقع الافتراضي في عدم وجود تطبيقات أو ألعاب قاتلة، حيث تواجه كل من إتش تي سي وفيسبوك تراجعًا في هذا الشأن بعد أن أخفقتا إصدار ألعاب من شأنها جذب الجمهور وإقناعهم بشرائها. ومجددًا، تجد سوني نفسها في وضع جيد للغاية في هذا الصدد، كما أن لديها القدرة على زيادة التأثير المهم الذي صنعته منظومة بلاي ستيشن.

تعتمد الشركة بشكل كبير على منظومتها الراسخة وعلاقات المطورين لابتكار تجارب وألعاب تمتاز بريادتها وشعبيتها في هذا المجال. ولا تأمل الشركة ففقط في أن ترى منتجاتها من ألعاب بلاي ستيشن تقتحم منصة الواقع الافتراضي، ولكنها ترغب في ترى المطوّرين وقد بدأوا إنتاج علامة تجارية جديدة مصممة خصيصًا لأجهزة PS VR.

وختامًا نود أن نوضح أنه إذا وضعنا كافة هذه الأمور في الاعتبار، فسنلاحظ أن سوني هي الفائز في هذا السوق التنافسي بفضل قاعدتها المثبتة لأجهزة PS4 وأسعارها التنافسية ومنظومة المطورين الراسخة لديها، بالإضافة إلى أننا سنلاحظ أن PS VR من سوني هو جهاز الواقع الافتراضي المتصل الذي سيحقق الفوز الساحق.

*كُتب بواسطة سعد الخادم، محلل أبحاث بشركة IDC

زر الذهاب إلى الأعلى