رأي وحوار

هل اشتري هاتف آيفون ٧ الجديد؟! إليكم الجواب

هل اشتري هاتف آيفون ٧ الجديد؟! أم أنتظر؟! وما السبب وراء كم الانتقادات الهائلة التي تلقتها آبل بعد الكشف رسميًا عن هاتفها الجديد؟!

سؤال يتكرر يوميًا ويشغل من تابع وانتظر الإطلاق الرسمي لهاتف آيفون ٧، فبات المستخدم يعيش حيرة واضحة: بين رغبة في اقتناء الهاتف الجديد وتردد مدفوع بكم هائل من الانتقادات التي تلقتها آبل عبر وسائل الإعلام العالمية والعربية، وعلى رأسهم البوابة العربية للأخبار التقنية.

إن المتابع لتاريخ آبل – وما قدمته للبشرية من ابتكارات تقنية لعبت دورًا واضحًا في إثراء حياتنا، وأجهزة متطورة ذات نوعية عالية وجودة لا تضاهى، ومفاهيم تكنولوجية سابقة لعصرها – لا يمكنه إلا وأن ينتقد إدارة آبل الحالية بعد إطلاقها للهاتف الجديد آيفون ٧، والذي لم يأت بحجم التوقعات، لا بل خيب آمال الكثيرين، وأكد أن آبل بدأت تخسر مكانتها الرائدة بصفتها “قائدة وملهمة” في هذا المجال.

اعتدنا أن تكون آبل في المقدمة، رائدة بكل معنى الكلمة، إلا أن آيفون ٧ لم ينسجم أبدًا مع هذا المفهوم، فالكاميرا المزدوجة موجودة سابقًا وباتت محط سخرية من قبل الشركات التي تعتبر نفسها منافسة. وخاصية مقاومة الماء أيضًا أتت متأخرة جدًا، أما زر الهاتف الرئيسي وتقنيته العجيبة فلن تدفعني بأي شكل من الأشكال لشراء الهاتف الجديد، لا لشيء، بل لأنها لن تغير حياتي كما فعلت معظم أجهزة آبل السابقة بتقنياتها وإمكاناتها المذهلة.

أدركت إدارة آبل فشلها في تقديم جهاز ثوري قبيل إطلاق الهاتف، وللمرة الأولى في تاريخها لجأت إلى تأسيس حساب لها على تويتر، وبدأت تروج له عبر “التغريدات الترويجية المدفوعة”. ولم تكتف بذلك، بل أنها سارعت أيضًا لإبرام صفقات مع أسماء لطالما عشقناها وعلقت في ذاكرتنا بما فيها سوبر ماريو وغيره، في محاولة بائسة لتحويل الأنظار عن خروجها الواضح عن سياق التفوق.

وما أدهشني فعلًا -في أول ساعتين بعد لحظة الإعلان عن الهاتف الجديد- تسرع بعض وسائل الإعلام الغربية العريقة “إن صح التعبير” في صب المديح صبا على الهاتف الجديد، إلا أنها عدلت من خطابها ولكنتها لتكون موضوعية أكثر بعد الانتقادات الهائلة التي تلقتها آبل من قبل المستخدمين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يكن مستغربًا أن يسارع بعض المتحمسين من المدونين والمراجعين العرب إلى صب المديح أيضًا على الهاتف الجديد بصفته أعجوبة العصر، فليس حري بمن لا يعرف التاريخ أن يقيّم الحاضر أو يستشرف المستقبل.

إلا أننا وانطلاقنا من موقعنا بصفتنا مصدرًا رائدًا للأخبار التقنية، التزمنا بنقل الحدث على مضض، وقدمنا الخبر في بداية الأمر كما هو دون تدخل أو رأي. وقد دفعنا ما ندعي أنه “فهمنا لتاريخ الثورات التقنية واستشرافنا للمستقبل” إلى تقديم عدد من المقالات والتفاعلات لإزالة اللبس الحاصل بين تقديم جهاز متطور من جهة، والحفاظ على إرث التفوق من جهة ثانية (يمكنكم قراءة المزيد عن ذلك من هنا). فآبل اليوم، وبعد طرحها للهاتف الجديد آيفون ٧ الذي تتغنى به، لن تكون في مقدمة الشركات المصنعة للهواتف كما كانت من قبل، فقد باتت مقلدًا وتابعًأ، والكاميرا المزدوجة ومقاومة الماء خير دليل على ذلك.

على الصعيد الشخصي أنا استخدم هاتف آيفون ٦ إس بلس، وأنا راضٍ تمامًا ولا أعتقد أنني بحاجة لشراء الهاتف الجديد لأنه لن يقدم لي أي جديد مقابل ما سأدفعه. هذا لا يعني أبدًا أن الهاتف الجديد غير جيد، بل أنه لا يتمتع بأي ثورة تقنية تجعلني أتبناه وأدفع مبلغ ليس بسيطًا لأشتريه في الوقت الذي أمتلك فيه هاتفًا متطورًا.

وأعتقد أن هاتف آيفون ٧ الجديد مناسب فقط لمن قرر التحول من نظام أندرويد إلى آي أو إس، أو لمن يمتلك هاتف آيفون ٥ وما قبله. أما من لديه هاتف آيفون ٦ أو أحدث، فأعتقد أن الهاتف الجديد لن يقدم له قيمة مقابل ما سيدفع. نظرًا لحجم الانتقادات الهائل الذي تلقته آبل فأرى أنها ستحاول التعويض في هاتفها القادم. وأحيل من يود الحصول على المعلومات أكثر حول الفارق بين الهاتف الجديد آيفون ٧ والهواتف الرائدة الأخرى المتوفرة حاليًأ إلى هذا الرابط .

زر الذهاب إلى الأعلى