آيفون 7 .. حين يغيب الابتكار والإبداع عن شركة آبل
أخيراً، أعلنت شركة آبل عن هاتفيها الجديدين آيفون 7 وآيفون 7 بلس وجاءت ردود الأفعال الأولية على الهاتف متباينة فهناك من أشاد بالهاتف وهناك من انتقده.
وعلى صعيدي الشخصي فإنني أقف إلى جانب المنتقدين بل والمنتقدين بشدة لهاتف آيفون 7 مع الأخذ بعين الاعتبار أنني لست من المتعصبين لا لسامسونج ولا لآبل لا لأندرويد ولا لآي أو أس، فأنا في الحقيقة أقدر تماماً أي شركة تكنولوجية تقدم إضافة لهذا العالم، أحب وأقدر آبل كما أحب وأقدر سامسونج وسوني وهواوي وجوجل ومايكروسوفت وجميع الشركات التقنية الأخرى بدون استثناء.
لذلك فأنا أوجه حديثي هنا لعشاق شركة آبل والمنحازين لها لعشاق ستيف جوبز والمنتجات المذهلة التي عودتنا الشركة عليها، للأشخاص الذين لا يزالون يمتلكون الإيمان برؤية الشركة وقدرتها على تقديم منتجات ثورية باستمرار، لا لأولئك المطبلين الجدد الذين لا يعرفون عن آبل سوى اسمها لمجرد التفاخر والتباهي.
أوجه لكم سؤالي، أين الابتكار في هاتف آيفون 7 الجديد ؟ هل تدركون ماذا يعني إعلان الشركة لسلسة باهتة من التحسينات لهاتف يُفترض أن يحمل على الأقل تقنية ثورية واحدة على الأقل؟
ربما كان يجدر بالشركة إطلاق اسم آيفون 6ss على هاتفها الجديد، فالهاتف لا يأتي إلا بتحسينات أشعرتني بالملل الشديد أثناء حديث فيل شيلر نائب الرئيس للتسويق العالمي في شركة آبل الذي لم يتفاعل معه الجمهور بالتصفيق إلا من دافع الخجل والاحترام لهذه الشركة العريقة، الحضور نفسه الذي كان يقف احتراماً لستيف جوبز في كل المناسبات.
وبأي حال فربما يرى البعض أن الهاتف رائع ويأتي بتحسينات جيدة للغاية وأنه سيحقق مبيعات قوية جداً في الأسواق، وبالتالي لا داعي لكل هذه الانتقادات، نعم الجهاز كمنتج جيد ولا يُمكن التشكيك أبداً في جودة الهاتف وسيبقى واحداً من أفضل الهواتف الذكية الموجودة في السوق حالياً ضمن الوضع القائم أصلاً.
لكنني لست هنا بصدد الحديث عن الجودة أو مبيعات وأرقام أو حتى إن حظي الهاتف بإعجاب الأغلبية أم لا.
ما أنا بصدده هنا هو نقطة واحدة فقط؟ أين الرؤية الأم لشركة آبل؟ هل انتهت إلى غير رجعة هل ستسير الشركة من الآن فصاعداً على مبدأ “فلنطرح هاتفاً جديداً لا يحمل أي جديد” هل السنوات المقبلة ستكون بنفس ما شاهدناه بالأمس أم أن ما حصل كان محطة استثنائية؟
ما أثار دهشتي أن البعض على الشبكات الاجتماعية قصر المسألة على إزالة منفذ السماعات وحسب ومن ثم بدء الجدل في المسألة دون فائدة، ليست هذه النقطة المفصلية؟ النقطة هي هل هذا ما ننتظره من شركة آبل فقط إزالة شيء أو إدراج آخر كمقاومة الماء وحتى لو افترضنا أنها مسألة إيجابية للغاية لكنها ليست المزايا المنشودة ولا المنتظرة.
ألوان جديدة، سعات تخزينية جديدة، معالج أسرع، مكبرات صوت ستيريو، مقاومة الماء، كاميرا خلفية مزدوجة، إزالة منفذ السماعات هل هذا ما كنا نراه سابقاً من شركة آبل؟
أريد فقط أن أذكركم هنا ببعض أقوال الراحل ستيف جوبز والذي أكاد أجزم أنه لو كان حاضراً معنا لما خرج علينا بمثل هذا الهاتف، دعونا نتذكر هذه الكلمات ونتأملها بعقل مفتوح مع بعض التساؤلات المشروعة التي أريد أن أطرحها عليكم.
“نحن مستعدون أن نراهن على رؤيتنا، ونفضل ذلك على أن نصنع منتجات جديدة مطروحة مسبقاً. لندع بعض الشركات الأخرى تقوم بذلك. بالنسبة لنا، فهو دائماً الحلم القادم”
هل كان آيفون 7 فعلاً الحلم القادم؟ وهل أصبحت آبل تفعل ما تفعله الشركات الأخرى؟
“الآيبود، الهاتف وجهاز اتصال بالإنترنت هذه ليست 3 أجهزة منفصلة، بل جهاز واحد فقط، أطلقنا عليه اسم آيفون”
هل هذا ما تفعله شركة آبل الآن؟ هل فعلاً تريد الشركة منا التركيز على الآيفون فقط بعيداً عن الملحقات الفارغة.
“أنا فخور بالعديد من الأشياء التي لم أفعلها كفخري تماماً بالأشياء التي فعلتها. الابتكار هو أن تقول لا لآلاف الأشياء”
هل سيقول ستيف جوبز نعم للأشياء الفارغة التي يريدون منا أن نصدق أنها إضافات ثورية؟
“التصميم كلمة مضحكة. يعتقد البعض أن التصميم يعني كيف يبدو المنتج. ولكن بالطبع، إذا تعمقت أكثر، فإنه حقاً كيف يعمل”
” الابتكار هو ما يميز بين القائد والتابع”
ستيف جوبز
أخيراً، ليس بوسعي أن أقول سوى “كم كنت عظيماً يا ستيف جوبز”