منوعات تقنية

طلاب بريطانيون يبتكرون “مأوى قابلا للارتداء” لمساعدة اللاجئين السوريين

ابتكر طلاب يدرسون التصميم في الكلية الملكية للفنون في لندن نموذجًا أوليًا لمعطف يمكن أن يتحول إلى خيمة أو كيس للنوم، وذلك في مسعى منهم للمساهمة في مساعدة اللاجئين السوريين.

ويعتقد الفريق المكون من 10 طلاب ماجستير أن الكساء المبتكر يمكن أن يوفر لمنظمات الإغاثة حلًا رخيص الثمن ومستدامًا لمساعدة اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا.

وأوضح الطلاب أن “المأوى القابل للارتداء” مصنوع من الـ “تايفك” Tyvek، وهي مادة قوية ومتينة بما يكفي لتحمل التمزق. ثم إنه مقاوم للماء ولكنه لا يعيق التنفس، ويسمح للماء المكثف داخله بالارتشاح.

وحالما يتحول الرداء إلى خيمة أو كيس نوم، يقول الطلاب إنه يحافظ على حرارة الجسم للشخص الذي ينام بداخله، وذلك بفضل بطانة مصنوعة من مادة عازلة هي “مايلر” Mylar.

يُشار إلى أنه أكثر من 1.1 مليون شخص فروا في العام الماضي من الفقر والحرب والقمع في الشرق الأوسط، وآسيا وأفريقيا إلى شواطئ أوروبا، وكانت وجهة الغالبية العظمى منهم ألمانيا التي فتحت الحكومة هناك أبوابها لهم.

وأوضح الطلاب من الكلية الملكية للفنون أن كساءهم لم يُصمم ليكون حلًا طويل الأمد، ولكن ليساعد اللاجئين خلال الأيام التي يقضونها بين وصولهم إلى أوروبا ثم إلى مركز المعالجة.

وقالت الدكتورة هارييت هريس المشرفة على الطلاب “أردت من الطلاب أن يفكروا في كيف يمكن لرداء أن يتحول إلى مأوى لقرابة ثلاثة أسابيع، وهي المدة التي يقضيها اللاجئون للانتقال من نقطة الوصول للاتحاد الأوروبي إلى مراكز المعالجة”.

وأضافت هريس “كانت الفكرة أن نضمن فعلًا أن المواد المستخدمة مستدامة، وبأسعار معقولة، وبإمكانها جعل مهمة الإنتاج الشامل للرداء سهلة وسريعة جدًا، وهو ما يعني إمكانية توزيعه بسرعة ومن خلال الكثير من الوكالات المختلفة”.

ويمكن للتصميم الذي يستخدم نظامًا مستوحى من فن طي الورق الياباني المعروف باسم “اوريجامي”، التحول إلى ثلاثة أشكال، هي: معطف، وحقيبة نوم، وخيمة، يمكن أن يستغرق كل منها من شخص واحد دقيقة واحدة لإتمامه.

وما يزال فريق الطلاب يعمل على إتقان نموذج العمل الحالي ويجرب مواد مختلفة من شأنها الحفاظ على الاستقرار عند استخدامه في وضعية الخيمة، كما أنهم يعملون أيضًا على تصميم يمكن أن يتضمن عناصر قابلة للنفخ.

ويملك الرداء المصمم على شكل سترة جيوب تخزين كبيرة تمتاز بأنها مقاومة للماء، إذ كان الشغل الشاغل عند تصميمه أن يكون قادرًا على استيعاب ممتلكات الشخص، مع توزيع الوزن بحيث لا يسبب عدم ارتياح.

يُذكر أن النموذج النهائي هو قيد الإنتاج في الصين حاليًا. ويهدف الفريق إلى اختباره ميدانيًا مطلع فصل الصيف القادم مع هدف نهائي يتمثل في وجود منتج قابل للتطبيق من قبل المنظمات الإغاثية لتوزيعه على اللاجئين قبل انخفاض درجات الحرارة الشتاء القادم.

وقد أطلق المصممون الشباب حديثًا حملة على موقع التمويل الجماعي “كيكستارتر” للمساعدة على الإنتاج الشامل لابتكارهم ولمساعدة وكالات الإغاثة لنقله وتوزيعه على اللاجئين في الأماكن التي تكون في أمس الحاجة له دون غيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى