رأي وحوار

قطاع الصحة يشهد تحولا في تبني التكنولوجيا الجديدة والتحول إلى الإنترنت

بقلم ألكسندر راوزر، الرئيس التنفيذي لشركة ” بروتوتايب ” ProtoType لخدمات الإنترنت

أصبحت التكنولوجيا اليوم تساعد الشركات على التنبؤ بسلوكيات الأفراد. وذلك في مختلف القطاعات، فعلى سبيل المثال، هناك شركات تأمين مقرها في الولايات المتحدة تقدم خصومات لعملائها الذين يستخدمون تطبيقات المحمول الخاصة بمتابعة الحياة الصحية والقدرات البدنية. وتصل هذه الخصومات إلى 15% لجميع العملاء التي تتابع حالتهم الصحية من خلال تطبيقات المحمول مثل FitBit أو Jawbone.

ونتيجة لعملية تتبع هذا النوع من البيانات لآلاف من الناس على مدى عدد من السنوات، سوف ينتهي الأمر إلى أن تكون شركات التأمين قادرة على القيام بالإحصاء الطبي بناء على الإحصائيات الخاصة بك على أساس معدك قلبك وضغط الدم، وعادات النوم، والموقع، والدخل، والعمر، والرياضة البدنية وهكذا. وتقدم أبل سياسات التأمين بشكل مباشر على iTunes وقريبًا في متجر تطبيقات آيفون.

وذلك يطرح السؤال الصعب ما إذا كان الناس يرغبون في معرفة التنبؤ الطبي المستقبلي بناء على بياناتهم، وماذا إذا بدأنا مع بيانات اللياقة البدنية، وأفسح ذلك المجال لشركات التأمين بأخذ خطوة أبعد بتحليل الحمض النووي؟

إن معرفة أنه يمكنك تغيير نمط حياتك من أجل تحقيق أقصى قدر من الصحة أمر جيد، ويمكننا أن نفعل هذا اليوم من خلال تطبيقات المحمول لقياس معدل التمارين الرياضية أو أنماط النوم.

هناك أجهزة يمكن ارتداؤها مثل الساعات الذكية Smart watches تذكرنا بالوقوف أو الحركة عندما نجلس لفترة طويلة أو لزيادة عدد الخطوات التي يجب أن نسيرها خلال اليوم الواحد. وهذا مفيد بشكل فعلي بالنسبة للكثيرين ممن يجلسون على المكتب للعمل. ومع إطلاق خدمة ساعة أبل يمكننا الآن قياس معدل ضربات القلب أيضًا ومع هذا النمط نتوقع أن تجلب لنا هذه الأجهزة مزيد من القياسات في المستقبل.

ووفقًا لمجلة فوربس، أصبحت المستشفيات بالفعل تعطي ساعات أبل أو أجهزة مشابهة للمرضى لقياس ضغط الدم لديهم من أجل متابعة معدل ضربات القلب، ولتذكيرهم بأخذ الدواء، وإنشاء التطبيقات التي تزود البيانات بمعلومات للمساعدة في أنظمة إدارة المرضى.

وهناك تطبيق تم إصداره مؤخرًا في متجر أبل يسمى Airstrip مزود بخاصية استشعار يوضع على بطن المرأة الحامل ويسمح للأطباء لمراقبة الحمل عن بُعد والحصول على البث المباشر لمعدل ضربات قلب الجنين وتسجيل التقلصات. كل ذلك يتم دون الحاجة للقيام بزيارة فعلية للطبيب.

وهذه المؤشرات تؤكد على حدوث تحول كبير في طريقة التفاعل بين المستشفيات والمرضى في المستقبل. حيث بالفعل تحول الأطباء والمستشفيات إلى المزيد من التواصل من خلال الإنترنت، بما في ذلك المتابعات عن طريق رسائل البريد الإلكتروني أو غيرها من وسائل التواصل. وبإضافة بيانات المرضى يسمح لمزودي الرعاية الصحية فرصة الوصول إلى عالم جديد من الفرص من خلال اتصال حقيقي بين المريض والطبيب، والوصول إلى التاريخ الطبي للمريض وبعض البيانات الإحصائية التي تكون في كثير من الأحيان ذات أهمية.

ويلعب انترنت الأشياء IoT دورًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بقطاع الرعاية الصحية. فعلى سبيل المثال هناك تطبيق يسمى Propeller Health قام بانشاء أجهزة استنشاق لمرضى الربو تقوم بمتابعة أنماط استخدام البخاخات. وهناك تطبيق آخر يسمى iHealth labs يقوم بمتابعة وتسجيل مستويات السكر في الدم.

ويعتبر قطاع الرعاية الصحية حاليًا من أكثر القطاعات التي تحولت بالتكنولوجيا، وخلال السنوات المقبلة سنرى المزيد من الإبتكارات التي من شأنها تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع الأطباء، والأدوية، والمستشفيات والصحة بشكل عام.

إن قطاع الرعاية الصحية بحاجة إلى مواكبة هذا التطور، حيث انها توفر فرصة كبيرة لمزودي خدمات الرعاية الصحية للإبتكار وتقديم حلول جديدة لعملائهم. وعندما يقرر المريض استخدام تطبيق أو تبني تكنولوجيا جديدة تقوم بجمع المعلومات وتخلق صورة شاملة أكثر ملائمة تسمح لجميع مزودي خدمات الرعاية الصحية من خلق روابط قوية بين هؤلاء العملاء والعلامات التجارية الخاصة بهم.

إن الإبتكار وسرعة تبني الحلول القابلة للتطبيق والتواجد في السوق ستكون من أهم عوامل النجاح في الفترة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى