أخبار قطاع الأعمال

عصافير والمحتوى العربي للأطفال

يعرف عمرو أبو حميدان مؤسس عصافير النجاح بأنه “حالة تعيشها و ليس هدفاً تصل إليه” وذلك في تواصل قامت به البوابة العربية للأخبار التقنية، ليخبرنا عن رحلته مع ريادة الأعمال وشركته عصافير، وكيف يحاول توفير محتوى عربي مميز للأطفال، فهل نجح في ذلك؟

قصة عصافير

عمرو أبو حميدان مؤسس عصافير

يقرأ عمرو القصص لأطفاله “صخر” و”زينة” منذ أن كانت أعمارهم أقل من سنتين، لكنه وجد صعوبة في إيجاد محتوى مناسب ينمي ذكائهم العاطفي، ففكر بأن يبجث عن أعمال عالمية للأطفال ويقوم بترجمتها، أمضى ما يقارب الستة أشهر يتواصل مع دور نشر عالمية، إلا أنه وجد أن الموضوع ليس بهذه السهولة، فحقوق الملكية موزعة بين الناشر والكاتب والرسام، فقرر عندها البدأ بإنتاج المحتوى بنفسه، بدأ بثلاثة قصص ووفرها على موقع ويب وكان الإقبال كبيرا، مما شجع عمرو على الإستمرار والتطوير.

بعد تلك البداية المشجعة، بدأ عمرو بإنتاج المزيد من المحتوى وتطوير تطبيقات للأجهزة الذكية المختلفة، وكان هدفه توفير محتوى عالي الجودة للآباء والأمهات ليقرأوه لأطفالهم.

قام عمرو بتمويل عصافير من ماله الخاص، فهو يحاول أن يبقي الكلفة التشغيلية للشركة في حدها الأدنى ويثبت جدوى مايقوم به للمستثمرين بالأرقام، ثم يحصل على تمويل للتوسع. أما بالنسبة للشركاء المؤسسين، فيقول أنه بدأ المشروع منفرد في البداية، وبعدها أبدت زوجته حماسا للمشروع، وكانت مهتمة وفعالة جدا في مساعدته بما أنها من المجال التربوي، وكان لذلك أثر إيجابي ليس فقط على الشركة بل على العلاقة العائلية أيضا، وأصبحت هي من يدير الشركة ويعمل على التواصل مع المدارس. وبرأي عمرو إن وجود الشريك المؤسس مهم جدا لأن الرحلة مليئة بالتحدي وتحتاج لمن يشارك هذه الرحلة.

النمو

اليوم وصلت عصافير إلى أن القصص التي ينشرها تقرأ ما يقارب 200,000 مرة من البداية و حتى النهاية شهريا. مع الوقت لاحظ أن المستخدمين يترددون كثيرا على استخدام تطبيق قصصه. و منهم من أخبره أن قراءة قصة من عصافير أصبح عادة يومية قبل النوم، كما أن عدد كبير من المدرسين تواصل معه و أخبرنه باستخدامهم للتطبيق و الموقع و المحتوى لتعليم الطلاب في الصف. ومن هنا أراد أن يطور مايقوم به، فقام بصنع تطبيق خاص بالمدارس يسجل معلومات الطلاب، و يستخدم المعلومات الإحصائية (Big Data) التي يجمعها لتحليل إهتمامات الطالب، و قياس الجهد و الوقت الذي يبذله في القراءة، و بإستطاعة المدرسين و الإداريين في المدارس قياس أداء طلابهم في القراءة و الاستيعاب أو ما يسمى بالمهارات الأساسية (meta-skills)، التي ستساعد الطفل على التقدم في دراسته. كما يستطيع المدرسون مقارنة الطلاب (benchmarking) بأقرانهم في نفس الفئة العمرية بشكل عام و أقرانهم في نفس الصف بشكل خاص. وأضاف مدوّنة عن أساليب التربية الحديثة، وأصبح لديه صفحة على الفيسبوك فعالة جداً حيث يوجد ما يزيد على ربع مليون متابع (96% منهم أمهات) .

لقطة من احد تطبيقات عصافير
لقطة من احد تطبيقات عصافير

المنافسة والسوق

وبسؤالنا عمرو عن المنافسين والسوق وحجمه، أخبرنا بأن لديهم الكثير من المنافسين مثل كلمات و لمسة و المفكرون الصغار و غيرهم، لكن مايميز عصافير هو المحتوى والتركيز على نقاط مثل بناء عادة القراءة، واستخدام البيانات الإحصائية Big Data للقياس والتقييم.

أما بخصوص السوق فلا يهتم عمرو كثيرا بهذه الأمور بقدر اهتمامه بالأثر الإجتماعي الذي يستطيع أن يتركه وبقدرته على خلق محتوى عربي عالي الجودة، ولكنه يخبرنا بأن السوق في المنطقة سيصل حجمه لـ 560 مليون دولار بحلول عام 2016.

الهواجس والمحفزات

هواجس عمرو كما يقول هي “أن يأتي يوم لا أستطيع أن أذهب فيه للعمل لأقوم بما أقوم به حالياً” ويضيف “فباعتقادي أن معظم ريادي الأعمال يدركون أنه إذا ما ثابرت لخلق قيمة حقيقية في هذا المجتمع بالتأكيد ستكافأ”. ويرى عمرو بأن ماتواجهه البشرية في هذا الوقت من مشاكل كالحروب و المجاعات و الأمراض يمكن التغلب عليه بنشر المعرفة. ويقول “أنا أدرك أن أثمن ما يمكن أن تتركه لأبنائك ليس ماديّاً. بل هو بناء عالم أفضل”، وهو يرى أنك إذا نظرت إلى الصورة الأكبر ستجد أن حياة الإنسان على مر العصور أصبحت أكثر راحة، أماناً و سعادة مع تطور العلم و المعرفة و الفكر و الحس الأخلاقي الإنساني ويريد عمرو أن يكون له دور في هذا التحسن.

دور عائلة عمرو كان إيجابي سواء من قبل زوجته أو أولاده أو أهله، بالرغم من مواجهة بعض التحديات في فصل الخلاف ووجهات النظر في بداية مشروعه لكن بعدها تمكن من تعلم كيفية التعامل مع هذه الأشياء.

عمرو مع الأطفال مصدر إلهامه في أحد المدارس
عمرو مع الأطفال مصدر إلهامه في أحد المدارس

نصائح رواد الأعمال

سألنا عمرو عن كيفية إختياره للموظفين، فأجابنا بأنه يهتم لنظرتهم للعالم أكثر من معرفتهم وقدراتهم، وكذلك النظام والسرعة في الأداء والفضول والكفاءة من الصفات الهامة بالنسبة له.

ليس لعمرو مستشار دائم، لكنه يتشاور كثيرا مع أصدقاءه من ريادي الأعمال، فقد يكونوا قد مروا بالمشكلة التي يريد السؤال عنها، كما أنه ينظر إلى كل شخص يقابله كمعلم، ويحاول أن يتعلم حتى من الأطفال الصغار. وعندما سألناه عن ورشات عمل ريادي الأعمال والأحداث المتعلقة بهم، أجابنا بأنه غير مداوم عليها، فيرى أنها جيدة للإتقاء بأشخاص جدد وإيجاد فرص للتعاون لكن على ريادي الأعمال إنتقاء ما يناسبه، ويركز دائما على قيمة عمله وليس فقط على العلاقات.

وطلبنا منه أن يعطينا مجموعة من النصائح لريادي الأعمال فقال: “المثابرة، المثابرة، المثابرة. الاهتمام بصحتك الجسدية و العقلية يساعدك على أن تنجز أكثر” وكذلك يرى أن للقراءة أهمية كبيرة “القراءة المستمرة عن كافة نواحي إدارة شركة ناشئة، من إدارة مشاريع، التسويق، البيع و التفاوض” ويضيف “المرونة مهمة أيضاً و عليك أن تنظر إلى كل ما تقوم به بعين ناقدة” ثم يضيف “إن على ريادي الأعمال عدم الإهتمام كثيرا بالآراء الشخصية التي تقول لك لا يمكن تنفيذ ما تريد تنفيذه”.

صور من تطبيق المدارس

موقع شركة عصافير: هنا، صفحة الفيسبوك: هنا، متجر غووغل بلاي: هنا، متجر تطبيقات أبل هنا

إذا كان لديك شركة ناشئة أو مشروع مميز وأردت أن نسلط الضوء عليه عبر البوابة العربية للأخبار التقنية، لا تتردد بمراسلتي عبر البريد الإلكتروني homam.g @ gmail.com أو عبر صفحات التواصل الإجتماعي الموجدة في ملفي بالأسفل.

زر الذهاب إلى الأعلى