دراسات وتقارير

المراجعات المزيفة تهدد خدمات تقييم الأماكن على الإنترنت

تُمثل المراجعات المزيفة تهديدا كبيرا للخدمات التي تقدم لمستخدمي الإنترنت اقتراحات وتقييمات متعلقة بالأماكن، خاصة بعد أن تحولت في السنوات القليلة الماضية إلى تجارة تديرها عدة شركات تمارس عملها عبر الشبكة العنكبوتية.

وظهرت العشرات من الشركات على الإنترنت لتقديم خدمات مدفوعة مقابل كتابة مراجعات إيجابية لأماكن مثل المطاعم والفنادق والمحال التجارية والمقاهي على المواقع الإلكترونية التي تقدم ميزة تقييم الأماكن، وذلك لتظهر بشكل جيد أمام مستخدمي الإنترنت مما يساعد في جذب مزيد من العملاء.

وتقدم عدة خدمات شهيرة مزايا اقتراحات وتقييم الأماكن، ومن أبرزها خدمة “يلب” Yelp التي يستخدمها ما يزيد عن 135 مليون مستخدم نشط شهريا، أو خدمة TripAdvisor الموجهة للمسافرين بشكل خاص والتي وصلت عدد المراجعات فيها بنهاية سبتمبر الماضي إلى 200 مليون مراجعة لأكثر من 4.5 مليون مكان حول العالم.

وتحاول شركات شهيرة تقديم خدمات تقييم للأماكن مماثلة أبرزها جوجل، والتي أطلقت برنامجا خاصا تحت اسم “المرشدون المحليون” تحاول به حث مستخدمي خدمة الخرائط خاصتها على كتابة مراجعات عن الأماكن لتظهر أثناء تصفح المستخدمين لخرائطها.

وأشارت دراسة سابقة قامت بها مؤسسة نيلسن للأبحاث إلى أن بنهاية عام 2012 الماضي كان 70% على الأقل من المستهلكين عالميا يستخدمون المراجعات المكتوبة على الإنترنت لتحديد موقفهم قبل الشراء أو الذهاب إلى مكان ما، مما يبرز أهمية خدمات تقديم المراجعات والتقييمات بالنسبة لأصحاب الأعمال.

وأكدت دراسة أخرى قام بها باحثون في كلية هارفرد للأعمال أن نجمة إضافية في تقييم الأماكن على خدمة Yelp قد يعود بالإيجاب على عائدات هذا المكان لتزداد بنسبة تتراوح بين 5% إلى 9%.

واتخذت إحدى شركات تقديم المراجعات المزيفة، دراسة كلية هارفرد للأعمال كذريعة لتسويق خدماتها المشبوهة، وهي شركة Yelp Director التي حولت اسمها مؤخرا إلى Revleap، وهي الشركة التي بدأت أعمالها منذ 2013 وكتبت حتى الآن، كما توضح على موقعها الرسمي، ما يزيد عن مليون و345 ألف مراجعة إيجابية خادعة على خدمة Yelp وحدها.

وتقدمت Yelp قبل أيام بدعوى قضائية ضد ثلاثة أشخاص يديرون شركة Revleap لتقديم المراجعات المزيفة على خدمتها، وحسب الدعوى فإن هؤلاء الأشخاص يقدمون عدة خدمات مماثلة تحت أسماء أخرى.

وأوضحت Yelp في الدعوى القضائية أن خدمات المراجعات الزائفة تمثل ضرارا كبيرة لعدة أسباب عددتها كالآتي، التسبب في التعدي على العلامات التجارية وفي المنافسة غير المشروعة وفي الدعاية الكاذبة.

ومن جانبه أشار فينس سوليتو، نائب رئيس Yelp، عبر مدونة شركته، تعليقاً على الدعوى، أن أصحاب الأعمال ممن يستخدمون خدمات كتابة المراجعات الزائفة يدفعون ثمناً باهظاً سواء بخسارتهم المالية مقابل هذا النوع من التسويق الوهمي أو بتدني سمعتهم أمام مستخدمي الإنترنت.

هذا، وأوضحت دراسة أخرى أن للمراجعات الزائفة تأثيرا في رفع أسعار بعض الأماكن دون أي تحسينات ملحوظة تصب في مصلحة المستهلكين، حيث أكدت الدراسة التي قامت بها جامعة كورنيل الأمريكية أن نقطة واحدة زائدة في معدل التقييم الخاص بالفنادق على خدمة TripAdvisor سمحت لتلك الفنادق بزيادة أسعارها بنسبة وصلت إلى 11.2% دون أن تجري أي تغييرات في مستوى خدماتها.

وتستخدم شركات تقديم خدمات المراجعات الزائفة إما برامج لكتابة المراجعات بشكل تلقائي أو تُعين عدد كبير من الأشخاص بمهمة كتابة تلك المراجعات، وهي الشركات التي تنتشر حول العالم، ففي عام 2013 أوقفت السلطات الأمنية الأمريكية 19 شركة للقيام بتلك الممارسات في مدينة نيويورك وحدها، وغُرم كل منهم بمبلغ 350 ألف دولارا.

ولم تقف الغرامات عند حدود شركات كتابة خدمات المراجعات الزائفة، بل وصلت كذلك إلى الخدمات المتضررة، ففي ديسمبر الماضي غرم القضاء الإيطالي خدمة TripAdvisor بمبلغ 500 ألف يورو لفشلها في منع المراجعات الخادعة من الظهور لمستخدميها.

يذكر أن خدمات كتابة المراجعات الزائفة لم تضرب خدمات تقييمات الأماكن فقط بل ظهرت منها خدمات موجهة لكتابة المراجعات في متاجر التطبيقات الشهيرة سواء ابل آب ستور أو جوجل بلاي، فقبل أيام سُربت صورة على الإنترنت تُفضح أحد تلك الخدمات التي تطلب نحو 11 ألف دولارا مقابل أن يحتل تطبيقا قائمة التطبيقات المجانية على “آب ستور”، وللحفاظ على تلك المرتبة يحتاج مطوره لدفع 65 ألف دولارا أسبوعياً.

زر الذهاب إلى الأعلى