أخبار قطاع الأعمال

القمة الحكومية تناقش آفاق المدن الذكية في دولة الإمارات

ناقشت أولى الجلسات الرئيسية للقمة الحكومية في اليوم الختامي لفعاليات دورتها الثالثة، التي تعقد تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الأربعاء، رؤية دولة الإمارات للتحول إلى المدن الذكية والجهود المبذولة في هذا الصدد.

وضمت الجلسة الحوارية التي جاءت تحت عنوان “آفاق المدن الذكية في دولة الإمارات العربية المتحدة”، ثلاثة متحدثين رسميين، هم: سعادة فلاح محمد الأحبابي مدير عام مجلس أبو ظبي للتخطيط العمراني، وسعادة سعيد محمد الطاير العضو المنتدب رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي.

واستهلت الجلسة باستعراض التطورات التي تشهدها مدن العالم بشكل عام، ومدن المنطقة بشكل خاص، على صعيد حركة التنمية العمرانية والتزايد المطرد لأعداد السكان فيها، وسلطت الجلسة الضوء على أهمية التحول الذكي الذي تشهده العاصمة أبوظبي وإمارة دبي والمدن الإماراتية كافة، مشيرة إلى أنه بحلول عام 2030 سَيُشكِّل سكان المدن 70% من سكان العالم، وأن المدن باتت تشكل ما يقارب 80% من الاقتصاد العالمي.

واستهل فلاح محمد الأحبابي حديثه بتأكيد رؤية حكومة الإمارات في تحقيق التنمية والتطوير المستدام في قطاعات البيئة، والتنمية الاقتصادية، والنقل، وكذلك في الحفاظ على الهوية والتراث الوطني، مشيراً إلى أن أبوظبي وضعت وشرعت بتنفيذ “خطة أبو ظبي”  متعددة الأوجه  للتخطيط العمراني، بهدف طرح إطار عملي هيكلي عمراني لتطوير المدينة وتشخيص متطلبات التنمية الحالية والمستقبلية بدقة وتلبيتها من جانب، وتعزيز التخطيط والعمل على المبادئ والأطر الفعالة القادرة على مواكبة حركة التنمية في العاصمة من جانب آخر.

وشدد الأحبابي على أن مركز هذه المبادرة يصب في اتجاه تحقيق أهداف أبوظبي في اسعاد سكان المدينة وتسهيل حياتهم اليومية، وتعزيز الخدمات الحكومية المقدَّمَة للمجتمع، إضافة إلى أنها تهدف إلى بلورة جميع قرارات عمليات التخطيط من خلال وضع معايير بيئية واجتماعية واقتصادية.

من جهته، بدأ سعادة سعيد محمد الطاير مشاركته بالإشارة إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل بالانسجام مع الأجندة الوطنية للإمارات العربية المتحدة، ووفقاً لرؤية دبي في تحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح أن الهيئة ماضية قدماً في تحقيق رؤيتها بأن تكون مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي، مدللاً على ذلك بتطبيق الهيئة أفضل الممارسات الدولية في مجال انتاج ونقل وتوزيع الطاقة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الأداء المؤسسي متمثّلاً بتحقيق مجموعة من الإنجازات العالمية تمثلت في الوصول إلى المراكز الأولى عالمياً في نسبة انخفاض نصيب المشترك في الانقطاعات (5 دقائق مقارنة بـ 16 دقيقة في أوروبا وأمريكا)، ونسبة الفاقد الكهربائي المنخفض، ونسبة الفاقد المائي المنخفض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأشار الطاير إلى أن الإمارت ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، حققت المركز  الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمركز الرابع عالمياً، وفق تصنيف البنك الدولي في سرعة توصيل الكهرباء، منوهاً إلى أهمية تكاتف جهود المؤسسسات الحكومية في دعم مسيرة التنمية الخضراء في الدولة واستخدام الموارد المستدامة.

وأكد أن الهيئة تعمل على زيادة نسبة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة في دبي لتصل إلى 7% بحلول عام 2020 و15% بحلول عام 2030، وخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في المدينة من خلال العمل على تحقيق استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030.

وأعلن الطاير أن شركة الاتحاد لخدمات الطاقة (سوبر ايسكو) التي أنشأتها الهيئة، أطلقت برامج رفع مستوى كفاءة الطاقة في 30 ألف مبنى قائم في الإمارة، وفق أفضل المعايير الخضراء حول العالم، وأوضح أن الهيئة ركبت 30 ألف عداد ذكي خلال الشهرين الماضيين، ضمن خطة دعم تنفيذ مبادرتها الذكية بتركيب العدادات والتطبيقات الذكية في البيوت والمباني السكنية بالإمارة.

بدوره، قال سعادة المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، إنه رغم اختلاف وتنوع المصطلحات الدالة على قطاع بناء وتطوير المدن الذكية، فإن الهدف الرئيس لهذه المدن هو خلق مجتمعات متكاملة تتمتع بجميع أنواع الخدمات الحكومية التي تضمن تحقيق سعادة الأفراد وتسهيل حياتهم اليومية.

وأشار لوتاه إلى أن أبوظبي ودبي بدأتا التطوير المستدام منذ سنوات، وأنهما تسيران بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة بكل أشكالها، وأكد أهمية تصميم بنية تحتية تتوافق مع التكنولوجيا المتغيرة بشكل مستمر، في ظل حقيقة أن برامج وأدوات التكنولوجيا العالمية تتغير كل 3 أو 4 سنوات.

ولفت لوتاه إلى مشروع “زهرة الصحرا” الذي يهدف إلى خدمة المواطنين والمقيمين وترقية المناطق الصناعية والتجارية والقطاعات المختلفة بما فيها قطاع التعليم، وشدد على أهمية تعاون المجتمع مع الحكومات في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة وتخفيض البصمة الكربونية، مؤكّداً أهمية اطلاق المبادرات الرائدة في هذا الخصوص كمبادرة “دوام بلا مركبات”.

وقال إن المدينة الذكية ستضع الآلة أمام الإنسان في إنجاز العديد من الأعمال، لكن هذا لن يعني على الاطلاق بأنها ستحل محله، هذه الآلات ستحل محل الأيدي العاملة ذات المهارات القليلة، وأضاف أنه من المهم أن يتم خلق قاعدة بيانات لسكان المدينة بصرف النظر عن صغر حجمها إذ إن لهذه القاعدة أهمية كبيرة في المستقبل، مدللاً على ذلك بمبادرة “مكاني التي أطلقتها بلدية دبي في وقت سابق.

زر الذهاب إلى الأعلى