رأي وحوار

التقارب هو الحل للوصول إلى حلم الكفاءة

بقلم: عبد العزيز الهليل، المدير الإقليمي لـ “آي دي سي” في المملكة العربية السعودية، والكويت، والبحرين.

يشهد سوق الشركات بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مستويات غير مسبوقة من التغير في الأعمال، وذلك مع سعي المنشآت لتفعيل الاستفادة من مواردها وفي الوقت نفسه خفض نفقاتها التشغيلية.

ومن أهم العوامل التي سهلت هذا التوجه المثالي نشوء البنية التحتية التقاربية، حيث كشف تقرير “آي دي سي” IDC عن البنى التحتية والمنصات التقاربية في العالم عن أن الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في هذا المجال قد ارتفعت بمعدل 102 بالمئة مقارنة بعام 2013، ومقارنة كذلك بالمعدل العالمي الذي ارتفع قليلا فقط عن 50 بالمئة. ولكن، ما هي البنية التحتية التقاربية، وما هي دوافع تبنيها بمثل هذا المعدل السريع؟

دعونا نبدأ تناول هذا الموضوع بالرجوع إلى الأساسيات، حيث تعرف “آي دي سي” البنية التقاربية على أنها أنظمة متقاربة مسبقا ومعتمدة من البائعين وتشمل أجهزة الخوادم وأنظمة التخزين على أقراص وأجهزة الشبكات، وبرنامج أساسي لإدارة العناصر/الأنظمة.

وبدمج كل ذلك “تحت سقف واحد”، يصبح لدينا كافة الجوانب الأساسية المطلوبة لإدارة مركز معلومات بخدمة يقدمها بائع واحد، مما يسهل بالتالي عملية الاستمرار في النشر وتعزيز قدرات التعامل مع المشاكل والأعطال.

وماذا عن الفوائد؟ حسنا، الفائدة الظاهرة جليا لنشر نظام تقاربي هي تحسين الكفاءة. فسواء أن كانت هذه الأنظمة مهيئة مسبقا أو يتم تجميعها بالموقع، فإنها “يتم ضبطها من أجل أداء المهمة”، وهذا يعني أنها متوازنة بشكل جيد ومجهزة للاحتياجات الخاصة بالمنشأة.

وهذا يؤدي على تعزيز الكفاءة ويسهل الإدارة، وذلك لأنه يمكن بشكل ديناميكي التحكم باحتياجات تقنية المعلومات ومراقبتها من خلال منصة فردية توفر نظرة كاملة لموارد النظام. وتسهم الأنظمة التقاربية كذلك في تعزيز الكفاءة من خلال سهولة نشرها وسهولة إدارتها.

ويمكن لمختلف المنشآت الاستفادة من هذه الفوائد، إلا أن ما تتمتع به البنية التحتية التقاربية من جاذبية تتضاعف مجددا حينما نضع في الاعتبار مستويات الصعوبة الإضافية  التي تتراكم على إدارات تقنية المعلومات المكلفة بنشر تقنيات الحوسبة الافتراضية والتقنيات المتنقلة والحوسبة السحابية.

ومع تزايد صعوبة الحوسبة والاتصال والتخزين، ترى “آي دي سي” وجود ضرورة ملحة لتبسيط معالجة الأعطال والمشاكل والإدارة، وهذا ما تقدمه البنية التحتية التقاربية كعنصر رئيسي.

ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل أن الأنظمة التقاربية يمكن أن توفر فوائد هامة من ناحية تبسيط وتفعيل البنوك وشركات الاتصالات والهيئات الحكومية ومنشآت التجزئة التي تعتمد على تطبيقات بالغة الأهمية ومرتبطة بالمهام الحساسة.

ولكن على الرغم من ذلك، هناك بعض الصعوبات، فمثل أي تقنية ناشئة، هناك تحديات مصاحبة للبنية التحتية التقاربية. وبرغم أن بعض هذه التحديات متوقعة، إلا أن بعضها يشكل قضايا حقيقية استنادا إلى حالات الاستخدام السابقة.

ومن المؤكد أن حشد حلقات استبدال التقنيات قد تشكل تحديا للمنشآت فيما يتعلق بمجالات الخوادم والتخزين والشبكات. علاوة على ذلك، واجه بعض الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات متاعب أثناء دمج الأنظمة التقاربية مع البنية التحتية وعمليات الإدارة الحالية.

وهناك تصور بين الشركات بأن الأنظمة التقاربية تفرض وجود مصدر واحد للإخفاق، وبالتالي فإنها تثير المخاوف بشأن الاعتماد عليها. ومن التحديات الفعلية التي واجهتها المنشآت في المنطقة النقص في الكوادر المؤهلة بين أفراد فريق تقنية المعلومات.

إن الأنظمة التقاربية تحدث تغيير في المسؤوليات المعروفة بين أفراد فريق تقنية المعلومات، وعلى الرغم من تبسيط الإدارة بشكل عام، إلا أن المهام الروتينية تتطلب معرفة تقنية لإدارة مجموعة من الأنظمة في منصة إدارة موحدة. وفي محاولة للتعامل مع هذه القضية، يقدم الكثير من بائعي الحلول التقاربية التدريب وشهادات الاعتماد فيما يتعلق بإدارة أنظمتهم التقاربية.

ويقدم معظم بائعي الخوادم وحلول التخزين والشبكات عروض تقاربية ضمن مجموعات منتجاتهم، وقد حددت “آي دي سي” عددا من الفروقات الهامة التي تستحق النظر إليها. وبينما أن البعض يقدم كافة مقومات النظام (مثلا، الخوادم، التخزين، الشبكات والإدارة) من بائع واحد، إلا أن آخرين قد شكلوا تحالفات استراتيجية يتم من خلالها وضع علامة تجارية للنظام التقاربي وبيعه كمنتج من بائع واحد ولكنه يعتمد على قوة أطراف متعددة.

وتتفاوت طرق نشر الحلول، حيث يقدم بعض البائعين تصميم مرجعي للأنظمة التقاربية التي يمكن تخصيصها ونشرها بالموقع، ويقدم آخرون أنظمة مهيئة مسبقا ولا تحتاج إلا لشبكها واختبارها ونقل المعرفة الخاصة بها إلى الموقع.

ولكن ما الذي يخبئه المستقبل للبنية التحتية التقاربية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا؟ هناك مجال كبير لتبني الأنظمة التقاربية في القطاعات الهامة بالمنطقة، بما في ذلك قطاع البنوك والخدمات والمؤسسات المالية، والنفط والغاز والاتصالات والقطاع الحكومي.

وقد تتمكن الأنظمة التقاربية من إثبات قيمتها الكبرى لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي يشهد ازدهارا، وهذا يمكن أن يحقق فوائد من مراكز المعلومات من خلال نشر نظام تقاربي فردي يتمتع بإمكانات “أشبك وشغل”.

ويوفر هذا النظام القابلية للتوسع والحيوية المطلوبان لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما أن مبادرات المدن الذكية التي تشهد ازدهارا في المنطقة يتوقع أن يقع اختيارها على الحلول التقاربية وذلك نتيجة لمتطلبات البنية التحتية الضخمة والمعقدة التي تتضمنها الخطط في تلك المدن الذكية.

وفي الخلاصة، من الواضح أن الفرص لا حصر لها، حيث ابتكر بائعو حلول الخوادم والتخزين والشبكات مجموعة من الحلول التي تستجيب بشكل جيد لمشغلي مراكز المعلومات الذين يتطلعون للجيل التالي من البنية التحتية التي تعزز كفائتهم في بيئاتهم الافتراضية.

وفي نهاية الأمر، تتوقع “آي دي سي” أنه مع تزايد التوجه نحو تعزيز الكفاة والإنتاجية والمرونة والتوفير في التكلفة، سيشهد الطلب على الأنظمة التقاربية ازدهارا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وسيصل إلى آفاق جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى