رأي وحوار

خدمات التقنيات المتنقلة تصنع الفارق في مستقبل الأعمال!

بقلم: عبد العزيز الهليّل، المدير الإقليمي السعودية والكويت والبحرين،
شركة IDC لأبحاث الأسواق – الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا

 

تعتبر التقنيات المتنقلة واحدة من تقنيات “المنصة الثالثة” التي ترى IDC أنها ستصنع الفارق فيما يتعلق بالأعمال في المستقبل. وسيكون من الضروري على الشركات التي تعمل في بيئة تشكل تحدياً وتشتد فيها المنافسة أن تتمتع بالقدرة على الحركة بشكل مستمر، وقد أمكن تحقيق ذلك من خلال الاستفادة من الحلول المتنقلة للمشاريع، وهي حلول تحقق مجموعة كبيرة من الأهداف.

وابتداءً من الاستخدام الداخلي للحلول المتنقلة – مثل تلك المستخدمة في عمليات المبيعات الموارد البشرية، وتمكين انتقال فرق المبيعات والتسويق والاعتمادات المالية – إلى الاستخدام الخارجي للعملاء بهدف إكمال دورات المبيعات بشكل أسرع وتسهيل الخدمات الذاتية، ارتفع انتشار استخدام الحلول المتنقلة لدى المنشآت في الإمارات العربية المتحدة بشكل سريع على مدى السنوات الماضية.

ونشهد نمواً في الوعي بين المنشآت بشأن الطاقة الهائلة التي توفرها الحلول المتنقلة من ناحية نمو الأعمال. ومن هذا المنطلق فقد شهدنا نمواً في تبنيى التقنيات المتنقلة مقارنة بالأيام الأولى لتبادل المحتوى، لتشمل حلول تتيح التفاعل في اتجاهين وتوفر الخدمة الذاتية. وأصبح الطلب على التقنيات المتنقلة من قبل المنشآت معقداً بشكل أكبر، حيث اصبحت هناك احتياجات لحلول للتفاعل مع أنظمة تقنية المعلومات الداخلية (مثل ERP  و CRM وغيرها) وترتبط كذلك بمنشآت الجهات الخارجية، مثل البنوك في بعض الحالات، بما يمكنها من تقديم خدمات ذاتية لعملائها.

وبالتالي فإن الحلول المتنقلة هذه تتطلب تكاملاً معقداً داخل الشركة، وكذلك خصائص أمن معلومات تضمن حصول العميل على بوابة آمنة يتمكن من خلالها من التفاعل مع الشبكة. ولا حاجة للقول بأن تطوير حلول متنقلة متقدمة يتطلب مجموعة من المهارات العالية، كما أن الخصائص المضافة تجعل من تشغيل هذه الحلول ثقيلاً على الأجهزة المتنقلة التي توجد بها.

وتعمل احتياجات الاعمال في الوقت الراهن على تعزيز الطلب على الحلول المتنقلة، حيث تقوم الإدارات المختلفة داخل المنشآت – مثل الموارد البشرية، المالية، المبيعات، التسويق – بالاتصال بإدارات تقنية المعلومات الداخلية من أجل تطوير حلول متنقلة تؤدي إلى أتمتة وتمكن العملاء والعاملين الميدانيين من الوصول إلى مختلف وظائف الأعمال. وانطلاقاً من هذا الطلب فإن العديد من كبريات المنشآت في الإمارات العربية المتحدة تستفيد من القدرات التي تتمتع بها فرقها الداخلية المتخصصة في تطوير التطبيقات من أجل تطوير حلول متنقلة خاصة بتلك المنشآت.

وعلى أية حال، ونظراً لتزايد درجة تعقيد الحلول المتنقلة فإن الشركات تتوقع بشكل متزايد مشاركة مطورين خارجيين في عملية تطوير التطبيقات المتنقلة التي تشمل العمليات الخاصة بتلك الشركات. ومن المؤكد أن هذه المشاركات ستساعد المنشآت على تطبيق أفضل حلولها المتنقلة التي تتميز بقوتها وتصميمها بما يلبي احتياجات تلك المنشآت.

وعلى أي حال فإن الانتقال من استخدام الكوادر الداخلية المؤهلة في مجال التطوير إلى مطوري الحلول المتنقلة المتخصصين سيضيف تكاليف باهظة على ميزانية تقنية المعلومات. وقد فشلت العديد من المنشآت في الوقت الحالي في فهم التكاليف الإضافية المتعلقة باستضافة وإدارة الحلول المتنقلة المرافقة لعملية تطوير التطبيقات. والمعتاد أن المطور الخارجي يفضل تطوير حل متنقل يصلح لكافة المنصات المتنقلة، بما في ذلك أندرويد وiOS وبلاكبيري، وذلك بما لا يحد من استخدام حل التنقيات المتنقلة على مستخدمي منصة متنقلة واحدة فقط. علاوة على ذلك، ينخرط المطورون الخارجيون كذلك في عمليات اختبار مكثفة للحلول المتنقلة التي يطورونها، وهذه عملية حساسة ومكلفة، وكثيراً ما يتم تجاهلها في حالة تطوير الحل داخل المنشأة.

وفي بعض الأحيان يقوم المطور الخارجي بإجراء تصنيف سكاني شامل لمستخدمي الحل المتنقل، وينشئ واجهة تعمل على تحسين تجربة المستخدم. وتعمل هذه العوامل مجتمعة على زيادة تكلفة تطوير التطبيق المتنقل الخارجي، إلا أن المنشآت ستتمكن بشكل تدريجي من الاستفادة من قدرات المطورين الخارجيين إذا رغبت في أن تكون حلولها المتنقلة قوية وفعالة وأكثر سهولة في الاستخدام، والأهم من ذلك أن يتم استخدامها على نطاق واسع.

وسيكون على إدارات تقنية المعلومات الداخلية أن تتمكن من إثبات جدواها إما فيما يتعلق بتحقيق عائدات أو توفير في التكلفة، وذلك من أجل أن تتمكن من توفير تمويل كافٍ لتطوير حلول متنقلة لصالح منشآتها. ويمكن للحلول المتنقلة أن تساعد العملاء على تسديد فواتيرهم الشهرية وتنفيذ مشتريات جديدة والاستعلام عن منتجات جديدة أو غير جديدة، ورفع الشكاوى ومتابعة الاستعلامات والاستفسارات، وذلك دون الاضطرار لزيارة أي من المتاجر الخاصة بالمنشآت أو دون الاتصال بمراكز الاتصال التابعة لتلك المنشآت. وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى تغيير القناة التي تقدم المنشأة من خلالها خدماتها لعملائها، أي بالتحول من المتاجر ومراكز الاتصال إلى الأجهزة المتنقلة، مما يقلل من مستوى التدخل البشري المطلوب ويمكن من تقديم الخدمات بطريقة أسرع وأقل تكلفة.

وحينما يتعلق الأمر باستخدام الحلول المتنقلة للإنترنت، يجب أن يتمكن الموظفون الميدانيون من معالجة المعلومات في الزمن الحقيقي وتوفير المدخلات بشكل أسرع لزملائهم العاملين بالمكاتب. وهذا الأسلوب الذي لا يتضمن استخدام أوراق سيقلل من الوقت الذي ينفقه الموظفون الميدانيون في الانتقال من وإلى مواقع مكاتبهم، وسيسرع كذلك من الوقت المطلوب للتعامل مع مختلف سيناريوهات الأعمال. ومن ثم فإن ذلك سيوفر قدرات أسرع على المعالجة، وفي حالة أن كان ذلك متعلقاً بالرد على استفسارات العملاء فإن النتيجة ستكون تحقيق المزيد من رضا العملاء.

وبالتالي فمن الواضح أن بناء محاولة للإقناع استناداً إلى عائدات الاستثمار أو من خلال ربط تطبيق الحلول المتنقلة بالأهداف الحقيقية للشركة ستلعب دوراً هاماً في مساعدة إدارات تقنية المعلومات على توفير الميزانية المطلوبة لمشاركة المطورين الخارجيين القادرين على بناء حلول متنقلة قوية وفاعلة لمنشآتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى