رأي وحوار

هل أفقد تيم كوك شركة آبل بريقها؟!

بقلم: فراس اللو، عضو فريق التحرير في البوابة العربية للأخبار التقنية

تستعد آبل اليوم الاثنين الموافق للثاني من يونيو/حزيران 2014 لعقد مؤتمرها الأول لهذا العام، حيث جرت العادة أن يُعقد في هذا التوقيت من كل سنة ليتم الكشف فيه عن آخر اصدارات نظام تشغيل آي أو إس الخاص بأجهزة آبل الذكية بالإضافة إلى نظام تشغيل حواسب ماك OS X.

لكن معظم المحللين والمتابعين حول العالم ينتظرون ماهو أكثر من ذلك من المؤتمر، فالشركة ومنذ إطلاق جهاز آيباد لأول مرّة قبل أربعة أعوام لم تكشف عن  أي منتج جديد يدفع جميع الشركات المنافسة لتبنّي الفكرة وإطلاق أجهزة مماثلة.

وحرص تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة على التنويه منذ العام الفائت عن وجود منتجات ثورية جديدة سوف تُطلقها الشركة في العام الجاري، إلا أنه ومع إنقضاء نصف العام لم تكشف آبل عن أي جديد سوى نظام تشغيلها الجديد للسيارات والذي حمل اسم Carplay.

ويرى المحلّلون أن المنتجات الثورية الجديدة قد تتلخص في تلفاز آبل الذكي، ساعة ذكيّة بالإضافة إلى نظام جديد للدفع عبر الأجهزة الذكية.

وذكر إيدي كيو رئيس قسم آيتونز في آبل والذي كان وراء صفقة الاستحواذ على شركة بيتس الأسبوع الفائت، ذكر أن الشركة تعمل على أفضل سلسلة منتجات جديدة منذ 25 عام، وهو مايزيد الضغط ويرفع سقف التوقعات خصوصاً مع الخسارة التدريجية لحصّة آبل في السوق والتي جعلت جميع المستثمرين في حالة ترقّب خوفاً من تراجع الشركة بشكل أكبر.

وقال مايكل أوبوشوفسكي أحد المساهمين في آبل أن القلق الأكبر هو خسارة آبل لبريقها، مُعللاً أنه وعلى الرغم من كون الشركة كبيرة، مُربحة وتنمو باستمرار، إلا أن الشركات المنافسة تُقدم أفكاراً جديدة وتسحب الضوء شيئاً فشيئاً من آبل.

وبعد رحيل ستيف جوبز الرئيس التنفيذي السابق قبل ثلاثة أعوام والذي عيّن تيم كوك بنفسه في منصب الرئيس التنفيذي بفضل قدرته على إدارة المشاريع والالتزام بتسليمها في الوقت المحدد، تنبأ الكثير من المحللين والمتابعين للشركة بالوصول إلى هذا الوضع، حيث يعتبر الكثيرون أن ماوصلت إليه الشركة من مجد ونجاحات سببه ستيف جوبز وأفكاره الثورية. إلا أن تيم كوك أصرّ على أنه سوف يدير الشركة بطريقته الخاصة وليس استناداً على الإرث أو الخطط التي تركها جوبز وراءه وهو ما أكد عليه عندما تحدث عن وجود مجموعة جديدة من المنتجات سوف ترى النور في العام الجاري.

ولعل هذا القلق أو الشكوك التي تحوم حول الشركة ناتج عن تعوّد المستخدمين على إبداعات الشركة وإطلاقها لمنتجات ثورية في كل فترة. وعلى الرغم من الاقبال الكبير على هواتف آيفون وحواسب آيباد والتي تمثل أكثر من ثُلثي أرباح الشركة، إلا أن الهواتف والحواسب اللوحية المنافسة تُلبي مُعظم حاجات المستخدمين والتي أهمها تقديم شاشة أكبر وهو مالوحظ في النماذج المُسرّبة لهاتف آيفون 6 الذي قد يمتلك نسختين الأولى بحجم 4.7 إنش والثانية بحجم 5.5 إنش.

ولم يقدم كوك حتى الآن أي نجاح جديد يُحسب له، ففي عام 2012 قدّم للعالم أول مرة نظام المساعد الشخصي الذكي سيري في هواتف آيفون 4S، ووعد خلال المؤتمر أن هذا النظام مع الوقت سوف يتعلم من المستخدم ليُدير الجهاز بشكل كامل من خلاله، لكن حتى الآن لم يصل سيري إلى هذه المرحلة. وبعيداً عن سيري أطلق أيضاً نظام خرائط آبل والذي أثار جدلاً واسعاً بعد إطلاقه بسبب المشاكل في تحديد الأماكن بدقّة فضلاً عن نظام ملاحة يقود المستخدمين إلى أماكن غير التي قاموا بتحديدها.

وأخيراً كان هاتف آيفون 5C آخر المنتجات الفاشلة – حسب رأي المحللين – التي أطلقها كوك. فالهاتف لم يشهد الإقبال الذي تخيّلته الشركة والذي علله كوك بأن المستخدمين توجهوا لاقتناء آيفون 5S عوضاً عن 5C بفضل نظام قارئ البصمة المزود به هذا الهاتف.

وعلى الرغم من عدم تقديمه أي منتجات ثورية حتى الآن، إلا أن المحللين والمساهمين يجمعون على عبقريته في إدارة الشركة. ففي عام 2012 وزّعت آبل مايقارب الـ 100 مليون دولار كأرباح للمساهمين لأول مرة منذ عام 1995 فضلاً عن شراء الشركة لمزيد من حصصها في سوق الأوراق المالية. إضافة إلى ذلك، قامت الشركة بـ 27 عملية استحواذ خلال السنة والنصف التي مضت.

الأشهر القادمة سوف تُحدد حجم الانجازات والتجدد الذي قدمه تيم كوك للشركة، وسوف يحكم العالم على المنتجات الثورية وغير الثورية التي سيتم اطلاقها في هذا العام حسبما صرح سابقاً. حيث تُشير جميع التوقعات إلى اقتراب الشركة من اطلاق آيفون 6 بشاشة أكبر، ونسخة آيباد برو تجمع بين الحاسب اللوحي والمحمول، بالإضافة إلى ساعة آبل الذكية المتوقع أن تحل مكان جهاز آيبود.

زر الذهاب إلى الأعلى