حوار خاص مع فاطمة سالم حول مشروع “متاجركم”
في 10 مارس 2014 أعلنت المناطق الاقتصادية العالمية وجمارك دبي عن إطلاق أول مركز تجارة تجزئة ذكي تحت اسم «متاجركم»، يقع في مجمع دبي للعلوم والتكنولوجيا «تكنوبارك»، ويسعى الجانبان للاستفادة من النمو الهائل في قطاع التجارة الإلكترونية فضلاً عن السعي لتجاوز الأسواق المحلية إلى الإقليمية والإقليمية إلى العالمية. وتعد المبادرة جزءاً من رؤية المناطق الاقتصادية العالمية لتكون مركزاً للتجارة الذكية القادمة في المنطقة، كما أن المشروع هو جزء من استراتيجية جمارك دبي بأن تكون الدائرة الجمركية الرائدة عالمياً في مجال تسهيل التجارة المشروعة.
ولتسليط مزيد من الضوء، أجرت البوابة العربية للأخبار التقنية حواراً حصرياً مع فاطمة سالم، نائب رئيس أول الخدمات التجارية في المناطق الاقتصادية العالمية.
هل هناك أي نموذج عالمي مشابه لـ”متاجركم”، وهل هو الأول من نوعه في الإمارات أم في المنطقة؟
منذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله- مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية في شهر مارس من العام الماضي، حرصنا أن يكون لنا بصمة مميزة في هذه المبادرة من خلال مشروع “متاجركم” الذي يدعم كذلك رؤية الإمارات 2021 ويتماشى تماماً مع الخطوات الحكومية بالتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
يعتبر “متاجركم” أول مشروع لتجارة التجزئة الذكية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط. هناك عدة أسباب دفعتنا لإنشاء هذه المنطقة أبرزها الدراسات التي صدرت مؤخراً والتي أشارت إلى زيادة عدد المتسوقين الإلكترونين في الإمارات ليبلغ العدد ثلث السكان (3 ملايين) متسوق لتحتل الدولة المرتبة الأولى إقليمياً فضلاً عن التوقعات بوصول حجم التجارة الإلكترونية في الدولة إلى 11.6 مليار دولار العام القادم 2015.
كيف يمكن لـ “متاجركم” الإسهام في تجاوز الأسواق المحلية إلى الإقليمية والعالمية؟ ماذا يعني ذلك؟
عقدنا شراكات مع عدد من الشركاء المؤسسين في هذه المبادرة، سيلعب كل شريك دوره المطلوب لنصل في النهاية إلى منطقة تجارة ذكية متكاملة. مثال ذلك: ستوفر شركات الخدمات اللوجستية حلولاً متكاملة تلبي جميع المتطلبات اللوجستية لأي شركة تجارة إلكترونية يتم تأسيسها في “متاجركم”، حيث ستكون الشركات اللوجستية هي حلقة الوصل بين العملاء والشركات العاملة في “متاجركم” وبوابة للوصول إلى المناطق الأخرى حول العالم بما يسهل على الشركات الذكية بيع أكبر قدر من منتجاتها إلى جميع الوجهات العالمية بكل سهولة ويسر.
نسعى لاستقطاب تجار البيع بالتجزئة الذكية، ورواد البيع بالتجزئة الراغبين في البدء بمشروع التجزئة الإلكترونية، والمبتدئين ورجال الأعمال المهتمين في مجال التجارة الذكية.
لماذا سيكون “متاجركم” خياراً مناسباً للشركات العاملة في تجارة التجزئة الإلكترونية؟ ما هي الإضافة أو القيمة المضافة التي سيقدمها لهم بالتحديد؟
بفضل الشراكة الاستراتيجية مع جمارك دبي، فقد استطعنا توفير خدمات تعتبر الأولى من نوعها في الدولة، مثل التدقيق اللاحق على المعاملات الجمركية، والضمان الجمركي على البضائع المرتجعة فضلا عن توفير كل ما تحتاجه شركات التجارة الذكية تحت سقف واحد. كما وفرنا منصات لأصحاب الأعمال ترتبط تلقائياً بخيارات الدفع الإلكتروني وخيارات الشحن، كما تتميز هذه المنصات بلوحات تحكم سهلة تساعد على إدارة المتجر وتلبية الطلب وتخليص المعاملة بيسر. أعتقد أن هذه الخدمات والعناصر كفيلة باستقطاب كثير من الشركات العالمية العاملة في هذا القطاع.
يعمل مشروع “متاجركم” على تمكين المستثمرين الجدد من الانضمام إلى متاجركم واكتساب الخبرة اللازمة للوصول إلى السوق المحلي والعالمي من دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة بما يحدث ثورة حقيقة في قطاع التجزئة الإلكترونية ويعود بالفائدة على المنتج والمستهلك.
هل “متاجركم” مناسب برأيكم للشركات العاملة في مجال التجارة الإلكترونية التي تقدم منتجات وخدمات افتراضية أيضاً؟
أعتقد أن متاجركم سيكون المكان الأنسب لشركات التجارة الإلكترونية بفضل النموذج الفريد الذي نتبناه ويجمع اللاعبين الرئيسيين في نظام أعمال متكامل.
كم تستغرق عملية تسجيل شركة جديدة في “متاجركم”؟
يستطيع العميل بدء أنشطة شركته بخطوات بسيطة جداً وبدون تعقيدات بفضل خدمات النافذة الواحدة التي توفر الترخيص، والتأجير واستقطاب الطاقات المهنية. بعد استكمال المستندات المطلوبة واستيفاء الشروط والقوانين المخصصة للتجارة الذكية فلن تستغرق عملية التسجيل أكثر من يومين فقط.
ذكرتم أن المناطق الاقتصادية العالمية بالتعاون مع جمارك دبي وضعت نظام أعمال متكامل يجمع بين مختلف اللاعبين الرئيسيين في «نطاق إلكتروني ذكي» للدخول في شراكة وتعاون مع بعضهم البعض في نموذج أعمال متناغم ومجدٍ اقتصادياً. والسؤال هنا: ماذا يعني ذلك بالضبط بالنسبة للشركات؟ وما المقصود بنطاق إلكتروني ذكي تحديداً؟
عملنا مع جمارك دبي على تبسيط الإجراءات الجمركية لتتمكن الشركات من الاستفادة من هذه الخدمات الإلكترونية بكل سهولة ومن دون تعقيدات مثل دفع الرسوم الجمركية بشكل موسمي وليس في كل مرة تقوم فيها الشركة بإرسال بضائع إلى المستهلك.
ذكرتم سابقاً أن البنية التحتية المالية وبوابة الدفع الإلكتروني التي صممت على مستوى عالمي تتيح المعالجة السريعة والمضمونة لبطاقات الائتمان، والبطاقات المدفوعة مسبقاً، وبطاقات الخصم المباشر المحلية والإقليمية والعالمية. والسؤال هنا: هل لنا بمزيد من المعلومات عن الآلية التي سيتم اعتمادها فيما يتعلق بالدفع الإلكتروني بالنسبة للشركات؟
ندرك جيداً أن بعض المتسوقين الإلكترونيين يتجنبون استخدام البطاقات الإئتمانية عبر الإنترنت ويفضلون الدفع النقدي عند الاستلام ويعزى السبب الرئيسي في ذلك إلى عدم الثقة بخيارات الدفع المتوفرة، لكنّ بوابة الدفع الإلكتروني في متاجركم ستكون آمنة ومضمونة وقادرة عل معالجة واتمام عملية الدفع بسرعة كبيرة.
ذكرتم أنه سيكون هناك خدمات لتطوير واجهات المتاجر الإلكترونية، حبذا لو حصلنا على تفصيل كامل عن الخدمات التي سيتم تقديمها؟
سيوفر مطورو واجهات المتاجر في المركز منصات تجارية ذكية متكاملة وجاهزة لخدمة المشاريع القائمة أو المبتدئة التي تستهدف قطاع الأعمال والخدمات المقدمة من الجهات التجارية للمستهلكينB2C أو الأعمال والخدمات المقدمة من الجهات التجارية إلى جهات تجارية أخرى B2B، وتطوير واجهات متاجر ذكية حسب الطلب، وبوابة دفع إلكتروني تكاملية، وترتيب المنتجات إلكترونياً، إضافة إلى التكامل مع نظام المحاسبة وغيرها من الخدمات الإلكترونية
في أي مرحلة أنتم الآن من تنفيذ مشروع “متاجركم” على الأرض؟
بدأنا هذا الشهر بوضع خطة التنفيذ للمشروع وسيكون جاهزاً بعون الله في الربع الثاني من العام القادم 2015.
هل ثمة توقعات أو أرقام محددة حول تعزيز هذا المشروع لنمو التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات؟
تتوقع تقارير عالمية نمو حجم الإنفاق عبر الإنترنت في الإمارات بنحو 95% خلال السنوات الخمس القادمة وهو ما يجعلها الأولى خليجياً في هذا المضمار. أعتقد أن “متاجركم” ستسهم في زيادة المتسوقين الإلكترونيين بنسبة كبيرة بما يخلق منافسة حقيقية بين المستثمرين ويفتح الباب أمام المستهلك لاختيار السلعة التي تناسبه بأقل الأسعار.
