IDC تتوقع نموًا ملحوظًا في خدمات تقنية المعلومات بالسعودية خلال 2014
تتوقع مؤسسة أبحاث السوق “آي دي سي” IDC أن تنمو سوق خدمات تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية بنسبة 15.1 في المئة في العام 2014.
وتعزو المؤسسة هذا التوسع في السوق إلى حدٍّ كبير إلى زيادة الطلب على كلٍّ من خدمات المشاريع وخدمات الدعم والتركيب.
وأشارت “آي دي سي” إلى أنه ومع أن الشركات السعودية المحلية “التي يملكها مواطنون سعوديون وتقع مقارها الرئيسية داخل البلاد” ما تزال تسيطر على قائمة أكبر 20 شركة، فإن المنافسة من الشركات متعددة الجنسيات في تصاعد، حيث ما تزال شركات تقديم الخدمة الهندية ومتعددة الجنسيات توسع من حضورها في سوق تقنية المعلومات في المملكة.
ويقول “حمزة النقشبندي”، محلل أبحاث أول للبرمجيات وخدمات تقنية المعلومات لدى “آي دي سي” في السعودية إن سوق خدمات تقنية المعلومات في السعودية تستمر بجذب الاهتمام العالمي بنموها المطرد الذي يتجاوز 10 في المئة.
ويتوقع الالنقشبندي أن يصبح المشهد العام لخدمات تقنية المعلومات في المملكة أكثر تركيزًا مع مواصلة شركات تقديم الخدمة متعددة الجنسيات تعزيز مكانتها لدى كبار العملاء، وتوسّع مشغلي خدمات الاتصالات في طرح عروض تقنية المعلومات، وتطوير مقدمي الخدمة المحليين لنماذج أعمالهم التجارية بالتركيز على التقنيات الصاعدة والقطاعات المتوقع ازدهارها مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل.
وترى “آي دي سي” أن خدمات المشاريع “مثل تكامل الأنظمة، واستشارات الشبكات ومشاريع دمجها” تعد العناصر الأكثر مساهمة في سوق خدمات تقنية المعلومات في المملكة، في حين تشهد الخدمات المدارة والاستضافة معدلات نمو مرتفعة نتيجة العقود الكبيرة الموقعة في مختلف القطاعات.
وما يزال القطاع العام، وفقًا للمؤسسة، قوة دافعة أساسية للاستثمار في تقنية المعلومات، حيث تواصل الحكومة السعودية الاستثمار في الحكومة الإلكترونية والخدمات التي تركز على المواطن وتبسيط إجراءات العمل.
ويضيف النقشبندي “مع تزايد اهتمام الزبائن بالتقنية في السعودية وتصاعد متطلباتهم، يحتاج مقدمو الخدمة لمواكبة التقنيات الصاعدة وأفضل الممارسات المطبقة في العالم. كما يحتاج مقدمو الخدمة أيضًا للتواصل مع الزبائن بشكل أعمق خاصة خلال دورات البيع الطويلة، بحيث يصبح مقدمو الخدمة ’شركاء‘ بدلًا من ’موردين‘ في سوقٍ تلعب فيه العلاقات الشخصية دورًا كبيرًا”.
وتعتقد مؤسسة “آي دي سي” أن سوق خدمات تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية تمر الآن بمنعطف رئيسي في مسيرة تطورها، مع تطلع عدد متزايد من قادة الأعمال لدعم تطوير شركاتهم وتحفيز النمو المستمر.
وأشارت المؤسسة إلى أن التقنيات والنماذج الصاعدة التي حققت بالفعل تأثيرًا هائلًا في الأسواق العالمية – مثل الحوسبة السحابية والتقنيات النقالة ووسائط الأعمال الاجتماعية وتحليل البيانات الكبيرة – قد بدأت تشهد طلبًا واعتمادًا في المملكة، وبدأ العديد من مدراء أقسام تقنية المعلومات بتنفيذ مشاريع تقوم على هذه التقنيات، وهي غالبًا مشاريع تجريبية صغيرة المستوى.
واعتبرت “آي دي سي” السحابة الخاصة النموذج المفضل للخدمات السحابية لاعتبارات أمنية، لكنها تتوقع في الوقت ذاته أن تحقق الخدمات السحابية العامة نموًا على المدى المتوسط. كما يعد أمن تقنية المعلومات مجالًا رئيسيًا آخر للاستثمار مع تحوّل الشركات السعودية من انتهاج أسلوب “رد الفعل” في مواجهة المخاطر الأمنية إلى “الاستباق” بسبب التطور المستمر للتهديدات.
وأكدت المؤسسة على أن المخاوف المتعلقة بالأمن والتوظيف وإدارة مشاريع تقنية المعلومات تبقى تحديات رئيسية أمام مسؤولي تقنية المعلومات في المملكة.
ويوضح النقشبندي “يزداد نضوج السوق السعودية عمومًا بسبب وعي الزبائن وتشددهم في المواصفات والمتطلبات، وإدراكهم لأهمية تقنية المعلومات في نمو واستقرار الأعمال، وبالتالي فإن ضغوطهم على مقدمي خدمات تقنية المعلومات والاتصالات تتزايد باستمرار”.
ومع تسارع وتيرة التوطين في المملكة ومواصلة الحكومة السعودية دفع الشركات للالتزام بذلك عن طريق برنامج نطاقات، تتوقع “آي دي سي” حدوث نقص في أصحاب المهارات العالية في تقنية المعلومات، وستتواصل الشكوك حول الأنظمة الخاصة بتقديم الدعم في موقع العمل.
ويقول النقشبندي إن ذلك سيضع مزيدًا من الضغوط على مقدمي الخدمة لتعيين المواطنين السعوديين وتدريبهم بوتيرة أسرع. وقد يتأثر بشكل كبير مقدمو الخدمة من الصف الثاني والثالث الذين لا يمكنهم تحمل التكاليف المرتفعة لتوظيف وتدريب المواطنين، على المدى القصير.
كما تتوقع المؤسسة حدوث تأخير في إنجاز المشاريع، خاصة المشاريع الضخمة التي تعتمد بدرجة كبيرة على البنية التحتية، وستواجه العقود الحالية ضغوطًا تأكل من أرباحها مع تزايد تكلفة الموارد. لكن في النهاية ستنمو مجموعة المواهب الوطنية في مجال تقنية المعلومات، وتتوقع “آي دي سي” كذلك أن تستقر السوق على المدى المتوسط.