دراسات وتقارير

“جارتنر” تتوقع نجاحًا ماديًا دون المطلوب لتطبيقات الأجهزة الذكية حتى 2018

نشرت مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية “جارتنر” (Gartner) اليوم دراسة توقعت فيها أنه وبحلول العام 2018، سيحقق ما نسبته أقل من 1% فقط من التطبيقات الاستهلاكية ستحقق النجاح المالي المنشود من قبل مطوريها.

وأشارت المؤسسة إلى أن هذه التوقعات تأتي كنتيجة للجوء المستهلكين عادة وبوتيرة متزايدة إلى التوصيات التي تقدمها محركات البحث أو الأصدقاء أو الشبكات الاجتماعية أو الإعلانات لاعتماد تطبيقات الهواتف المحمولة عوضًا البحث بين آلاف التطبيقات المتاحة.

وفي هذا الصدد، قال كين دولاني، نائب الرئيس والمحلل البارز لدى “جارتنر”، إن العدد الكبير لتطبيقات الهواتف المحمولة المطروحة في الأسواق يشير إلى أن الهاتف المحمول يعتبر مصدر إيرادات جديد من شأنه جني ثروات للكثيرين.

ومع ذلك، تبين دراسة “جارتنر” التحليلية أن معظم تطبيقات الهواتف المحمولة لم تصمم لتحقق أرباحًا مادية، ولكنها تستخدم كوسيلة لتعزيز المعرفة والوعي بالعلامات التجارية للشركات والمنتجات أو لمجرد المتعة. لذا، فإن مصممو هذه التطبيقات الذين لا يعوون هذه الحقيقة سيجدون الربح بعيد المنال عنهم.

كما وصف دولاني سوق تطبيقات الهواتف المحمولة بأنه “سوق نشط جدًا”، وذلك بوجود أكثر من 200 شركة تعمل في مجال تطوير المنصات الخاصة بتطوير تطبيقات الهواتف المحمولة المتطورة، إلى جانب الملايين من مطوري التطبيقات الذين يستخدمون هذه المنتجات والأدوات المتاحة لتصميم تطبيقات الهواتف المحمولة. وعلاوةً على ذلك، فإن أعداد التطبيقات المجانية الجيدة قد ارست توقعات ومتطلبات عالية عند اختيار المستخدمين للتطبيقات المدفوعة.

وتابع دولاني حديثه قائلًا: “هناك الكثير من التطبيقات المجانية التي لا تحقق أية إيرادات، وتتوقع جارتنر أن تصل نسبة تحميل التطبيقات المجانية عن طريق الإنترنت إلى 94.5% بحلول العام 2017. وبالمقابل، فإن 90% من التطبيقات المدفوعة يتم تحميلها أقل من 500 مرة يوميًا، لتحقق أقل من 1,250 دولار يوميًا، وهو ما سيؤدي إلى نتائج مستقبلية أسوأ بسبب المنافسة الأكبر، ولاسيما في الأسواق الناجحة”.

وأوجزت مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية “جارتنر” اثنين من توقعاتها الرئيسية الخاصة بالتقنيات الجوالة، حيث قالت إن 20% من البرامج والتطبيقات التي تعمل وفق مفهوم “استخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل (BYOD) ستفشل بحلول العام 2016، الأمر الذي يعود إلى نشر المؤسسات لبرامج “إدارة الأجهزة المحمولة” ذات الإجراءات والتدابير الصارمة للغاية.

وتطرق السيد دولاني إلى هذه النقطة بالقول، إن استخدام التقنيات الاستهلاكية في بيئات العمل يمثل تهديدًا كبيرًا على آلية التحكم بتقنية المعلومات الخاصة بموارد الحوسبة الطرفية، سواءٌ كانت عن طريق البرامج الرسمية لاستخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل، أو عبر الأجهزة التي يتم استخدامها دون موافقة رسمية من أصحاب العمل وتهيئتها للتمكن من الوصول إلى أنظمة الشركة. وبالنظر إلى آلية التحكم التي يتبعها قسم تقنية المعلومات لمراقبة أجهزة الكمبيوتر الشخصية عبر تطوير ونشر واجهات لأجهزة الكمبيوتر التي تديرها الشركة، فإن العديد من شركات تقنية المعلومات ستقوم بوضع ضوابط قوية على استخدام الأجهزة المحمولة.

وتسارع العديد من شركات تقنية المعلومات إلى نشر حلول “إدارة الأجهزة المحمولة” لمعالجة المشاكل الناجمة عن التزايد السريع في استخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل. إلا أنه مع انتشار استخدام البرامج الخاصة بمفهوم “استخدام الأجهزة الشخصية في العمل”، أصبح الموظفون على دراية بقدرة شركات تقنية المعلومات على الوصول إلى معلوماتهم الشخصية.

ونتيجة لذلك، يبدي الموظفون حساسية تجاه إعطاء شركات تقنية المعلومات صلاحية الوصول إلى أجهزتهم الشخصية، ولذلك فإنهم يطالبون بإيجاد حلول تعمل على فصل المحتوى الشخصي عن محتوى العمل، وتحد من قدرة شركات تقنية المعلومات في الوصول أو تغيير المحتوى والتطبيقات الشخصية.

وتوقعت “جارتنر” أن يُستخدم متصفح الإنترنت على الأجهزة الطرفية الجوالة كمنصة متطورة للتطبيقات المتطورة بحلول العام 2017، وذلك مع احتواء 50% من تطبيقات الإنترنت الجديدة على نصوص “جافا سكريبت” (Java Script) معقدة.

حيث سيدخل متصفح الهاتف المحمول في إطار عمل العديد من المهام والوظائف المتنوعة، بدءًا من محرك البحث البسيط وصولًا إلى توفير التطبيقات المتطورة التي تقوم بتشغيل تطبيقات “جافا سكريبت” معقدة. وسيشكل نص الـ “إتش تي إم إل 5” (HTML5) الخيار الأفضل والمتوفر على نطاق واسع، فهي تقنية توفر التطبيقات على منصات محايدة قادرة على تقديم تطبيقات متطورة مع تجربة عالية المستوى للمستخدم. ومع ذلك، هناك بعض النقاط الرئيسية كالأداء والتجزئة وانعدام الخبرة التي ستقف في وجه مطوري التطبيقات لعدة سنوات قادمة، كما يجب عليهم أن يكونوا على بينة من أن الشركات تحاول تقييد عملهم من خلال متصفح يعمل بواسطة منصة محددة.

ويختم السيد دولاني حديثه موضحًا أن ثلاث منصات “أندرويد” و “آي أو إس” و “ويندوز فون” على الأقل ستحضى بحصة الأسد من سوق الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية والشخصية، وهو ما سيدفع العديد من الشركات إلى دعم استخدام المنصات المتعددة بواجهات تطبيقات خاصة للمستهلك والموظف على حد سواء. وعلى الرغم من وجود أكثر من 100 أداة تطوير للـ “منصات المستقلة”، إلا أن معظمها ينطوي على تنازلات تقنية أو تجارية، مثل حجب التقنيات بشكل كامل أو نسبي، الأمر الذي سيزيد من الاهتمام بنصوص الـ “إتش تي إم إل 5” باعتبارها موحدة ومتاحة على نطاق واسع، وترتبط بمنصة ذات تقنية محايدة في توفير التطبيقات.

زر الذهاب إلى الأعلى