تحت الضوء

“أسبوع جيتكس” يبرز أهمية “البيانات الكبيرة” في نمو الشركات

استضاف “أسبوع جيتكس للتقنية” للمرة الأولى ضمن فعاليات دورته الثالثة والثلاثين مؤتمر”البيانات الكبيرة”، وهو المؤتمر الذي يقدم رؤية شاملة حول أهمية البيانات الكبيرة خاصة لمجالس الإدارات في الشركات ودورها في تحقيق أثر إيجابي بالغ في دفع عجلة الابتكار وزيادة التنافسية بالشرق الأوسط.

وقال “فولكمار كوش”، نائب الرئيس لدى شركة “بوز آند كو” للاستشارات الإدارية المتخصصة، أن البيانات أصبحت أمراً لا يمكن تجنب النقاش حوله في مجالس الإدارات، في ظلّ الإدراك المتزايد لكبار المسؤولين التنفيذيين لأهمية البيانات في النهوض بأعمالهم والدخول بها في خضمّ معتركات جديدة ذات قيمة كبيرة.

وأضاف خلال كلمة ألقاها في المؤتمر “يتم إرسال 2.9 مليون رسالة بريد إلكتروني في كل ثانية، ويتم تحميل 100 ساعة فيديو إلى الإنترنت كل دقيقة، وبحلول نهاية العام 2013 سيفوق عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت عدد سكان الأرض”.

وأوضح كوش بأن هناك ثلاث خطوات رئيسية نحو تبني تقنيات البيانات الكبيرة، تتمثل أولاها في فهم الكيفية التي يمكن بها لاستراتيجية بيانات مدفوعة بالقدرة على إجراء التحليلات أن تساعد في تعزيز أداء الأعمال، وثانيتها العثور على مالك متميز داخل المنظمة لتسريع قدراتها على حفظ وتحليل البيانات الكبيرة، أما ثالثتها فتتمثل بإضافة قدرات جديدة للبيانات الكبيرة تحتضن العمليات وتحول النماذج العاملة وتحدد وتغذي المواهب المناسبة.

وأضاف: “هناك حاجة ماسة إلى تغيير الثقافات في مؤسسة ما لصنع مزيد من القرارات المبنية على البيانات الصحيحة، ومن الضروري هنا بدء العمل بعدد من الفرص المحددة للتدليل على قيمة البيانات الكبيرة وأهميتها في المشاريع التجريبية واستقطاب المزيج المناسب من المواهب”.

واستغل فرانسيس مود، الوزير البريطاني المكلف بشؤون مجلس الوزراء، فرصة المؤتمر لكي يوضح كيف ساهمت البيانات الكبيرة في تغير سياسة العمل في الوزارة الإنجليزية.

وأشار مود إلى إن مكتبه لجأ إلى تقنيات البيانات الكبيرة للمساعدة في إجراء مجموعة واسعة من الإصلاحات وتحسين الكفاءات في القطاع العام، بما يشمل تحسين الشفافية والمساءلة في الحكومة، وتعزيز كفاءة شراء السلع وإدارة الخدمات الحكومية، وخلق خدمة مدنية رقمية موحدة.

وصرح مود: “لقد قامت الثورة الصناعية الأولى على عوامل أساسية مثل الحديد والفحم والفولاذ، أما ثورة القرن الواحد والعشرين الصناعية والرقمية فإن ارتكازها الأساسي قائماً على البيانات، ويمكن للبيانات أن تحقق دفعاً كبيراً لمعدلات النمو إذا ما استخدمت بطريقة مبتكرة شاملة ودقيقة، حيث أنها ستمكن الشركات والمؤسسات من التركيز على احتياجات عملائها بشكل كبير ومراعاة تفضيلاتهم للخدمات الشخصية التي يتطلعون إليها”.

وبدأت أكثر من شركة بمنطقة الشرق الأوسط في إدراك الأهمية الكبيرة للبيانات، حيث أشار تقرير حديث لشركة “آي دي سي” المختصة في أبحاث سوق تقنية المعلومات إلى أن أكثر من 40 بالمائة من رؤساء تقنية المعلومات في الشرق الأوسط قد حددوا نطاق استثماراتهم للعام 2013 ضمن تقنيات التحليلات والبيانات الكبيرة وهو ما يمثل زيادة بثلاثة أضعاف في اهتمام الشركات بهذا المجال.

وتتوقع الشركة أن يزيد الإنفاق في أنحاء العالم على تقنيات “البيانات الكبيرة” من 3.2 مليار دولار في العام 2010 إلى 16.9 مليار دولار في 2015، أي بمعدل نمو سنوي مركّب قدره 40 بالمائة، أو سبعة أضعاف معدل النمو في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات كله.

ولا يعد الإنفاق على تقنيات “البيانات الكبيرة” أمراً غير مجدٍ للشركات على مستوى العائدات، حيث أكد رونالد رافنسبيرجر، رئيس تقنية المعلومات لمبيعات حلول المؤسسات لدى شركة “هواوي”، خلال المؤتمر أن الشركات أصبحت تدرك اليوم أهمية هذه البيانات، وأن تلك البيانات يمكن أن تكون أصلاً من الأصول المهمة المولّدة للدخل، وأن الاستخدام المبتكر لهذه المعلومات يقدّم ميزة تنافسية حقيقية إذا تمّ تخزينها وتأمينها بطريقة فعالة.

ومن جانبه تحدث محمود شاكر، رئيس المعلوماتية في بنك قطر الأول، خلال المؤتمر عن تجربة البنك، كمؤسسة عربية، في التعامل مع تقنيات البيانات الكبيرة بشكل عام والحوسبة السحابية بشكل خاص.

وقال شاكر “بنك قطر الأول قد استخدم البيانات الكبيرة لتحليل عادات العملاء ليحصل على نتائج ساعدته في تعزيز الخدمات المقدمة لهم، في حين الحلول السحابية أنظمة تقنية مركزية متنقلة؛ واستعرضنا أمام المشاركين في مؤتمري البيانات الكبيرة والحوسبة السحابية خلال أسبوع جيتكس للتقنية، أفضل الممارسات، وبيّنا كيف يمكن للشركات القطرية الصغيرة والمتوسطة استخدام البيانات الكبيرة والحلول السحابية لتعمل مثل الشركات الكبرى وبجزء صغير من التكلفة”.

وكان بنك قطر الأول قد نال المرتبة الثانية في فئة جائزة “مشروع حلول البيانات الكبيرة” خلال فعاليات توزيع جوائز “الحوسبة السحابية” التي تقام للمرة الأولى في أسبوع جيتكس للتقنية، والمقام حالياً في مركز دبي التجاري العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى