رأي وحوار

رسالة جوال ستنهي حياتي!

بقلم: أحمد عبدالقادر، الرئيس التنفيذي للبوابة العربية للأخبار التقنية.

 توقفت ذاك الصباح الجميل لبعض الوقت كعادتي لشراء قهوتي المفضلة من إحدى محطات الوقود، واستلمت طريقاً يسمى “العابر” قاصداً إمارة دبي، وهو طريق سريع خارجي يوازي تقريبا معظم الإمارات الساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو حل مثالي للتخلص من الزحمة في بعض الأحيان.

وبينما أنا أقود سيارتي في الطريق تذكرت أنني لم أبلغ أحد أعز أصدقائي المقيمين في أحد الدول الغربية بأنني سأكون ضيفاً في أحد القنوات الفضائية لأتحدث عن البوابة العربية للأخبار التقنية، وكنت أود منه متابعتي وتقديم نصائح من حيث الظهور الإعلامي لخبرته في هذا المجال.

حاولت الاتصال به وأنا في طريقي سائقاً سيارتي قاصداً دبي، إلا أنه لم يرد على مكالمتي، فعمدت مباشرة إلى كتابة رسالة نصية أبلغه فيها بذلك: “على قناة ××× الساعة 10:15 ص”.

فجأة وعندما انتهيت من كتابة الرسالة وإرسالها نظرت إلى الطريق أمامي وتذكرت أنني أقود السيارة، فأصبت بخوف شديد لأنني لم أنظر إلى الطريق طيلة فترة كتابة الرسالة. شكرت الله سبحانه وتعالى على لطفه وعنايته، إلا أنني أصبت حقيقة بالذعر من ذلك.

لم تمر هذه الحادثة علي مرور الكرام، حاولت البحث في الإنترنت حتى أقدر المسافة التي قطعتها بينما كنت أكتب الرسالة النصية ولم أنظر فيها إلى الطريق. وما وجدته كان مدهشاً!

فبحسب نتائج الدراسات التي كشفت عنها مؤخراً شركة AT&T الأمريكية، تبين أن أكثر من 100 ألف شخص يفقدون حياتهم أو يتعرضون لإصابات نتيجة لحوادث مرورية سببها استخدام الرسائل النصية أثناء القيادة!

الأمر المدهش في الموضوع أن الدراسات أشارات إلى أن المعدل الوسطي للوقت الذي تتطلبه كتابة رسالة نصية أثناء القيادة هو خمس ثواني! أي أنك إن كنت تقود سيارتك بسرعة 55 ميلاً في الساعة (88.5 كلم) فإن تقطع مسافة ملعب كرة قدم بأكمله دون النظر إلى الطريق خلال خمس ثواني!

سأبوح لكم بسر… كنت أقود بسرعة 140 كم في الساعة (مثبت السرعة)، ومن يمتطي العابر يعرف ما أقول.

بكل تأكيد أرعبتني هذه النتائج، وقررت مشاركتها مع كل من أعرف مساهمةً مني في التوعية بهذا الخطر المحدق بنا جميعاً والذي لا نلق له بالاً.

إيسثر لي، نائبة رئيس الإعلانات تسويق العلامة التجارية في شركة AT&T، تتناول مدى خطورة كتابة رسائل الجوال النصية أثناء قيادة السيارة. وكيف نجحت الشركة في تغيير هذه التصرف المميت لدى الكثرين بعد عامين، وشرحت بعض الدورس القيمة التي يستفاد منها حول كيفية البدء في حملة أو حركة عامة. كما يمكن الاستفادة من هذا الفيديو الحديث أيضاً في إدارة الحملات التسويقية من جهة أخرى.

نعم، إنها رسالة جوال ستنهي حياتي وحياتك أثناء القيادة لا سمح الله بحسب الكثير من الدراسات التي وقعت عليها خلال بحثي على الإنترنت، لاسيما إذا ما تجاهلنا هذه الحقائق. فقد أخذت على نفسي عهداً بألا أكتب رسالة نصية أثناء القيادة مهما كلف الأمر!

هل اتخذت ذات القرار بعد قراءة هذا المقال؟! أرجو ذلك.

[youtube width=”600″ height=”344″]https://www.youtube.com/watch?v=hZjj2zsglpo[/youtube]

زر الذهاب إلى الأعلى